«الاشتراكي»: جنبلاط يواجه محاولة تطويع للجبل

جنبلاط متوسطاً نجله تيمور وشيخ العقل سامي أبي المنى (الوكالة الوطنية)
جنبلاط متوسطاً نجله تيمور وشيخ العقل سامي أبي المنى (الوكالة الوطنية)
TT

«الاشتراكي»: جنبلاط يواجه محاولة تطويع للجبل

جنبلاط متوسطاً نجله تيمور وشيخ العقل سامي أبي المنى (الوكالة الوطنية)
جنبلاط متوسطاً نجله تيمور وشيخ العقل سامي أبي المنى (الوكالة الوطنية)

قالت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن «اللهجة العالية» التي أطلقها رئيس الحزب وليد جنبلاط ضد محاولة «تطويع» الجبل، كانت تستهدف النظام السوري و«حزب الله» لصالح إيران، مؤكدة أن «الجبل لا يزال عصياً عليهما بعد تحقيق اختراقات على الساحتين المسيحية والسنية». وقال جنبلاط خلال لقاء انتخابي، مساء أول من أمس (السبت)، في خطاب متوجهاً إلى مشايخ الموحدين الدروز في السمقانية بالشوف: «اليوم، وعلى مشارفِ اغتيالٍ جديدٍ عبرَ الانتخابات، أتوجهُ إليكم، إلى العمائم البيضاءِ، عمائم الحكمةِ والتوحيدِ والعقلِ والإيمانِ، عمائم النخوةِ والعزّةِ والكرامة، أن نردَ الهجمةَ سويّاً كما فعلتم في جبلِ العرب، وكما فعلتم في كلِ موقعةٍ من حربِ الجبل، وذلكَ عبرَ صناديقِ الاقتراع، لمنعِ الاختراق، ومنعِ التطويعِ والتبعيّة».
وأضافت مصادر «الاشتراكي» أنه «من الواضح أن المخطط الذي حاول النظام السوري فرضه على لبنان في العام 1976 عبر اغتيال مؤسس الحزب كمال جنبلاط في محاولة لتطويعه، يتكرر اليوم عبر وصاية جديدة لمصلحة إيران، وتكريس لبنان ورقة المفاوضات الإيرانية، وتحويل لبنان إلى ساحة مستباحة لتشغيله لصالح الأطراف الدولية المتصارعة».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن ذلك «يكشف مخططاً لاغتيال لبنان وليس الجبل فحسب، لكن بما يرمز له الجبل، ومن ناحية ميثاقية، لم يبق للحزب إلا طائفة الموحدين الدروز لإكمال مشروع تطويقه للساحة اللبنانية؛ خصوصاً لما يمثله جنبلاط على صعيد لبنان». وأوضحت المصادر أن لـ«حزب الله» كتلة مسيحية متحالفة معه «تؤمن الغطاء الميثاقي»، فيما «يطمح للحصول على نواب سنة بعد الفراغ الذي تركه الحريري بعزوفه وتيار المستقبل عن الترشح، ولم تبقَ أمامه إلا محاولات اختراق الدروز لتحقيق الميثاقية»، مشيرة إلى أنه «لطالما كانت هذه الطائفة عصية عليه، ويحاول تحقيق اختراقات فيها».
وكان جنبلاط هاجم مساء السبت «الذينَ يريدونَ مصادرةَ القرارِ الوطني اللبناني المستقل، لصالحِ محورِ الممانعة، محور التدمير ومحور التزوير»، قائلاً: «في كلِ موقعٍ من الجبلِ إلى الجنوبِ مروراً بالإقليم والبقاع وبيروت، استشهدَ لنا وللحركةِ الوطنيّةِ مقاتلونَ في مواجهةِ إسرائيل»، متسائلاً: «وهل لي أن أذكّرَ حديثي النعمةِ في الاستقلالِ والسيادة، كيف تصدّى كمال جنبلاط وحيداً مع فصائلَ من الجيشِ الشعبي، في بحمدون لجيشِ الوصايةِ، لجيش الاحتلال السوري، ولعملائِه، ومخابراتِهِ الذينَ قتلوهُ لاحقاً».
وذكّر جنبلاط «بأننا لم نألُ جهداً آنذاك داخليّاً وخارجيّاً إلا وقمنا بهِ فكانت لنا جولاتٌ عربيّةٌ ودوليّة، وكما كانت للمملكةِ العربية السعودية والكويت والاتحاد السوفياتي وقفاتٌ متميزةٌ مع بني معروف والوطنيين العرب في لبنان، وفي هذا المجال لن ننسى الدورَ السياسي والاجتماعي للشهيد رفيق الحريري مع عروبةِ لبنان وأهلِ الجبل وإسقاط (17 أيار)»، في إشارة إلى الاتفاق مع إسرائيل في زمن الرئيس الأسبق أمين الجميل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».