جددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طلب تمرير حزمة المساعدات الجديدة بقيمة 40 مليار دولار، محذرة من نفاد الأموال لمواصلة دعم القوات الأوكرانية. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن «الجانبين الروسي والأوكراني تكبدا خسائر، سواء في الأجهزة والمعدات أو أنظمة الدفاع. لهذا السبب نحاول جاهدين التأكد من أن أوكرانيا لا تزال متاحة لها، المواد والأنظمة والأسلحة لمواصلة الدفاع عن نفسها». وجدد التحذير من احتمال قطع تدفق الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، مؤقتاً على الأقل، ما لم يوافق الكونغرس بسرعة على صرف مبلغ 40 مليار دولار تقريباً التي طلبتها إدارة بايدن.
وقال كيربي: «19 مايو (أيار) هو اليوم الذي نصبح فيه حقاً، دون سلطات إضافية، ولا نمتلك القدرة على إرسال أشياء جديدة». وأضاف، «بحلول هذا التاريخ، سيبدأ التأثير في قدرتنا على تقديم المساعدة دون انقطاع، صحيح أننا لن نتوقف على الفور في اليوم التالي، لأنه لا يزال لدينا بعض الإمدادات السابقة، لكن من دون تمويل جديد سيتوقف كل ذلك».
جمهوريون ينددون بالحرب بالوكالة
جاء ذلك بعدما أوقف السيناتور الجمهوري راند بول تمرير حزمة المساعدات بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا في مجلس الشيوخ. ورغم أن تخصيص هذه الأموال يحظى بتأييد الحزبين، وتم تمريره في مجلس النواب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن تمريره في مجلس الشيوخ يحتاج إلى 60 صوتاً من أعضائه، لتجاوز الخطوات الإجرائية المطولة التي يمكن أن تؤخر تمرير التشريع. وطالب بول بتعديل التشريع ليشمل تعيين مفتش عام، للإشراف على الإنفاق في أوكرانيا. ونفى أن يكون قد قدم عرضاً لإجراء تصويت على التعديل، الذي كان مؤكداً أنه سيفشل، بسبب توافق الحزبين على تقديم الدعم. لكنه رفض بدلاً من ذلك دعم تقديم حزمة المساعدة سريعاً للتصويت النهائي. وقال بول: «بغض النظر عن مدى تعاطفي مع القضية، فإن قَسَمي لتولي المنصب، هو للأمن القومي للولايات المتحدة وللدستور الأميركي، وليس لأي دولة أجنبية... لا يمكننا إنقاذ أوكرانيا من خلال تدمير الاقتصاد الأميركي».
وجادل بول بأن المبلغ هو أكثر مما تنفقه الولايات المتحدة على العديد من البرامج المحلية وسيؤدي إلى تعميق العجز الفيدرالي مع تفاقم التضخم. وأضاف: «هذه هي فاتورة الإنفاق الثانية لأوكرانيا في شهرين. وهذه الفاتورة أكبر بثلاث مرات من الأولى». وقال بول، قبل أن يمنع رسمياً تمرير حزمة المساعدات: «الكونغرس يريد فقط الاستمرار في الإنفاق والإنفاق. الأميركيون يشعرون بالفعل بألم أزمة التضخم»، التي قال إنها مدفوعة بالعجز المفرط في الإنفاق.
وشجب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وقوف بول في طريق الموافقة السريعة على حزمة المساعدات. وقال إن على واشنطن «التزاماً أخلاقياً» لمساعدة أوكرانيا في محاربة القوات الروسية. كما ضغط زعيم الأقلية الجمهورية السيناتور ميتش ماكونيل من أجل التصويت الفوري على مشروع القانون. كما ندّد عدد من النواب الجمهوريين في مجلس النواب، من 57 نائباً جمهورياً صوّتوا ضد تمرير مشروع المساعدة الجديدة في مجلس النواب، بالضغط من كلا الحزبين «لإرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا»، ومن بينهم النائب الجمهوري بول غوسار والنائبة مارغوري غرين، وهما من كبار الموالين للرئيس السابق دونالد ترمب. وقال غوسار إن «مشكلات الديون والتضخم والهجرة، ليست ذنب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، كما أن عدداً من الجمهوريين كانوا أكثر صراحة في معارضة «تأجيج الحرب بالوكالة» في أوكرانيا. وردت مؤسسة الحزب الجمهوري على المنتقدين، ووصفهم مارك ليفين، مقدم برنامج حواري محافظ، بأنهم «فرقة تابعة لبوتين».
احتدام القتال في دونباس
على صعيد آخر، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القوات الروسية لا تزال عاجزة عن تحقيق أي تقدم أو أي مكاسب كبيرة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا. وقال كيربي، إن الأوكرانيين «يواصلون مقاومة الروس» في منطقة دونباس، و«منعوهم فعلياً من تحقيق أي من أهدافهم الاستراتيجية حتى الآن في الحرب». وأكد كيربي أن القوات الأميركية قامت بعمليات استبدال للجنود المنتشرين في أوروبا. وقال إن أكثر من 10 آلاف جندي، من وحدات المشاة والمدرعات والطيران، حلت محلهم وحدات غادرت الأراضي الأميركية. وأشار إلى أن عملية التبديل روتينية، بعد أكثر من شهرين على نشرهم، إثر بدء الحرب في أوكرانيا، وأن الجنود الجدد لن يدخلوا أوكرانيا، بل لتأمين الدفاع عن دول حلف «الناتو». وأضاف كيربي أنه لم يطرأ أي تعديل على القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا، وأن عددها لا يزال نحو 100 ألف جندي.
من جهة أخرى، قال مسؤول دفاعي كبير إنه في اليوم 79، لا يزال تقييمنا على حاله، «سيكون القتال كراً وفراً بالمدفعية بين الطرفين»، وإن المدفعية الأوكرانية تحبط جهود القوات الروسية لتحقيق مكاسب على الأرض، بما في ذلك جهودها لعبور نهر دونيتس. وأضاف أن فشلهم في عبور النهر، يؤثر في قدرتهم على توحيد قواتهم، وتعزيزها في شمال دونباس. وأكد المسؤول الدفاعي أن مدافع الهاوتزر تلعب دوراً فعلياً في المعارك الدائرة، وأن 89 مدفعاً من أصل 90 مدفعاً أميركياً تم إرسالها، موجودة في أوكرانيا، وغالبيتها في المواقع الأمامية، وأن القوات الأوكرانية راضية عن فاعليتها. وأضاف أن القوات الروسية لم تحرز أيضاً أي تقدم في المحور الممتد من إيزيوم إلى سلوفانسك، حيث يواجهون قتالاً عنيفاً، وأنها لم تتمكن من اختراق الدفاعات الأوكرانية، فضلاً عن فشلهم في باقي المحاور، من الشمال إلى جنوب دونباس.