في مارس (آذار) 2020، كان العالم يواجه فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) مع الكثير من الضبابية التي صاحبت الوضع الصحي العالمي، خرج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بجملته الشهيرة «لا تشيلون هم» (لا تحملوا همَّاً)، التي ساعدت على بث روح الأمل والتفاؤل والطمأنينة في المجتمع الإماراتي، في إشارة منه لعدم الخوف من نقص في المواد الغذائية والطبية وقدرة الوضع الصحي في البلاد.
كانت هذه الجملة تحمل في طياتها الروح القيادية التي يتمتع بها الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات، والتي ساهمت بشكل كبير في استقرار المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين، والتي ساعدت بشكل كبير في تجاوز الإمارات أزمة «كوفيد - 19»، واعتبرت فيه الإمارات نموذج نجاح بين دول العالم في التعامل مع الوباء الذي ضرب العالم أجمع.
يقول الإعلامي والباحث الإماراتي الدكتور سليمان الهتلان، «في بداية جائحة (كورونا)، في الأشهر الأولى من عام 2020، كان الناس عموماً حول العالم يعيشون أسوأ تجربة من الترقب والحذر والقلق. ولم يكن التخوف فقط من فيروس كورونا (كوفيد - 19) الغريب وتداعياته الصحية، وتضارب المعلومات الطبية حوله، ولكن كانت هناك أشكال مختلفة من الخوف تجاه تداعياته على الاقتصاد والغذاء والمواد الطبية. بل شهد العالم كله مشاهد مربكة من تسابق الناس في الغرب والشرق نحو الأسواق لشراء كميات كبرى من المواد الغذائية خوفاً من انقطاع وصولها للأسواق المحلية».
وأضاف الدكتور الهتلان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «في هذا المناخ المشتعل بكل أشكال الإشاعات والمخاوف تجاه المستقبل القريب، حينها، ظهر الشيخ محمد بن زايد، في لقائه الأسبوعي، ليطمئن أهل الإمارات وكل سكانها، بعبارة واضحة حملت ثقة معتادة في كلامه ومواقفه مؤكداً: (لا تشلون هم). هذه العبارة صارت شعار المرحلة الصعبة في الإمارات، بل وكانت سبباً من أسباب عودة الحياة إلى طبيعتها مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية المهمة للحد من الإصابات بالفيروس، وأسهمت أيضاً في تقاطر العشرات من مشاهير وأثرياء العالم إلى دولة الإمارات بسبب ما توفر فيها من أمن وطمأنينة».
وزاد: «الشيخ محمد حينما قال (لا تشلون هم) لم ينطلق من شعار سياسي أو كلام لا يستند إلى واقع. قالها بعد أن تأكد تماماً (بإشرافه ومتابعته الدقيقة) أن كل الأجهزة والمؤسسات الرسمية في كامل جهوزيتها لمواجهة أي نقص في الإمدادات العالمية من غذاء ومواد طبية وغيرها. وبهذا الموقف مارس الشيخ محمد دوراً قيادياً مهماً ومُلهماً جعل من دولة الإمارات مضرب المثل في مواجهة الأزمات والتعاطي مع الطوارئ والظروف الصعبة. القائد الحقيقي يأخذ بيد شعبه في أصعب الظروف، ويُخرج سكان بلاده من دائرة الخوف والقلق إلى مساحة أرحب من الطمأنينة والعمل والإنتاج».
وتابع الإعلامي والباحث الإماراتي: «تعد دولة الإمارات اليوم واحدة من أفضل الدول حول العالم في التعاطي مع أزمة (كوفيد - 19)، وسرعة التعافي منها، والعودة إلى إيقاع حياة منتج ومثمر».
