ناخبو أستراليا وأميركا يقترعون لمرشحي الرئاسة اللبنانية

مغتربون لبنانيون في أستراليا أمام مركز اقتراع (الوكالة المركزية)
مغتربون لبنانيون في أستراليا أمام مركز اقتراع (الوكالة المركزية)
TT

ناخبو أستراليا وأميركا يقترعون لمرشحي الرئاسة اللبنانية

مغتربون لبنانيون في أستراليا أمام مركز اقتراع (الوكالة المركزية)
مغتربون لبنانيون في أستراليا أمام مركز اقتراع (الوكالة المركزية)

اكتسب اقتراع المغتربين اللبنانيين، أمس (الأحد)، في أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل، أهمية إضافية في ضوء التوزع الطائفي والسياسي للناخبين، وقدرتهم في تلك البلدان على تحديد مسار النتائج، خصوصاً في دائرة الشمال الثالثة (بشري - الكورة - البترون - زغرتا) التي يتنافس فيها بشكل أساسي «التيار الوطني الحر» بقيادة النائب جبران باسيل، و«القوات اللبنانية» بقيادة سمير جعجع، و«تيار المردة» بقيادة الوزير السابق سليمان فرنجية، وهي قوى حزبية مسيحية يعد رؤساؤها مرشحين لرئاسة الجمهورية.
ويدعم الناخبون في كندا والولايات المتحدة وفرنسا في الغالب حزب «القوات اللبنانية» وحزب «التيار الوطني الحر». ويظهر أن الرقم الأكبر من المغتربين المسجلين كان من نصيب الموارنة بـ77457. وبلغ عدد المسجلين للاقتراع لدوائر زغرتا 8315 ناخباً، والبترون 6564 ناخباً، والكورة 6122 ناخباً، وبشري 6114 ناخباً. ويعتمد مرشحون في الدائرة بقوة على أصوات ناخبي أستراليا، ومنهم رئيس «حركة الاستقلال» النائب المستقيل ميشال معوض الذي حسمت أصوات أستراليا مقعده في الانتخابات الماضية، وكان من أبرز حلفاء «الوطني الحر» في الانتخابات السابقة قبل أن يستقيل من الكتلة النيابية لـ«التيار»، ثم يستقيل من المجلس بعد انفجار 4 أغسطس (آب) 2020، ويتحالف اليوم مع مجد بطرس حرب، الذي يخوض تجربته الانتخابية الأولى، مدعوماً من حزب «الكتائب اللبنانية» بقيادة النائب المستقيل سامي الجميل، بعدما انسحب حرب من الحلف في الانتخابات الماضية مع «المردة» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي». كما يوجد أنصار «الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» في أستراليا التي يقترع فيها الناخبون في 47 قلم اقتراع موزعة على 9 مراكز، ويتخطى عدد الناخبين 20600 ناخب؛ بينهم نحو 17 ألفاً في سيدني.
وأقفلت صناديق الاقتراع في أستراليا في فترة ما بعد الظهر أمس بتوقيت بيروت. وقال وزير الخارجية عبد الله بوحبيب إن 11321 ناخباً اقترعوا في أستراليا؛ أي ما نسبته 54.83 في المائة، واقترع في سيدني 9021 ناخباً، فيما سجلت كانبيرا النسبة الأدنى للاقتراع مع 40 في المائة، بينما سجلت ملبورن نسبة 55 في المائة، ما يشكل مجموعاً عاماً بلغ نسبة 55 في المائة في أستراليا. وكان عدد من الناخبين اللبنانيين في أستراليا اشتكى من بطء العملية الانتخابية في بعض أقلام الاقتراع، الذي قد يكون مردّه في بعض الأحيان إلى أن رؤساء الأقلام لم يتمرّنوا بشكل كاف على العملية الانتخابية.
وفي البرازيل، تنقسم أغلبية الناخبين بالولاء السياسي لـ«التيار الوطني الحر» و«الكتائب اللبنانية»، فيما تنقسم في كندا والولايات المتحدة بشكل أساسي بين «الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».
وافتتحت صناديق الاقتراع في قارة أميركا بعد ظهر أمس بتوقيت بيروت. وفتحت صناديق الاقتراع في فترة ما بعد الظهر بتوقيت بيروت، وسجل فتح 44 صندوق اقتراع موزعة على 16 مركزاً في 11 ولاية أميركية، أما في العاصمة الكندية أوتاوا و3 مقاطعات، هي: تورونتو، ومونتريال، ووندسور، فقد فتح 66 قلم اقتراع موزعة على 6 مراكز.
كذلك فتحت صناديق الاقتراع في 3 دول في أميركا اللاتينية و4 ولايات أميركية، وصندوق اقتراع واحد في مركز اقتراع واحد في كولومبيا.
وبلغ عدد الأشخاص المسجلين للاقتراع في قارة أميركا الشمالية 56578 لبنانياً، بنسبة 25.13 في المائة من اللبنانيين المغتربين. وينتمي 32.91 في المائة من الذين سجلوا للاقتراع في قارة أميركا الشمالية إلى الطائفة المارونية، تليهم الطائفة الأرثوذكسية بنسبة 14.6 في المائة، ثم الطائفة السنية بنسبة 14.59 في المائة. وتبين أن الناخبين العائدين لدائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف - عاليه) يمثلون 12.90 في المائة من إجمالي المسجلين في هذه القارة، تليهم دائرة الشمال الثالثة (البترون – الكورة – زغرتا - بشري) (12.63 في المائة) ثم بيروت الثانية بنسبة 9.97 في المائة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.