لافروف لبوريل: لا تنسى أنك لست في منصب عسكري

TT

لافروف لبوريل: لا تنسى أنك لست في منصب عسكري

حمل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أمس، من الجزائر، بشدة، على مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، قائلاً إنه « يجب ألا ينسى أنه رئيس الدبلوماسية الأوروبية، وليس له منصب عسكري». وكان لافروف يرد على سؤال في مؤتمر صحافي، بمقر الرئاسة الجزائرية، يتعلق بتهديدات أطلقها بوريل، بخصوص تجميد أصول رئيس روسيا ووزير خارجيتها، وتسليمها إلى الحكومة الأوكرانية.
وأكد لافروف أن موسكو «موقفها واضح في مثل هذه المواقف التي تعودنا على مواجهتها، فقد سبق لأميركا أن جمَّدت أصول البنك المركزي الأفغاني، وفي النهاية استعمل حلف (ناتو) هذه الأموال لأهداف أخرى غير إعمار أفغانستان». وأضاف: «السيد بوريل معروف بقرارات ذات صلة بمصادرة أملاك الدول. سوف نتخلص ربما في المستقبل من منصب مسؤول خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يخضع لإملاءات ومواقف الولايات المتحدة الأميركية»؛ لافتاً إلى أن روسيا «تبذل قصارى جهدها لعدم السماح بتشكيل عالم أحادي القطب، ومنع اختراق الأساس الذي قامت عليه الأمم المتحدة».
وأكد مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيف بوريل، الجمعة، في مؤتمر صحافي ببروكسل، أن الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته على قائمة العقوبات الأوروبية. وأشار إلى أن «هذه خطوة مهمة. القادة الوحيدون في العالم الذين فرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات هم: الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، والآن بوتين».
واتهم لافروف، في تصريحاته، واشنطن بـ«تجاهل مبدأ المساواة بين الدول بخصوص الدفاع عن سيادتها. هذا المبدأ مثبت من طرف الأمم المتحدة، ونحن مع الجزائر نعمل لصالحه». وأشاد بالموقف العربي الموحد حيال الحرب في أوكرانيا، وعدَّه «متزناً وموضوعياً». كما قال إن موسكو «تقدِّر عالياً الموقف المتزن للجزائر». وأضاف: «نشكر الجزائر لتفهمها كل القضايا المرتبطة بهذه الأزمة، فهي -كما يعلم الجميع- عضو في فريق العمل العربي المشترك حول الأزمة في أوكرانيا». وأكد لافروف أنه بلَّغ الرئيس تبون ووزير الخارجية رمضان لعمامرة «آخر التطورات العسكرية في دونباس، وحول حلفائنا المقاتلين». كما بحث معهما حسبه: «مختلف القضايا الدولية وملف الغاز في إطار (أوبك)». وتابع بهذا الخصوص: «نحن نتفق مع الجزائر بشأن الوفاء بعقود الإمداد بالغاز».
وحول الأوضاع في مالي، قال لافروف إن حكومته «ترى أن هناك مبالغة في فرض العقوبات على الحكومة، وهي مقتنعة بأنه ليست هناك حاجة لمزيد منها». وتتحرك روسيا على أرض هذ البلد الأفريقي الفقير المجاور للجزائر، بمجموعات «فاغنر» المسلحة التي نجحت -حسب مراقبين دوليين- في تحييد الدور السياسي والعسكري الفرنسي، بالاتفاق مع باماكو. واعتبر لافروف أن «اتفاق السلام» في مالي الذي تم التوقيع عليه بالجزائر في 2015، بين الحكومة وتنظيمات الطوارق المسلحين، مرجعية لحل الأزمة السياسية ذات الأبعاد الأمنية والاقتصادية في هذا البلد.
وأبدى مسؤول الدبلوماسية الروسية ارتياحاً للتفاهمات السياسية، ومستوى العلاقات الاقتصادية مع الجزائر؛ موضحاً أن التبادل التجاري مع شريكه المغاربي بلغ 3 مليارات دولار عام 2021. كما قال إنه بحث -خلال زيارته للجزائر التي بدأت مساء الاثنين- التعاون في المجال العسكري والفني؛ مشيراً إلى أن روسيا «مستعدة لتقدم للجزائريين مزيداً من المنح الدراسية، لتلقي العلوم في الجامعات التعليمية الروسية». وأضاف: «بناء على حرصنا على تطوير العلاقات في المجال السياسي، والتعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والفني والثقافي والإنساني، أكدنا للرئيس تبون دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إليه للقيام بزيارة إلى موسكو». وتابع بأن روسيا والجزائر تعتزمان التوقيع على وثيقة استراتيجية «تعكس النوعية الجديدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين، ومن أجل الحفاظ على مستوى من التفاعل».


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.