إلهام شاهين: بطولة منة شلبي لـ«بطلوع الروح» لم تُقلل مني

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن نهاية المسلسل المفتوحة قد تمهد لجزءٍ ثانٍ

الفنانة المصرية إلهام شاهين (الشرق الأوسط)
الفنانة المصرية إلهام شاهين (الشرق الأوسط)
TT

إلهام شاهين: بطولة منة شلبي لـ«بطلوع الروح» لم تُقلل مني

الفنانة المصرية إلهام شاهين (الشرق الأوسط)
الفنانة المصرية إلهام شاهين (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية إلهام شاهين، إن تصدر الفنانة منة شلبي بطولة مسلسل «بطلوع الروح»، الذي عرض في النصف الثاني من شهر رمضان الماضي، أمر طبيعي، وإن هذا لم يقلل منها، معتبرة نفسها ضيفة في عمل من بطولة منة شلبي.
وأشارت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إلى أن «(بطلوع الروح) يفضح فكر التنظيمات الإرهابية ويحذر منه، ويوجه رسالة مهمة للشباب الذين قد ينساقون وراء أفكارهم ثم يكتشف خداعهم».
وأكدت أنها لم تنظر إلى مساحة الدور وإنما لأهميته، مشيرة إلى أن نهاية الحلقات جاءت واقعية وليست وردية كما تمنى البعض لأن الإرهاب لا يزال موجوداً.
وظهرت إلهام شاهين بداية من الحلقة الخامسة للمسلسل الذي يتكون من 15 حلقة، والذي قدمت خلاله دور «زعيمة لواء الخنساء» في الجيش النسائي بتنظيم «داعش»، ولم يتصدر اسم إلهام شاهين تتر المقدمة كالمعتاد بل جاء في نهايته، وهو ما فسرته قائلة: «اخترت أن يكتب اسمي بهذه الطريقة في نهاية التتر، وقبل اسم المخرجة كاملة أبو ذكري، وكأننا نوقع على العمل، لأنه لا يمكن أن يتم وضعي كأول اسم في مسلسل، أنا بمثابة ضيفة عليه».
لم تتردد النجمة الكبيرة أمام هذا العمل ولا حجم الدور، وتوضح: «لم أتردد لحظة في قبول الدور، حتى أن كاملة أبو ذكري قالت لي إنها كانت قلقة، من احتمالية رفضي له، بسبب قلة عدد المشاهد التي أظهر بها، لكنها في الوقت نفسه توقعت حبي لهذا العمل لإيماني برسالته، وهذا بالفعل ما حدث لأن الدور جديد تماماً علي، ويقدم رسالة مهمة تفضح الفكر الإرهابي وتحذر منه، كما أن المسلسل يتطرق إلى ما حدث في سوريا، وفي الرقة تحديداً من قبل مرتزقة ومأجورين، لا يدافعون عن قضية يؤمنون بها، لأن الدين بالنسبة لهم مجرد تجارة». على حد تعبيرها.
ظهرت إلهام شاهين في أول مشاهدها، وهي تقوم بجلد امرأة أجنبية حاولت الهرب من التنظيم، وكانت في غاية الشدة والعنف وهي ترتدي ملابس الداعشيات، وبدا أن استعدادها للشخصية، كان جيداً، وتعلق: «ساعدني على ذلك أن المخرجة جمعت أكبر قدر من الفيديوهات عن الداعشيات الحقيقيات وشكل ملابسهن، ودرسناه جيداً، كما أن المؤلف أيضاً محمد هشام عبية درس كل التفاصيل التي ساعدتني كثيراً في الظهور والتعبير بالطريقة التي قدمتها.

