التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم (الثلاثاء)، في الجزائر الرئيس عبد المجيد تبون، في أول زيارة له لهذا البلد المنتج للغاز والحليف الاستراتيجي منذ 2019، في ظل أزمة طاقة عالمية بسبب الحرب في أوكرانيا.
واعتبر لافروف في تصريح صحافي عقب لقائه تبون، أن «روسيا والجزائر وكل الدول المصدرة للغاز متفقة على الالتزام بالعقود التي سبق توقيعها»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «نقدّر عالياً الموقف الجزائري من الأزمة الأوكرانية ونشكر لهم تفهمهم»، وكذلك «الموقف العربي المتزن والموضوعي».
كما انتقد لافروف بشدة تصريحات وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، الاثنين، حول استخدام الأموال الروسية المجمدة في البنوك الغربية لإعادة بناء أوكرانيا. وقال «يمكن اعتبار هذا سرقة دون حتى محاولة إخفائها. السيد بوريل معروف بدعمه للحل العسكري في أوكرانيا». وتابع «عليه ألا ينسى أنه يمثل الخارجية الأوروبية وليس قائداً عسكرياً، لكن قد يختفي منصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بما أن أوروبا تتبع السياسة الخارجية المفروضة من الولايات المتحدة».
وفي وقت سابق أجرى وزير الخارجية الروسي مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة محادثات مطولة حول «التعاون الاقتصادي والعسكري والتقني والعلاقات الإنسانية والثقافية»، كما نشرت وزارة الخارجية الروسية.
وقال لافروف «نظراً للتطور السريع للعلاقات الودية الوثيقة في جميع المجالات، فقد دعمنا مبادرة أصدقائنا الجزائريين التي تهدف إلى صياغة وثيقة استراتيجية جديدة بين الدولتين والتي ستعكس جودة الشراكة الثنائية».
وخلال لقائه تبون جدّد له الدعوة الرسمية لزيارة موسكو.
وكان الرئيس الجزائري تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر الفائت و«اتفق الرئيسان على أهمية تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، والاجتماع المقبل للجنة المشتركة، للتعاون الاقتصادي»، التي تأجلت بسبب جائحة كورونا، بحسب ما أفادت الرئاسة الجزائرية.
ولم تعلن الخارجية الروسية ولا الجزائرية عن الزيارة من قبل، كما أن أجندة لافروف لهذا الأسبوع لم تتضمن أي زيارة للجزائر ولا لأي بلد آخر في منطقة المغرب العربي.
وتعود آخر زيارة لوزير الخارجية الروسي للجزائر إلى يناير (كانون الثاني) 2019، أي قبل أكثر من شهرين من استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الجيش واحتجاجات شعبية غير مسبوقة.
وتربط الجزائر وموسكو علاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي بحجم تبادلات وصل إلى 4.5 مليار دولار، كما أعلن لافروف في آخر زيارة له للجزائر قبل وصول الرئيس تبون للسلطة في ديسمبر (كانون الأول) 2019، أو على المستوى السياسي والاستراتيجي.
وبلغت قيمة المبادلات التجارية السنة الماضية 3 مليارات دولار «رغم الأزمة التي تسببت فيها جائحة كورونا» كما صرح لافروف الثلاثاء.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط «أوبك+».
وحول الأزمة في دولة مالي الجار الجنوبي للجزائر، قال لافروف «ما زلنا مقتنعين بضرورة مساعدة جميع الأطراف المالية على إقامة حوار شامل»، موضحاً أن «محاولة حل مشاكل مالي من خلال فرض عقوبات على سلطاتها الحالية سيكون له نتائج عكسية».
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الجزائر لتقوية «الشراكة» بين البلدين
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الجزائر لتقوية «الشراكة» بين البلدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة