راغب علامة: 2022 أفضل أعوامي على مستوى الحفلات

قال لـ«الشرق الأوسط» إن لديه أكثر من 10 أغنيات جديدة

(يسار) راغب علامة (حسابه على «فيسبوك»)
(يسار) راغب علامة (حسابه على «فيسبوك»)
TT

راغب علامة: 2022 أفضل أعوامي على مستوى الحفلات

(يسار) راغب علامة (حسابه على «فيسبوك»)
(يسار) راغب علامة (حسابه على «فيسبوك»)

انتهى الفنان اللبناني راغب علامة، من تسجيل عدة أغنيات جديدة من المتوقع طرحها تباعاً خلال الأيام المقبلة، بعد طرحه أغنية «ممكن أزعلك» أحدث أغنياته المصرية، والتي استوحى فيها مشاهد من المسلسل الكوري الجنوبي «لعبة الحبار»، وكشف راغب علامة في حواره مع «الشرق الأوسط» عن المرة الوحيد التي دمعت فيها عيناه على المسرح، وعن جدول حفلاته الجديدة لعام 2022.
تحدث راغب علامة في البداية عن سبب اختياره لأغنية «ممكن أزعلك» لكي تكون باكورة أعماله لعام 2022 الغنائية، قائلاً: «فكرة الأغنية أحببتها كثيراً عندما تم عرضها علي، فالأغنية جديدة ومختلفة تماماً عن الأعمال الرومانسية كافة التي قدمتها في مسيرتي من قبل، فالحبيب في الأغنية لا يريد الاعتراف بالحب بسهولة لحبيبته، ما يجعلها في حيرة وعذاب فيقول لها أنا ممكن أزعلك بس مش هزعلك، وممكن أفرحك بس مش هفرحك، والله لأدوخك أصل دلعك دوخك، بإيدي أريحك بس مش هريحك».
علامة استوحى فكرة الأغنية المصورة التي أخرجها المخرج المصري شريف صبري من مسلسل «لعبة الحبار» الكوري الجنوبي «فكرة فيديو كليب أغنية (ممكن أزعلك) جاءت بناءً على اقتراح من المخرج الكبير شريف صبري، وأنا أحببت الفكرة عند عرضها علي، خصوصاً أن مسلسل (لعبة الحبار)، مسلسل عالمي حقق نجاحاً كبيراً في الوطن العربي، وأنا طيلة مشواري الفني أحب مواكبة التطور والعصر الذي نعيش فيه، وأحببت ربط الأغنية بعمل فني كبير ترك بصمة لدى المشاهدين.
مشيراً إلى أن «البصمة التي فضلنا تركها في ذهن للمشاهد في الأغنية هي الحب وليس القتل مثلما جاء في المسلسل الكوري، لأن من وجهة نظري أجمل شيء في الدنيا الحب كما قلت في الأغنية، وللعلم هذه ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع شريف صبري فنحن قدمنا من قبل أغنيتين من أهم الأغنيات في مسيرتي أغنية (سهروني الليل) عام 2001. وأغنية (طب ليه) عام 2002».
وأكد علامة أنه سيواصل طرح أغنياته الجديدة تباعاً خلال الفترة المقبلة «سجلت خلال الفترة الماضية أكثر من 10 أغنيات ما بين مصرية ولبنانية وخليجية، أتعاون فيها مع نخبة من أهم الشعراء والملحنين والموزعين أمثال محمود الخيامي الذي يتعاون معي في 3 أغنيات رائعة أتوقع لها نجاحاً كبيراً على غرار أغنية (اللي باعنا)، بالإضافة إلى أحمد زعيم وتوما، فنحن في الماضي كنا ننتظر حتى نجمع تلك الأغنيات في ألبوم غنائي ونطرحهم مرة واحدة، ولكن مع الوقت طريقة العمل تغيرت».
ولفت إلى أنه بات ضرورياً الآن مواكبة التطور وطرح الأغنيات على دفعات، فأنا أفكر حالياً في طرح أغنيتين أو ثلاث دفعة واحدة كل فترة، لكي أرضي الأذواق كافة، فأنا لدي أغنيات جديدة بها الأشكال الموسيقية كافة التي يرغب المستمع في سماعها من رومانسي وإيقاعي وراقص».
كما كشف علامة عن امتلاكه لأغنيتين جديدتين تركهما له الملحن المصري خالد البكري قبل رحيله: «لدي أغنيتان من ألحان صديقي الراحل خالد البكري، والذي أعده بأنني سأنفذهما قريباً حتى لو تم تنفيذهما لإحياء ذكرى رحيله، فخالد قدم لي خلال مسيرتي عدداً كبيراً من الأغنيات والألحان الجميلة منها (نسيني الدنيا) و(الحب الكبير) و(عملت المستحيل)».
وأشاد الفنان اللبناني بأغنية مواطنته نانسي عجرم الجديدة «ما بتعتذر» وبأدائها التمثيلي في الكليب: «نانسي عجرم من أفضل الفنانات أداءً للأغنيات المصورة». لافتاً إلى أن أفضل ما يميز نانسي عجرم أنها قادرة دوماً على إيصال رسالتها بكل بساطة ومن دون مجهود».
وكشف علامة عن المرة الوحيدة التي دمعت عيناه فيها على المسرح قائلاً: «الفنان في النهاية بشر، وعليه ضغوطات عديدة في الحياة، ويتأثر دوماً بما يغنيه، وأتذكر أن المرة الوحيدة التي دمعت فيها، كانت عندما غنيت أغنية (بتذكر يا أمي) بعد رحيل والدتي، حيث تذكرتها على المسرح».
وعن جدول حفلاته الجديدة خلال الفترة المقبلة، قال علامة: «عام 2022 أحد أفضل أعوامي في الحفلات الغنائية، فقد قمت بعمل جولة في بداية العام بأميركا كانت رائعة، ثم افتتحت ممشى (أهل مصر) بالقاهرة رفقة نانسي عجرم، وأيضاً سعدت للغاية للغناء في إمارة أبوظبي قبل شهر رمضان رفقة الفنانة كارول سماحة، هو أول حفل لي في تلك الإمارة منذ تفشي كورونا، وأخيراً في دبي، وخلال شهر مايو (أيار) الحالي، سيكون لدي جولة فنية جديدة بأميركا وكندا».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».