وأثار حادث اختطاف محاسب المسلسل صادق روللي من قبل جماعة مسلحة بالقرب من موقع التصوير في بعلبك بلبنان، مخاوف فريق العمل قبل أن تتم إعادته من قبل الأمن اللبناني، وتسترسل إلهام شاهين: «قبل هذا الحادث المؤسف كنا نعمل بكل هدوء ولا نشعر بأي قلق أو بحاجتنا لتأمين، لكن زاد التوتر بعد خطف المحاسب خوفاً عليه، بعد ذلك بدأنا نتحرك تحت حماية كاملة لموقع التصوير وللطرق التي نسير فيها».
وتعرض المسلسل لهجوم واتهامات عدة من بينها «الإساءة للإسلام»، وهو ما ترد عليه إلهام شاهين قائلة: «هم يقولون إننا أسأنا للإسلام لأننا كتبنا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على زي الداعشيات، مع أن هذا هو لبسهم، وأخذناه من صورهم وفيديوهاتهم، وكان الأولى أن يغضبوا ممن فعل ذلك في الواقع، ومن يمارسون القتل والعنف واغتصاب النساء وسرقة مال الغير، فمن باب أولى أن يثوروا على (داعش)، وليس على إلهام شاهين، وإذا كان دوري يسيء لأحد، فهو للدواعش وليس الدين الإسلامي، فهل من المعقول أن يعتبر مسلم سوي أن تنظيم (داعش) يمثل الدين الإسلامي».
وعن كواليس العمل تقول: «تم بناء ديكورات رائعة بدت وكأنها مواقع حقيقية، في عمل مكلف بذل فريق العمل كله أقصى جهوده حتى يظهر بهذا المستوى، فكل منا يقدم أفضل ما عنده، الكتابة رائعة، الأحداث حقيقية، والصورة مبدعة لنانسي عبد الفتاح مديرة التصوير، والمونتيرة منى ربيع كانت أيضاً رائعة، إلى جانب ممثلين من سوريا والعراق والمغرب والأردن ولبنان وفلسطين ومصر، والإنتاج للبناني صادق الصباح الذي تحمل كل ذلك بشكل رحب في مسلسل يتكون من 15 حلقة فقط، لكن تكلفته تعادل إنتاج 60 حلقة».
وتجمع مشاهد عديدة بين إلهام شاهين ومنة شلبي التي تجسد شخصية «روح» أسيرة التنظيم الإرهابي، وتشيد إلهام بأداء منة قائلة: «هي ممثلة ممتازة لديها إحساس عالي، وقد نضجت جداً، تحب عملها ولا تحب (الشو) الذي يرتبط بالنجومية، وأعتبرها شقيقتي الأصغر لأنني أعرفها منذ صغرها وأفرح بنجاحها، وطبيعي جداً أن يتصدر اسمها التتر لأن هذا حقها، وهذا لا يؤثر علي أدبياً، أو يقلل مني، لأنني أعتبر نفسي ضيفة في عمل تلعب منة بطولته».
وفي هذا العمل، التقت إلهام شاهين مجدداً مع المخرجة كاملة أبو ذكري، بعدما قدما معاً فيلمي «واحد صفر» و«يوم للستات»، وحقق كلا الفيلمين نجاحاً كبيراً ونالا جوائز عدة، وعن عملهما معاً، تعلق: «أشعر مع كاملة أنني في يد أمينة، فهي لا ترشحني لدور إلا وهي مدركة أهميته وتأثيره، ورغم أنني أظهر في الحلقة الخامسة لكن أثره الكبير يوازي بطولة مسلسل 30 حلقة، وكاملة مخرجة جريئة أحترمها فنياً وإنسانياً لأنها تتفانى في عملها بشكل لم أعهده».
وأعربت إلهام شاهين عن سعادتها بهذا العمل، وردود الفعل التي تلقتها أثناء وبعد انتهاء عرضه، قائلة: «أشعر بأنني أديت مهمة وطنية، فقد تلقيت أجمل ردود فعل من شخصيات مهمة بينهم شيوخ أجلاء ونقاد كبار، وزملاء وجمهور».
وبشأن انتقاد بعض المتابعين لنهاية حلقات المسلسل، تقول: «البعض تمنى نهاية سعيدة بأن ينال الإرهابيون عقابهم وتعود (روح) التي تعرضت للظلم هي وابنها إلى مصر، لكن هذه تعد نهاية وردية، فالحقيقة أن الإرهاب لا يزال موجوداً ولم ينته بعد، وهو ما يؤكد عليه العمل، كما أن عودة (روح) لمصر ليست مسألة سهلة، وربما تدفع هذه النهاية المفتوحة لتقديم جزء ثان من العمل، وصناع المسلسل يفكرون حالياً في ذلك، لكن لم يحسم الأمر بشكل قاطع حتى الآن».



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)