يؤكد خبراء الصحة أن كل مرحلة عمرية لها نظام غذائي خاص بها ينبغي اتباعه حفاظاً على الصحة، حيث تختلف حاجة الجسم لمختلف المغذيات من عمر لآخر.
وبحسب صحيفة «الغارديان»، فقد قال خبير التغذية البريطاني غراهام لوتون، إنه، بشكل عام، من الأفضل دائماً تجنب الأطعمة فائقة المعالجة بغض النظر عن العمر، نظراً لارتفاع نسبة السكر والملح والدهون الصناعية المتحولة بها، وارتباطها ارتباطاً وثيقاً بأمراض القلب.
ووفقاً لآراء لوتون وعدد من خبراء الصحة الآخرين، فهناك نظام غذائي محدد لكل مرحلة عمرية ينبغي التعرف عليه واتباعه حفاظاً على الصحة، وهو كما يلي:
* الأطفال حتى عمر سنتين:
يقول لوتون إنه ينبغي على الأطفال في هذه المرحلة العمرية تناول الخضراوات الورقية والبيض ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية الآباء بالبدء في فطام أطفالهم في عمر ستة أشهر تقريباً. وقد علقت صوفي ميدلين، اختصاصية التغذية ورئيسة جمعية الحمية البريطانية في لندن على هذه التوصية بقولها: «هذا بسبب عدم وجود ما يكفي من الحديد في حليب الثدي، لذلك يمكن أن تصاب الأم والطفل بفقر الدم».
ولفتت ميدلين إلى أن إضافة الخضراوات الغنية بالحديد والتي يسهل هرسها مثل السبانخ والبروكلي، إلى وجبات طعام الأطفال في هذا السن هي «من أفضل الأشياء التي يمكن فعلها للتأكد من حصول الأطفال على جسم صحي في المستقبل».
ومن جانبها، توصي راشيل وارد، الطبيبة العامة في مقاطعة أوكسفوردشاير البريطانية، الآباء باستخدام الحليب كامل الدسم والزبادي كامل الدسم والجبن كامل الدسم مع الأطفال دون سن الثانية «بسبب معدل نموهم السريع. حيث إنهم يستهلكون الكثير من الطاقة وسيحتاجون إلى هذه المنتجات كاملة الدسم».
* من عمر سنتين وحتى عمر 12 عاماً:
تقول ميدلين: «في هذه الفترة تنمو العظام سريعاً حقاً، لذا فمن الضروري التأكد من تناولهم الكثير من الأطعمة الغنية بالكالسيوم. ومنتجات الألبان هي الحل الأمثل في هذا السياق».
كما أكدت ميدلين أن بذور عباد الشمس والشيا والخشخاش والسمسم من أقوى بدائل منتجات الألبان للحصول على الكالسيوم.
ومن جانبها، قالت وارد إن تناول منتجات الألبان قليلة الدسم قد يكون الخيار الأمثل لتكوين عادات صحية مناسبة لهذه الفئة تستمر معها باقي العمر.
وأضافت وارد: «يظل الحديد أيضاً مهماً في هذه المرحلة، لذا ينبغي تناول الخضراوات والفواكه بصورة يومية».
* من عمر 12 عاماً وحتى عمر العشرين:
تقول وارد: «يجب أن يكون النظام الغذائي في هذه المرحلة متوازناً وغنياً بالعناصر الغذائية». وتضيف: «من ثم ينبغي تناول الفاكهة والخضراوات واللحوم الخالية من الدهون والبقوليات. ويجب على الآباء محاولة إدخال هذه المكونات الصحية في وصفات مبتكرة لإقناع أبنائهم بتناولها بدلاً من شراء الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة».
وأكدت وارد على أهمية تناول الأطعمة الغنية بالحديد في هذه المرحلة العمرية أيضاً، خاصة بالنسبة للفتيات اللائي يعانين من بداية الدورة الشهرية.
* العشرينات من العمر:
تقول وارد: «في هذه المرحلة من حياتك، غالباً ما تشعر بأنك في أفضل حالاتك الصحية وفي قمة نشاطك. لكن لا يزال من المهم الانتباه جيداً لما تتناوله والتقليل من الكافيين والبعد عن شرب السجائر والكحوليات».
وأشارت ميدلين إلى أن الاكثار من الكافيين وشرب الكحول يؤديان إلى نقص «فيتامين ب» بالجسم، وهو عنصر هام جداً بهذه المرحلة.
وأوضحت أن الأطعمة الغنية بـ«فيتامين ب» هي المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والبيض.
* الثلاثينات من العمر:
تقول ميدلين إن الحبوب الكاملة مثل الشعير والشوفان والأرز البني لها عدد من الفوائد للأشخاص في الثلاثينيات من العمر.
وأوضحت قائلة: «أولاً، تزيد هذه الحبوب من خصوبة النساء في هذا العمر، كما أنها مصدر جيد لفيتامين ب، وطريقة فعالة لتعزيز الشعور بالشبع لأطول فترة ممكنة، مما قد يساعد في الحفاظ على وزن صحي».
* الأربعينات من العمر:
تقول ميدلين: «في هذه المرحلة، يحتاج الأشخاص إلى مضادات الأكسدة لحماية بشرتهم وجسمهم». وتعمل مضادات الأكسدة عن طريق تحييد الذرات غير المستقرة في الجسم والتي تتسبب في تلف الخلايا، وتسمى الجذور الحرة.
ويمكن العثور على مضادات الأكسدة في المانجو والبطيخ والعنب والأناناس والفاصوليا والخرشوف والفلفل الحلو.
ومن جهتها، نصحت لوتون بممارسة الصيام المتقطع في هذه المرحلة العمرية، قائلة إنه ينظف الجسم من السموم والعناصر الضارة.
* الخمسينيات:
تقول ميدلين: «في الخمسينيات من العمر، نريد التركيز على إدارة الوزن، بالإضافة إلى الوقاية من مرض السكري وأمراض القلب. لذلك قد يكون الوقت قد حان للبدء في تبديل الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة».
والدهون المشبعة هي تلك المرتبطة بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وتحتوي العديد من الأطعمة الحيوانية مثل الزبدة واللحوم والجبن على نسبة عالية من الدهون المشبعة.
وتقول لوتون: «يعتبر زيت الزيتون من أفضل الدهون غير المشبعة التي ينبغي استخدامها في هذه المرحلة للوقاية من السمنة وأمراض القلب».
* الستينات:
تؤكد لوتون على أن العنصر الأساسي الذي ينبغي تناوله بكثرة في هذا العمر هو البروتين، وذلك حفاظاً على العضلات، والتي تتأثر بشكل ملحوظ في هذه المرحلة العمرية.
* السبعينات فما فوق:
تنصح وارد الأشخاص بعد سن السبعين بتناول طبق متوازن يحتوي على مختلف العناصر الغذائية من نشويات وبروتين وفواكه وخضراوات، ولكن الأهم هو تناوله مع شخص آخر، وفقاً لقولها.
وأوضحت قائلة: «في هذه المرحلة، تميل الشهية إلى الانخفاض، خاصة مع تقاعد الأشخاص عن العمل، وقلة نشاطهم. ومن ثم فإن تناول شخص آخر للطعام معك سيحفزك على الأكل بشكل ملحوظ ويدعمك نفسياً أيضاً».