في المقابل، يشير محمد الحمادي رئيس جمعية الصحافيين الإماراتية، إلى أن جملة الشيخ محمد بن زايد «لا تشلون هم» خلال أزمة «كورونا» كانت قوية ومؤثرة للمجتمع الإماراتي، وكان لها تأثير سحري ليس فقط على الإماراتيين، وإنما حتى على المقيمين على أرض الإمارات، «كانت رسالة قوية للجميع، لا أحد يقلق، فالغذاء والدواء متوفران، وربما ردة فعل المجتمع على كلمة الشيخ محمد تؤكد تأثيره القيادي وثقة الناس بما يقوله الشيخ محمد بن زايد».
وزاد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «بمجرد أن قال الجملة شاهدنا الاطمئنان والهدوء في المجتمع الإماراتي، وهذا تأثير القيادة التي حصلت على المصداقية لدى الناس».
المشاريع السياسية والتنويرية
وحول جهود الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات، السياسية والتنويرية، قال الدكتور سليمان الهتلان، «قدمت أبوظبي حزمة مشاريع ومبادرات فكرية ضخمة تخدم العالم الإسلامي بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص. ففيما كان العالمان الإسلامي والعربي يواجهان أخطاراً محدقة على أمنهما وسلمهما المجتمعي بسبب خطابات التكفير وعقلية العنف وجماعات التطرف والإرهاب، كانت دولة الإمارات تؤسس لمشاريع فكرية جادة لمواجهة تلك الأخطار، خصوصاً في ظل سعي منظمات (الإسلام السياسي)، لتفتيت الصف وتأجيج نيران الحروب الأهلية والانقسامات الطائفية».
وأضاف: «يحسب للشيخ محمد بن زايد أنه كان يقف وراء تلك المشاريع النوعية متابعاً لبرامجها وفعاليتها حرصاً من سموه على أن تؤدي دورها كما يجب، خصوصاً أن رئيس الإمارات عبّر في أكثر من مناسبة عن أن الفكر يواجه بالفكر، وأن مستغلي عاطفة الناس الدينية من أجل تحقيق مكاسب سياسية، أو كطريق للقفز على السلطة، لا بد من كشفهم وفضح أجنداتهم المدمرة».
بالعودة إلى رئيس جمعية الصحافيين الإماراتيين، الذي قال «من الواضح أن الشيخ محمد بن زايد يعمل على تكوين الصداقات وبناء الجسور مع كل دول العالم، ينطلق الشيخ محمد بن زايد من المنطقة، فعلاقة الإمارات بالسعودية قوية جداً، وهناك تقارب وتكامل كبيران بين البلدين، وهذا تأكيد على أن دولة الإمارات والشيخ محمد بن زايد يعملان بأن تقوية العلاقات مع الجيران مهمة جداً، وبالتالي اليوم العلاقة مع السعودية ومصر نوعية وقوية جداً». وتابع: «خلال الفترة الماضية زار عدد من قادة دول العالم، الإمارات، للقاء الشيخ محمد بن زايد، للتشاور والتباحث فيما يخص الإقليم والعالم، وثقتهم بالشيخ محمد كبيرة ومنطلقة من تجارب سابقة»، مشيراً إلى أن الشيخ محمد بن زايد شخصية يمكن الوثوق بها، ويُعتمد عليه في وقت الشدة والرخاء.
وأكد أن ذلك جاء نتيجة لسنوات من الخبرة والعمل القيادي والإيجابية التي كانت موجودة، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستكون العلاقات أقوى وأكبر، وفي الوقت نفسه أثبت الشيخ محمد بن زايد، أنه يملك القدرة على إدارة الأزمات، وأن يكون وسيطاً في حل المشكلات الكبرى، حيث سيهتم بمصلحة دولة الإمارات ومصلحة الآخرين، التي ستكون محل اهتمامه عندما يتخذ القرارات الكبيرة.
«لا تشيلون هم»... جملة أطلقها محمد بن زايد وتلقفها سكان الإمارات مطمئنين
سنوات من الخبرة رسمت نهجاً واضحاً في القيادة
«لا تشيلون هم»... جملة أطلقها محمد بن زايد وتلقفها سكان الإمارات مطمئنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة