مقتل 12 بكمين مسلح في بوركينا فاسو

جنود من بوركينا فاسو يقومون بدورية على متن شاحنة صغيرة على الطريق من دوري إلى مخيم جوديبو للاجئين ( ا ف ب )
جنود من بوركينا فاسو يقومون بدورية على متن شاحنة صغيرة على الطريق من دوري إلى مخيم جوديبو للاجئين ( ا ف ب )
TT

مقتل 12 بكمين مسلح في بوركينا فاسو

جنود من بوركينا فاسو يقومون بدورية على متن شاحنة صغيرة على الطريق من دوري إلى مخيم جوديبو للاجئين ( ا ف ب )
جنود من بوركينا فاسو يقومون بدورية على متن شاحنة صغيرة على الطريق من دوري إلى مخيم جوديبو للاجئين ( ا ف ب )

قُتل 12 شخصًا على الأقلّ هم عشرة من أفراد قوات موالية لجيش بوركينا فاسو ومدنيَان، أول من أمس، في كمين مسلح نصبه جهاديون مفترضون في شمال البلاد، وفق ما علمت وكالة الصحافة الفرنسية من مصادر أمنية ومحلية. وقال مصدر أمني «الهجوم استُهدفت فيه قافلة مواد غذائية يرافقها (عناصر من جهاز) متطوعي الدفاع عن الوطن، بكمين على طريق دوري - غورغادجي»، قُتل خلاله 12 شخصًا. وأكد مسؤول محلي لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل عشرة من أفراد جهاز «متطوعو الدفاع عن الوطن»، موضحا أن «أربعة آخرين جرحوا وتم توفير الرعاية لهم في دوري». وأشار المصدر أيضا إلى مقتل «ثلاثة آخرين من متطوعي الدفاع عن الوطن» في هجوم آخر في ريتكولغا في إقليم نامينتينغا في شمال البلاد أيضا. ويدفع أفراد هذه القوة وهم مدنيون يساعدون الجيش وتلقوا تدريباً غير كاف ومسلحون بشكل سيئ، ثمناً باهظاً في مكافحة الجهاديين في بوركينا فاسو. وجرح متطوع آخر ليلة أول من أمس، في هجوم استهدف مركز الاعتقال والإصلاح في نونا عاصمة محافظة كوسي شمال غربي البلاد ، بحسب المسؤول نفسه.
وأضاف أنه «تم الإفراج عن عشرات المعتقلين في أعقاب الهجوم على السجن ونهب عدد من المكاتب وأضرم المهاجمون النار في سيارات. وتستهدف بوركينا فاسو ولا سيما الشمال والشرق هجمات جهادية منذ 2015، تنفذها جماعات مسلحة بعضها موال لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» وأودت بأكثر من ألفي شخص وأدت إلى نزوح 1.8 مليون شخص. إلى ذلك، أفاد مصدر بأن مسلحين أطلقوا سراح نحو 60 سجينا خلال هجوم على سجن في شمال غربي بوركينا فاسو خلال الليل وخربوا مكاتب وأضرموا النار في سيارات قبل أن يلوذوا بالفرار. وقال المصدران الأمنيان إن المسلحين دخلوا بلدة نونا عند منتصف الليل تقريبا على متن سيارات دفع رباعي ودراجات نارية، حاملين بنادق كلاشنيكوف ورشاشات. وأطلق المسلحون سراح جميع نزلاء السجن وعددهم حوالي 60 رجلا. وتواجه بوركينا فاسو تمردا لمتشددين امتد إليها من مالي المجاورة على مدى العقد الماضي، وتقع هجمات عنيفة أسبوعيا. وقُتل الآلاف في أنحاء المنطقة، وأُجبر الملايين على الفرار من ديارهم. كما قال جيش بوركينا فاسو يوم الجمعة إن 11 آخرين من الجنود ورجال الميليشيات وأفراد الشرطة قتلوا في هجمات أخرى خلال الأسبوع الماضي، لكن أكثر من 20 من المسلحين قُتلوا ردا على ذلك.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.