انتخابات لبنان تشهد ظاهرة «صراع أجيال» داخل العائلات

الأهل ينتخبون القوى التقليدية والشباب يتجهون لدعم قوى «التغيير»

أحد الموظفين يعرض إصبعه المصبوغ بالحبر بعد مشاركته في التصويت تمهيداً لاقتراع اللبنانيين المقيمين غداً (إ.ب.أ)
أحد الموظفين يعرض إصبعه المصبوغ بالحبر بعد مشاركته في التصويت تمهيداً لاقتراع اللبنانيين المقيمين غداً (إ.ب.أ)
TT

انتخابات لبنان تشهد ظاهرة «صراع أجيال» داخل العائلات

أحد الموظفين يعرض إصبعه المصبوغ بالحبر بعد مشاركته في التصويت تمهيداً لاقتراع اللبنانيين المقيمين غداً (إ.ب.أ)
أحد الموظفين يعرض إصبعه المصبوغ بالحبر بعد مشاركته في التصويت تمهيداً لاقتراع اللبنانيين المقيمين غداً (إ.ب.أ)

وافق اللبنانيان علي وشقيقه محمد، وهما من مدينة صور الجنوبية، على الانسحاب من الماكينة الانتخابية لإحدى اللوائح التغييرية في دائرة الجنوب الثانية بعد «صراع ومد وجذر مع الوالد والأعمام».
ويخبر علي (29 سنة) «الشرق الأوسط»: «أُحرج أهلي مما عدّوه تحدياً للقوى السياسية مني ومن أخي، بعدما اتصلتْ إحدى الجهات بالوالد تعاتبه على ما اقترفناه من ذنب بنظرها»، ويضيف: «دبّت مشاجرة بيننا وبين العائلة وأمرنا الوالد بالانسحاب من الماكينة فوراً منعاً لأي إحراج للعائلة لكننا وصلنا لتسوية ما: لا نحرجهم لكن لنا حرية الاختيار في صندوق الاقتراع».
ويؤكد الأخ الأكبر لستة إخوة، خمسة منهم بلغوا سن الانتخاب، أنه وإخوته وبعض أقاربه من جيل الشباب سينتخبون القوى التغييرية، في حين أن الأهل سينتخبون القوى السياسية التقليدية وهي لطالما كانت خيارهم.
ويشهد لبنان غداً المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات النيابية في الداخل اللبناني، وتستحوذ الانتخابات تلك على اهتمامات اللبنانيين، خصوصاً أن الغلبة منهم ترى فيها الأمل بتغيير واقع لبنان السياسي والمعيشي، خصوصاً أنها الأولى بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة في عام 2019 والتي عُرفت بـ«ثورة 17 تشرين» وانفجار مرفأ بيروت في عام 2020، إضافة إلى الانهيار المالي والمعيشي، الذي فاقم من نقمة المواطنين على الطبقة الحاكمة وأحزابها.  
وعلى أهمية تلك الانتخابات، يُلاحظ وجود انقسامات كبيرة في أغلبية الأسر اللبنانية إذ يتجه العدد الأكبر من الجيل الشاب إلى التعبير عن رأيه في صناديق الاقتراع ضارباً بعرض الحائط انتماء عائلته بالدرجة الأولى ومحيطه بالدرجة الثانية.
ويتحدّث الرئيس التنفيذي لـ«ستاتيستكس ليبانون» ربيع الهبر، لـ«الشرق الأوسط» عن «ظاهرة جديدة في لبنان لم نشهدها من قبل تتمثل بوجود تفكك سياسي داخل الأسر»، ويشير إلى «وجود ما يشبه الحرب بين جيلين حتى داخل العائلة الواحدة»، موضحاً أن «الكثير من العائلات التي يتمسك فيها الأهل باتجاههم الصارم للأحزاب، يأخذ أولادهم أو الجيل الجديد في الكثير من الأحيان، اتجاهاً مختلفاً، إن كان مؤيداً للثورة أو القوى التغييرية أو باتجاه أحزاب أخرى». ويلاحظ الهبر أن «هذا التفكك موجود في كل المناطق من دون استثناء»، لافتاً أيضاً إلى وجود اختلاف في البيت الواحد والاتجاه الواحد وحتى داخل اللوائح نفسها.
وتتبادل غنى الآراء مع عائلتها، وهم يقترعون في دائرة بيروت الثانية، حول الصوت التفضيلي، وتشرح لـ«الشرق الأوسط»: «عائلتنا الصغيرة مؤلفة من 5 أشخاص، الكل متفق على اللائحة التي سنصوّت لها لكن الاختلاف يقع على الصوت التفضيلي، فالعائلة تريد إعطاء الصوت التفضيلي لمرشح من الأقليات بينما أُصر أنا على إعطاء صوتي التفضيلي لامرأة، إذ ما أحوجنا لوجود نساء فاعلات في البرلمان». وتضيف: «المهم في هذه الانتخابات أن يعبّر كل فرد عن رأيه في صندوق الاقتراع».
أيضاً، يقف وسام المتحدر من إقليم الخروب «رأس حربة» بوجه والده الذي يصر على مقاطعة الانتخابات ويحاول إجبار أولاده على أن يحذوا حذوه. ويؤكد وسام لـ«الشرق الأوسط» أنه أخطأ في الانتخابات النيابية السابقة في عام 2018 حين نفّذ قرار والده بانتخاب القوى السياسية ولن يكرر الخطأ نفسه، ويقول: «إذا كان الوالد يجد بالمقاطعة الأسلوب المناسب للتعبير عن رأيه هذا شأنه، لكنني وإخوتي سننتخب حسب قناعاتنا».
في هذا الإطار، يرى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن اتجاه الجيل الجديد إلى عدم الالتزام بالموقف السياسي المسبق لأهله، بمعزل عن أي بيئة، قد يعطي انطباعاً بالشكل بأنه أمر صحي بمعنى أن الجيل الجديد يريد التعبير عن نفسه ولا يريد الالتزام بموروثات سياسية سابقة ولذلك هو يريد الدفع باتجاه جديد. ولكن بالمضمون علينا الانتباه إلى مسألة أساسية بأن الإشكالية في لبنان والخلاف ليس بين قوى تقليد وقوى ثورة بل الخلاف على مشروع سياسي».
ويرى جبور أن «مشكلة التقليد السياسي أنه يتطبّع مع قوى الأمر الواقع ولا يذهب باتجاه مواجهتها»، مشيراً إلى أن «العنصر الأساس للأزمة اللبنانية أنها بين مشروعين سياسيين مختلفين جذرياً، فهناك فئة في لبنان ترى أن من حقها امتلاك السلاح والمقاومة والمواجهة والثورة بمعزل عن الدولة وأن الدولة لا قيمة لها بمفهومها وبعرفها، وهناك مشروع سياسي آخر يرى أنْ لا قيام للبنان من دون دولة حقيقية تشكل المساحة المشتركة بين جميع اللبنانيين وتكون حصرية السلاح بيدها وحدها».
ويقول: «من المهم جداً أن تكون هناك قوى شابة تغييرية ولكن هذه القوى عليها أن تمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، لناحية أولاً أن يكون هذا المشروع هو الدولة والدستور والقانون والقضاء كأي دولة في العالم، وثانياً أن تنتفض من أجل نمط عيشها وأن تكون الأولوية للاقتصاد والأمن والحرية والكرامة بمعزل عن عقائد تنتمي إلى موروثات آيديولوجية وعقائدية لا علاقة لها بالإنسان إنما هي فقط عقائد الهدف منها تخدير الجماعات والأفراد لأهداف واعتبارات خاصة بالدول التي تستخدمها».
ويشدد جبور على أهمّية أن «يكون هناك تغيير ولكن هذا التغيير قد يكون خطيراً جداً إذا وضع المسألة بإطار أنه يريد تغيير القوى السياسية»، مؤكداً «ضرورة الانتباه إلى أن التغيير داخل كل البيئات يجب أن ينطلق من مسألة جوهرية تتعلق بمشروع سياسي متكامل عنوانه الأساس العبور إلى الدولة، وهذه هي نقطة الارتكاز، وإلا نسقط في المحظور السياسي ويربح الحزب المنظم، أي (حزب الله) الذي يريد ضرب كل ركائز المجتمع ويستغل بعض قوى التغيير الصادقة، لضرب المرتكزات الأخرى داخل المجتمع ليتسنى له أن يتحكم ويتسيّد على المجتمع».


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

باحثون يتوقعون ذوبان آلاف الأنهر الجليدية سنوياً بحلول منتصف القرن

بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
TT

باحثون يتوقعون ذوبان آلاف الأنهر الجليدية سنوياً بحلول منتصف القرن

بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن آلاف الأنهر الجليدية ستختفي سنوياً خلال العقود المقبلة، ولن يتبقى منها سوى جزء ضئيل بحلول نهاية القرن الحالي ما لم يتم كبح جماح الاحترار المناخي.

وبحسب الدراسة، فإن الإجراءات الحكومية المتعلقة بتغير المناخ قد تحدد ما إذا كان العالم سيفقد ألفين أو 4 آلاف نهر جليدي سنوياً بحلول منتصف القرن.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قد يُحدث لجم الاحترار بضع درجات فقط، فرقاً بين الحفاظ على ما يقرب من نصف الأنهر الجليدية بالعالم في عام 2100، أو أقل من 10 في المائة منها.

وذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» بقيادة عالم الجليد لاندر فان تريخت: «تؤكد نتائجنا ضرورة وضع سياسات مناخية طموحة».

ويركز الباحثون في العادة على حجم كتلة الجليد ومساحة الأنهار الجليدية العملاقة في العالم، لكنّ فان تريخت وزملاءه في الفريق البحثي، سعوا إلى تحديد عدد الأنهار الجليدية الفردية التي قد تذوب سنوياً خلال هذا القرن.

وعلى الرغم من أن ذوبان الأنهار الجليدية الصغيرة قد يكون له تأثير أقل على ارتفاع مستوى سطح البحر مقارنةً بالأنهار الجليدية الكبيرة، فإن فقدانها قد يُلحق ضرراً بالغاً بالسياحة أو الثقافة المحلية، وفق الباحثين.

وقال فان تريخت، من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ وجامعة بروكسل الحرة، في تصريحات صحافية، إن «اختفاء أي نهر جليدي بحد ذاته، قد يُحدث آثاراً محلية كبيرة، حتى إن كانت كمية المياه الذائبة التي يُسهم بها ضئيلة».

وشارك الباحث المشارك في إعداد الدراسة ماتياس هوس، وهو أيضاً عالم جليد في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيوريخ، في جنازة رمزية لنهر بيزول الجليدي في جبال الألب السويسرية عام 2019.

وأشار إلى أن «فقدان الأنهار الجليدية الذي نتحدث عنه هنا ليس مجرد مصدر قلق للعلماء؛ بل هو أمر يؤثر فينا بشدة».

ودرس العلماء مخططات تشمل 211 ألفاً و490 نهراً جليدياً، مستمدة من صور الأقمار الاصطناعية من قاعدة بيانات عالمية، لتحديد العام الذي سيشهد زوال أكبر عدد من الأنهار الجليدية، وهو مفهوم أطلقوا عليه تسمية «ذروة انقراض الأنهار الجليدية».

واستخدموا لهذه الغاية نماذج حاسوبية للأنهار الجليدية في ظل سيناريوهات احترار مختلفة، تتراوح بين عالم ترتفع فيه درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وعالم ترتفع فيه الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية.

ويفقد العالم اليوم نحو 1000 نهر جليدي سنوياً، لكن الدراسة حذرت من أن وتيرة الفقدان ستتسارع.

وسيبلغ عدد الأنهار الجليدية المفقودة سنوياً ذروته عند ألفي نهر بحلول عام 2041، حتى لو لجم الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الذي تعهدت الدول بتحقيقه بموجب اتفاقية باريس، لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

وبهذا المعدل، سيتبقى 95 ألفاً و957 نهراً جليدياً حول العالم بحلول عام 2100، أي أقل بقليل من النصف.

لكن الأمم المتحدة حذرت من أن الاحترار المناخي العالمي يسير على مسار سيتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في السنوات القليلة المقبلة.

ووفقاً لتوقعات تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية في ظل السياسات الحكومية، سيختفي نحو 3 آلاف نهر جليدي سنوياً بين عامي 2040 و2060، بحسب علماء الجليد.

وبحلول عام 2100، لن يتبقى سوى نهر جليدي واحد من كل 5 أنهار، أي 43 ألفاً و852 نهراً، في عالم ترتفع فيه معدلات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية.

وفي أسوأ السيناريوهات، حيث ترتفع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، سيختفي ما يصل إلى 4 آلاف نهر جليدي سنوياً بحلول منتصف خمسينات القرن الحالي.

وبحلول نهاية القرن، لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية، أي 18 ألفاً و288 نهراً.


أحد منفّذَي هجوم سيدني مواطن هندي

يقف خبراء الأدلة الجنائية على الجسر الذي فتح منه مسلحون النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
يقف خبراء الأدلة الجنائية على الجسر الذي فتح منه مسلحون النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
TT

أحد منفّذَي هجوم سيدني مواطن هندي

يقف خبراء الأدلة الجنائية على الجسر الذي فتح منه مسلحون النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
يقف خبراء الأدلة الجنائية على الجسر الذي فتح منه مسلحون النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)

أكدت السلطات الهندية أن ساجد أكرم (50 عامًا)، أحد منفّذي الهجومين في إطلاق النار الجماعي على شاطئ بوندي، الذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا خلال فعالية يهودية في سيدني، ينحدر من مدينة حيدر آباد.

