انتخابات شمال لبنان تعيد اصطفاف معسكري «14» و«8 آذار»

زحمة في مركز اقتراع وسط طرابلس شمال لبنان (أ.ب)
زحمة في مركز اقتراع وسط طرابلس شمال لبنان (أ.ب)
TT

انتخابات شمال لبنان تعيد اصطفاف معسكري «14» و«8 آذار»

زحمة في مركز اقتراع وسط طرابلس شمال لبنان (أ.ب)
زحمة في مركز اقتراع وسط طرابلس شمال لبنان (أ.ب)

أحيا المشهد الانتخابي في شمال لبنان، خصوصاً في الدائرتين الأولى (عكار) والثانية (طرابلس - المنية والضنيّة)، الاصطفاف السياسي لمعسكري «8» و«14 آذار»؛ إذ برزت المواجهة على أشدّها بين الطرفين، بعد مجاهرة «حزب الله» باستخدام نفوذه السياسي والمالي لفوز حلفائه في المعقل السنّي، بهدف حصد مزيد من المقاعد السنيّة وتكريس أكثريته في البرلمان.
ورغم تعدد اللوائح في طرابلس وقضاء المنية ـ الضنيّة، فإن المنافسة الأقوى برزت بين لائحة «إنقاذ وطن» لتحالف «حزب القوات اللبنانية» والوزير السابق أشرف ريفي من جهة؛ ولائحة «الكرامة الوطنية» التي يرأسها الوزير السابق فيصل كرامي وتضمّ النائب جهاد الصمد وجماعة «جمعية المشاريع» وأحزاب أخرى مدعومة من «حزب الله» من جهة ثانية، وإن كان ثمة تأثير ملموس على الأرض للائحة «لبنان لنا» التي يرأسها النائب السابق مصطفى علوش المدعوم من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.
حماوة المنافسة بين اللوائح لم تترجم بإقبال كثيف على صناديق الاقتراع؛ إذ بقيت نسبة الاقتراع خجلى حتى ساعات الظهر ولم تتخطّ في هذه الدائرة 13 في المائة، غير أن المشهد اختلف بشكل لافت بعد الظهر، وكادت انتخابات هذه الدائرة تمرّ بهدوء تام، لولا الاعتداء على موكب المرشح العلوي النائب في كتلة «الوسط المستقبل» علي درويش (كتلة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي)، ومنعه من الدخول إلى منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية للإدلاء بصوته، باعتبار أن أبناء هذه المنطقة ينتمون إلى «الحزب العربي الديمقراطي» الذي يرأسه رفعت عيد اللاجئ إلى سوريا إثر الشروع في محاكمته بجريمة تفجير مسجدي «السلام» و«التقوى» في طرابلس في عام 2013. وسجّلت طرابلس عند الواحدة والنصف ظهراً وصول الحافلات التي تقلّ المجنسين من سوريا، للتصويت للائحة فيصل كرامي وحلفاء «حزب الله» والنظام السوري، بهدف تعزيز حواصلهم إثر تدني إقبال مؤيديهم من داخل الدائرة.
المشهد في الدائرة الأولى (عكار) لم يختلف عن طرابلس؛ إذ إن المعركة اكتسبت حالة الانقسام الحاد بين لائحة «الاعتدال الوطني» التي ينخرط فيها النواب هادي حبيش ومحمد سليمان ووليد البعريني، بعد استقالتهم من «تيّار المستقبل»، وبين لائحة «8 آذار» التي تحمل اسم «عكّار أولاً»، برئاسة النائب السابق محمد يحيى المتحالف مع «التيار الوطني الحر» و«الحزب القومي الاجتماعي» و«حزب البعث»، والتي يزج فيها «حزب الله» بثقله السياسي والمالي، لنجاح حلفائه فيها. وتسببت حماوة المعركة في إشكالات متنقلة؛ أبرزها تمثّل في اعتداء مناصرين لـ«الحزب القومي» على مندوبين لمرشحي «القوات اللبنانية» داخل المركز الانتخابي في مدرسة بلدة برقايل، ما أدى إلى إقفال المركز إلى حين تدخل الجيش والقوى الأمنية وإعادة الأمور إلى طبيعتها، كما سجّلت إشكالات محدودة في بلدات البيرة ومشمش والقبيات.
صحيح أن الاصطفاف برز حاداً بين معسكرين متباعدين في السياسة، لكنّ جوهره تمثّل في المنافسة على المقعد الماروني في عكّار بين النائب هادي حبيش، الذي كان منضوياً في «كتلة المستقبل»، وبين مرشّح «التيار العوني» جيمي جبّور، ولذلك غلب التركيز على هذا المقعد؛ إذ إن «التيار العوني» يضع ثقله لكسب هذا المقعد وتسجيل انتصار سياسي في قلب الخزّان السنّي في عكّار، فيما آثرت القاعدة السنية كسر هذه الإرادة والإبقاء على المقعد من حصّة حبيش الذي يبقى في قلب معادلة القوى السيادية المناوئة لـ«حزب الله» وحلفائه، وهو ما انصرف له الفريقان قبل أيام من بدء العملية الانتخابية.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.