«سلسلة» في باريس لفنانين مهاجرين ورثوا ثقافة مغايرة

من المعروضات
من المعروضات
TT

«سلسلة» في باريس لفنانين مهاجرين ورثوا ثقافة مغايرة

من المعروضات
من المعروضات

يقع معهد ثقافات الإسلام في قلب حي بارباس، وهو أكبر تجمع تجاري وسكني للمهاجرين العرب والأفارقة في باريس. تتجول في أزقته الضيقة فتتصور نفسك وقد انتقلت من الشمال إلى الجنوب، ومن قارة إلى أخرى، ومن عالم إلى عالم مغاير. هنا تتداخل محلات البقالة واللحوم مع ورشات الخياطة والمساجد الصغيرة ووكالات السفر ودكاكين بيع ثياب العرائس.
ووسط الحي المزدحم ليل نهار، في قلب الدائرة 18 من عاصمة النور، يقوم مبنى حديث أبيض اللون هو هذا المعهد الذي يجاهر، أحياناً، بتنظيم معارض، أو تقديم عروض سينمائية تتضمن جرأة تبدو غريبة على المزاج المفترض لمحيطه. لكن هذه النشاطات تبقى بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها عشرات الفنانين والفنانات، من مغاربة ومشارقة وأفارقة وخليط من هذا وذاك.
حالياً، يستضيف معهد ثقافات الإسلام معرضاً جميلاً بعنوان «سلسلة». وقد اختير العنوان لأنه الخيط الرابط بين مقتنيات ولوحات وصور وخرائط قد لا يمكن جمعها في إطار واحد.

لوحة بعنوان «شورش وعطر الزنبق»

وهي في مجملها تأخذ الزائر في جولة ما بين الشرق الأوسط وأفريقيا. ففي هذا المعرض يجتمع عشرة فنانين متحدرين من الهجرة، يعبرون عن أنفسهم بوسائل مختلفة، لكنهم يشتركون في طرح السؤال عن الجذور وعن الميراث الذي وصل إليهم من موطنهم الأصلي وثقافة آبائهم. إنها «سلسلة» روحية لا تنقطع من التسلم والتسليم. جيل يرث من جيل.
يستمر المعرض حتى نهاية يوليو (تموز) المقبل. ونقرأ في دليله أن هذه القاعدة المشتركة هي التي توحد الناس وتجمعهم معاً من جانب، بقدر ما يمكن أن تقيدهم، من جانب آخر، أو تربطهم بمصطلح أو تقليد أو ممارسات ثقافية معينة، حيث يفرض الصمت قانونه. يتضح هذا، على سبيل المثال، من الأعمال المعروضة لإيمان فاخر، الفنانة الفرنسية المغربية الأصل، التي أطلقت عليها تسمية «حصة الأسد». إنها لا تكتفي بتقديم صورة لأرملة صامتة ذات عينين ناطقتين، بل تستحضر بشكل تجريدي وحسابي الفروق بين الجنسين في القوانين السارية.


زاوية اللون الذهبي
 



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.