وقالت الشرطة في ولاية تلنكانة جنوب الهند في بيان إن «أصول ساجد أكرم من حيدر أباد، الهند.. هاجر إلى أستراليا بحثاً عن وظيفة قبل نحو 27 عاماً في نوفمبر (تشرين الثاني) 1998».

ونقلت صحيفة «ذا هندو» عن مسؤولين قولهم إن أكرم زار الهند للمرة الأخيرة عام 2022، مشيرين إلى أن التحقيقات الأولية لم تثبت وجود أي صلات محلية له داخل البلاد. وأضاف المسؤولون أن أكرم هاجر إلى أستراليا عام 1998 بتأشيرة طالب، ولم يكن يعود إلى الهند إلا نادرًا منذ ذلك الحين.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالاً يهودياً بعيد «حانوكا». ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

وزار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، اليوم، مستشفى سانت جورج في جنوب سيدني لزيارة أحمد الأحمد، بالتزامن مع تداول مقطع أول رسالة للبطل الذي تصدّى لهجوم إطلاق النار في سيدني.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، في تصريحات للصحافيين عقب الزيارة، إن لقاء الأحمد كان «شرفاً كبيراً». وأضاف: «إنه بطل أسترالي حقيقي يتسم بتواضع كبير، وقد شرح لي ما دار في ذهنه عندما شاهد الفظائع تتكشف أمامه».

وتابع: «اتخذ قرار التحرك، وشجاعته تشكّل مصدر إلهام لجميع الأستراليين».

كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه التقى والدي صاحب المتجر، اللذين يزوران أستراليا قادمين من سوريا، قائلاً: «إنهما والدان فخوران».

وفي وقت سابق من صباح الثلاثاء، بدأ تداول مقطع فيديو لأحمد الأحمد وهو يتحدث من سرير المستشفى باللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال في الفيديو إنه «يقدّر جهود الجميع».

من جانبها، قالت الشرطة الأسترالية، أمس، إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.


باللغة العربية... أول رسالة من «البطل» أحمد الأحمد بعد هجوم سيدني (فيديو)

TT

باللغة العربية... أول رسالة من «البطل» أحمد الأحمد بعد هجوم سيدني (فيديو)

لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)

زار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الثلاثاء، مستشفى سانت جورج في جنوب سيدني لزيارة أحمد الأحمد، بالتزامن مع تداول مقطع أول رسالة للبطل الذي تصدّى لهجوم إطلاق النار في سيدني.

وكان الرجل البالغ من العمر 43 عاماً قد ظهر في مقطع مصوّر وهو يهاجم أحد المهاجمين من الخلف وينجح في نزع سلاحه، خلال الهجوم الذي وقع الأحد.

وانتشر المقطع الاستثنائي على نطاق واسع حول العالم، وشوهد عشرات الملايين من المرات عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأُصيب الأحمد بأربع إلى خمس طلقات نارية في كتفه أثناء تدخله البطولي، قبل أن يُنقل إلى المستشفى، حيث خضع لعمليات جراحية عدة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، في تصريحات للصحافيين عقب الزيارة، إن لقاء الأحمد كان «شرفاً كبيراً». وأضاف: «إنه بطل أسترالي حقيقي يتسم بتواضع كبير، وقد شرح لي ما دار في ذهنه عندما شاهد الفظائع تتكشف أمامه».

وتابع: «اتخذ قرار التحرك، وشجاعته تشكّل مصدر إلهام لجميع الأستراليين».

كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه التقى والدي صاحب المتجر، اللذين يزوران أستراليا قادمين من سوريا، قائلاً: «إنهما والدان فخوران».

وفي وقت سابق من صباح الثلاثاء، بدأ تداول مقطع فيديو لأحمد الأحمد وهو يتحدث من سرير المستشفى باللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال في الفيديو إنه «يقدّر جهود الجميع».

وأضاف: «جزاكم الله خيراً، ومنحكم الله العافية»، بينما كان طاقم الرعاية الصحية يدفع سرير المستشفى عبر أحد الممرات.

وتابع: «إن شاء الله نعود إليكم بالفرح. وبفضل الله، مررت بمرحلة صعبة جداً، لا يعلمها إلا الله».

وقُتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالاً يهودياً بعيد «حانوكا». ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الاثنين، إن الهجوم يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

من جانبها، قالت الشرطة الأسترالية، الاثنين، إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.