حققت فصائل «الجبهة الجنوبية» التي تقاتل ضد القوات النظامية في جنوب سوريا، خطوة تنظيمية جديدة على صعيد التنسيق بين فصائلها، عبر إعلانها أخيرًا عن تشكيل القيادة المشتركة لفصائل الجبهة الجنوبية، والمؤلفة من سبعة قادة وضباط ميدانيين «بعد إجراء انتخابات حرة وديمقراطية مارس فيها قادة الفصائل حقهم الديمقراطي في اختيار أعضاء القيادة المشتركة»، كما قال مصدر بارز في الجبهة لـ«الشرق الأوسط».
وكانت القيادة المشتركة، يوم الجمعة، قد اختارت عددًا من القادة ليتولى كل منهم مهام محددة، على أن يتم التنسيق مع كل الفصائل المنضوية تحت لواء الجبهة الجنوبية، البالغ عددها 54 فصيلاً، تجمع ما يزيد على 35 ألف مقاتل.
وأوكلت القيادة المشتركة مهمة التسليح للعقيد صابر سفر، والتنظيم والإدارة للقيادي سامر محيي الدين الحبوش، كما أوكلت مهمة إدارة العمليات للعقيد الركن خالد النابلسي، والتنسيق العام للرائد حسن إبراهيم، والعقيد سعيد نقش للمكتب الإغاثي، فيما تولى العقيد الركن بكور السليم قيادة عمليات القلمون.
وقال الناطق الرسمي باسم «الجبهة الجنوبية» الرائد عصام الريّس لـ«الشرق الأوسط»، إن خطوة تشكيل القيادة المشتركة «تأتي في السياق الرامي إلى تحقيق المزيد من التنسيق والتعاضد بين فصائل الجبهة، بعد أن أصبح لزامًا عليها تحقيق المستوى الأعلى من التنسيق على المستوى الاستراتيجي، بما يليق بجيش وطني تسعى الجبهة الجنوبية لأن تكون نواة له».
وأشار إلى أن حساسية المرحلة وانتقال المواجهات ضد القوات النظامية من حجمها الصغير إلى المواجهات الكبيرة على الجبهة الجنوبية «تفرض قيامها بالخطوة على مستوى التنسيق بما يليق بالضرورات الملحة التي تفرضها المواجهات»، مشيرًا إلى أن الجبهة الجنوبية «أصبحت تقاتل على أبواب الفرق والألوية التي ما زال النظام فيها، ويقتضي القتال في تلك المعارك الكبرى المنتظرة مستوى عاليا من التخطيط والتنسيق على المستوى الاستراتيجي».
ولا تخرج خطوة تشكيل القيادة المشتركة عن إطار التنسيق والتعاون، لكنها لا تصل إلى الاندماج الكامل، رغم أن قياداتها تخطط لرفع مستوى التنسيق إلى مستويات أعلى استراتيجيًا، وهو ما يؤهل لحدوث الاندماج ضمن الجيش المنشود مستقبلاً.
وشدد الريّس على أن القيادة المشتركة «لم تقم بتعيين قائد لها، خلافًا للمعلومات الخاطئة التي تداولتها بعض المواقع الإخبارية التي لم تتواصل مع قيادات الجبهة، إذ اكتفت خطوة التشكيل بانتخاب قادة مشهود لهم بتاريخهم الثوري والنضالي وفق عملية انتخابية تعتبر سابقة لم تحدث في تاريخ الجيوش، منذ أن تولى حزب البعث السلطة في سوريا عام 1963».
وتعتبر خطوة تشكيل القيادة المشتركة ذات أهمية بالغة من حيث التوقيت، فإضافة إلى أن الجبهة الجنوبية تمضي في مواجهة النظام في قطاعاته الكبرى في إزرع والصنمين ومثلث الموت وعلى مشارف دمشق، إضافة إلى القلمون، بات لزامًا على فصائل الجبهة أن تحمي ظهرها من خلايا «داعش» النائمة التي قاتلتها أخيرًا في منطقة القحطانية بريف القنيطرة وحي تشرين، ولا تزال تقاتلها في القلمون الشرقي.
وكانت «الجبهة الجنوبية» قد حققت عددًا من الخطوات الاستراتيجية على مستوى التشكيل والاندماج، وتمثل ذلك بتشكيل «الجيش الأول» الذي ضم قرابة عشرة آلاف مقاتل، ليكون الفصيل الأكبر ضمن الفصائل المقاتلة في الجنوب، وأعلن عنه بداية هذا العام وتولى العقيد صابر سفر قيادته.
وبالتزامن مع ذلك، كانت أيضا قد أعلنت مجموعة من الفصائل التوحد ضمن تشكيل «جند العاصمة»، الذي يضم عددًا من الفصائل المنضوية تحت لواء الجبهة الجنوبية، اندماجها الكامل لتتولى القتال على جبهة جوبر الدمشقية.
كما سبق أن شهدت محافظة درعا أواخر العام الماضي، تشكيل تحالف «صقور الجنوب» في ريف درعا الشرقي، وضم كلا من جيش اليرموك وفرقة فلوجة حوران وفرقة 18 ولواء أسود السنة.
قيادي في الجبهة الجنوبية السورية لـ«الشرق الأوسط»: الخطوة تمهيد لنواة جيش وطني سوري
اختيار قادة وفق عملية انتخابية يعتبر سابقة منذ وصول البعث عام 1963
قيادي في الجبهة الجنوبية السورية لـ«الشرق الأوسط»: الخطوة تمهيد لنواة جيش وطني سوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة