العالم يترقب «مفاجآت بوتين» في «عيد النصر»

المناسبة الأبرز في روسيا تعكس تاريخاً من المفارقات والسجالات مع الغرب

عشرات الروس يتابعون استعدادات العرض العسكري في عيد النصر بموسكو أمس (أ.ب)
عشرات الروس يتابعون استعدادات العرض العسكري في عيد النصر بموسكو أمس (أ.ب)
TT

العالم يترقب «مفاجآت بوتين» في «عيد النصر»

عشرات الروس يتابعون استعدادات العرض العسكري في عيد النصر بموسكو أمس (أ.ب)
عشرات الروس يتابعون استعدادات العرض العسكري في عيد النصر بموسكو أمس (أ.ب)

يترقب العالم غداً احتفال روسيا الكبير بعيد النصر على النازية. يكتسب العيد هذا العام أهمية خاصة على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا. ملايين في أنحاء العالم يستعدون لمشاهدة أرتال الجيوش والقطع العسكرية، وهي تعبر الساحة الحمراء في وسط موسكو، في العرض العسكري الضخم الذي غدا تقليداً سنوياً ثابتاً، منذ أن وضع الرئيس فلاديمير بوتين استراتيجيته لـ«استعادة أمجاد الدولة العظمى» خلال ولايته الرئاسية الثانية (2004 - 2008).
يراقب العالم هذا العرض، وهو يتحسب لـ«مفاجآت بوتين» المنتظرة. وهي قد لا تقتصر على طرازات الأسلحة والمعدات الحديثة التي بات يمتلكها ساكن الكرملين ويزهو في كل خطاب ومناسبة بأنها «لا مثيل لها في العالم»، إذ يمتد الفضول إلى ما سيقوله الرجل وهو يقود الاحتفال قرب أسوار الكرملين، مدركاً أن العالم كله يراقب بإمعان شديد في هذه اللحظة، كل كلمة أو التفاتة يقوم بها.
لم يترك الغرب الكثير من مجالات التأويل أمام موظفي الكرملين الذين يعكفون حالياً على وضع الصياغة الأخيرة لخطاب بوتين، إذ بدا خلال الأسبوع الأخير كأن دوائر الأجهزة الخاصة ووسائل الإعلام الغربية قد وضعت عدة نسخ من الخطاب المنتظر، فهي استبقت جهد الرئيس الروسي الذي يحرص على مراجعة كل جملة في خطاباته، ويضع هوامشه وعباراته الخاصة فيها.
«كشف» الغرب في البداية أن بوتين سيسرع عملياته استعداداً لإعلان نصر في أوكرانيا في الخطاب الموعود. كان على الجيش الروسي إذن أن يحسم القتال في غضون أسبوعين قبل الموعد المنتظر. ثم قال إن بوتين سيعلن في هذا اليوم، «حرباً شاملة» على أوكرانيا، منهياً مرحلة «العملية العسكرية الخاصة». وأكد أنه سيعزز جيشه في أوكرانيا بإعلان التعبئة العامة في البلاد.

جنود روس يشاركون في تدريبات استعداداً لعيد النصر في موسكو  (رويترز)

وفي رواية أخرى للخطاب المنتظر، توعدت تقارير غربية العالم بـ«يوم القيامة» الذي سوف يلوح به بوتين في وجه خصومه خلال الاستعراض العسكري الضخم في عيد النصر. والمقصود هنا طائرة من طراز «إليوشن 80» تعد الأحدث في سلاح الطيران، وحملت تلك التسمية الغريبة لأنها كما يقول البعض مجهزة لنقل كبار الجنرالات والقادة السياسيين إلى مخابئ آمنة في حال اندلعت مواجهة نووية.
كل «اكتشافات» الغرب في خطاب بوتين المنتظر، لم تجد ما يؤكدها. وواصل الكرملين اعتماد سياسة الغموض، وتكتم بشدة على المفاصل الأساسية لحديث الرئيس الروسي في المناسبة الأهم في البلاد. من المؤكد فقط أن الرئيس الروسي سيضع، كما يقول خبراء، «النقاط على الحروف» في التقويم الروسي لمسار العمليات العسكرية الجارية ومآلات مراحلها المقبلة.
- عيد النصر... أهمية خاصة هذا العام
تحظى المناسبة بمكانة خاصة عند الروس، فعيد النصر على النازية قد يكون المناسبة الوحيدة التي تجمع عليها كل مكونات الشعب الروسي، بقومياته المتعددة وتوجهاته المختلفة، والتي لم تتغير مكانتها وأهميتها مع كل التقلبات والمآسي التي شهدتها روسيا في عهود التراجع والعوز وفقدان الهيبة، بل بالعكس من ذلك، ظلت المناسبة المدخل الأساسي للتذكير دائماً بأمجاد الدولة العظمى في السابق.
ولا يرتبط ذلك فقط بالرمزية الكبرى التي تحملها فكرة «الانتصار» في «الحرب الوطنية العظمى»، وهي التسمية الروسية للحرب العالمية الثانية. إذ يدخل هنا الحرص على استعادة زخم «الدور التاريخي» لروسيا، عبر إعلاء شعار أن «روسيا أنقذت العالم» من شرور هتلر، وصولاً إلى الفكرة المهمة التي رسختها بقوة الدعاية الرسمية على مدى السنوات الأخيرة، وهي أن «الروس قادمون» لإنقاذ البشرية مجدداً من كل خطر أو تهديد.
هنا تكمن الأهمية الخاصة للمناسبة في هذا العام، انطلاقاً من أن روسيا في الحرب الأوكرانية تواجه «حرباً عالمية» لا تكاد تختلف، وفقاً للدعاية الرسمية، واستناداً إلى اتساع نطاق المواجهة على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية عن الحرب الكبرى التي خاضها الاتحاد السوفياتي في الأعوام بين 1941و1945، والأهم أن «العدو» في الحالتين هو «النازية»، كما جاء مراراً في تبرير المسؤولين الروس للعملية العسكرية في أوكرانيا. وقد تعكس كلمات غينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي الروسي، المؤيد تماماً سياسات الكرملين في أوكرانيا حالياً، منطق السياسة الداخلية الموجهة بقوة لعقد المقارنات بين «النازية التي هزمها الاتحاد السوفياتي في أواسط القرن الماضي، والنازية التي سوف تنتصر عليها روسيا حتماً» في المواجهة الحالية. هكذا قال زيوغانوف وهو يؤكد لأنصاره في احتفال أن أوكرانيا الحالية بقيادتها «النازية لا تختلف كثيراً عن نظام هتلر، وربما تكون أسوأ».
على هذه الخلفية، لن يراقب معظم الروس غداً العرض العسكري في الساحة الحمراء إلا مع قناعة راسخة بأن «المشهد يتكرر»، وأن العرض المقبل قد تسير فيه أرتال المنتصرين في حرب أوكرانيا كما سارت منذ 77 سنة أرتال العائدين من الحرب الكبرى التي توجت بالانتصار.
- 9 مايو... يوم لاستعادة دروس التاريخ
قد لا يعرف كثيرون أن هذا العيد المهم ارتبط على مدى عقود بسجالات واسعة بين روسيا والغرب زادت حدتها، خلال السنوات الأخيرة، مع اتهام روسيا للغرب بتزوير التاريخ، عبر تسجيل أحداث النصر في 1945 بلغة «المنتصر في الحرب الباردة». هذه المناسبة أحيطت بالكثير من المشاعر، نظراً لأن الاتحاد السوفياتي دفع ثمناً باهظاً للانتصار، تمثل في سقوط نحو 25 مليون نسمة وفقاً لأرقام رسمية، بينما تشير تقديرات باحثين بعد انهيار الدولة السوفياتية إلى أن الرقم الحقيقي لضحايا الحرب زاد على 38 مليون نسمة. لذلك ارتبطت المناسبة بكلمات الأغنية الشعبية المنتشرة بقوة منذ عقود «إنه عيد والدموع في عينيك». لكن تاريخ هذا العيد ارتبط أيضاً بأحداث لافتة ومفارقات وسجالات.
من المفارقات، الحادثة التي تفسر سبب احتفال أوروبا والعالم بالنصر على النازية في 8 مايو، خلافاً لروسيا التي تحتفل في 9 مايو.
تم التوقيع على بروتوكول أولي باستسلام ألمانيا النازية، ليلة 8 مايو 1945 في ريمس بمقر أيزنهاور. وقع الوثيقة من الجانب الألماني المشير جودل ومن الجانب السوفياتي الجنرال سوسلوباروف. ونص البروتوكول على أنه اعتباراً من 8 مايو، يتوقف الجيش الألماني تماماً عن الأعمال العدائية على جميع الجبهات. وبعد ذلك مباشرة، سارعت الصحف الأميركية والبريطانية إلى التصريح بأن الجيش الألماني قد استسلم للحلفاء بدءاً من ذلك التاريخ.
لكن ستالين لم يكن راضياً عن هذا الوضع. كان رأيه أن مثل هذا الحدث المهم في تاريخ العالم يجب أن يتم، أولاً، بمراسم رسمية كبيرة، وثانياً، في عاصمة ألمانيا النازية. وهكذا، وبمشاركة ممثلي وسائل الإعلام وقوات الحلفاء والقوات السوفياتية في برلين، تم التوقيع في الليلة التالية 8 - 9 مايو 1945، على وثيقة الاستسلام غير المشروط لألمانيا. من الجانب الألماني، وقعها المشير كايتل ومن الجانب السوفياتي المارشال جوكوف. بدأت المراسم في منتصف ليل 9 مايو، واستغرقت 43 دقيقة.
كانت المفارقة أن تاريخ الاستسلام المشار إليه في الوثيقة كان 8 مايو، الساعة 11 مساء بتوقيت برلين، ولكن نظراً لفارق التوقيت بين برلين وموسكو بمقدار ساعة واحدة، فقد تحدد موعد «الانتصار السوفياتي» في منتصف ليل 9 مايو.
ورغم أن روسيا، كما الاتحاد السوفياتي، تحتفل رسمياً بالمناسبة في التاسع من مايو، لكن العرض العسكري الأول للمنتصرين في الحرب كان قد أقيم في الساحة الحمراء ليس في هذا اليوم بل في 24 يونيو (حزيران) 1945. كان العرض الأول بقيادة الجنرال قسطنطين روكوسوفسكي الذي قاد معركة النصر الحاسمة.
ومن عجائب المفارقات بين الماضي والحاضر، أن هذا القائد العسكري كان الجنرال الوحيد في التاريخ الذي مثَّل بلدين في نفس الوقت، هما الاتحاد السوفياتي وبولندا موطنه الأصلي والعدو اللدود لروسيا في الحرب الحالية على «النازية».
وكان في استقباله في الساحة الحمراء لدى دخول الأرتال المنتصرة، قائد الجيوش الروسية المارشال غيورغي جوكوف الذي يوصف بأنه صانع النصر الحقيقي، والذي ربطته بالزعيم السوفياتي علاقات متناقضة للغاية. وكان بين قلة قليلة تجرؤ، كما كتب مؤرخون، على مخالفة أوامر القائد الأعلى.
لكن عرض النصر الأول، خلافاً للاستعراضات المهيبة في سنوات لاحقة، كان الأسرع في تاريخ روسيا. ولم يكن من الممكن تجنب الأعطال الفنية وعدم الاتساق. على وجه الخصوص، لم يكن لدى المنظمين الوقت لتطوير زي جديد للجنود والضباط، ولم يرغبوا في إجراء الاستعراض بالزي الميداني، لكنهم وجدوا صعوبات في حياكة أزياء جديدة، بسبب افتقاد البلاد للمواد اللازمة في ظروف ما بعد الحرب مباشرة؛ لذلك تم تصميم نموذج خاص من البزات العسكرية وخياطتها على عجل من مواد مصبوغة بشكل سيئ. ولسوء الحظ، هطلت أمطار أثناء العرض، وكانت النتيجة كما كتب أحد المؤرخين أن «جنود الخطوط الأمامية وقفوا بصلابة، لم يتأثروا كثيراً بالبرك الملونة من حولهم، مع خطوط من الطلاء سالت على وجوههم».
- عرض عضلات عسكرية
من المفارقات أيضاً أن تاريخ الاحتفالات بعيد النصر لم يكون دوماً مناسبة لعرض العضلات العسكرية، بل إن الاتحاد السوفياتي كونه الطرف «المنتصر» في الحرب، لم يكن يولي اهتماماً كبيراً للعروض العسكرية إلا إذا تزامنت المناسبة مع أحداث كبرى يرغب في توجيه رسائل من خلالها.
في المقابل، فإن انتظام العروض العسكرية جاء مع صعود نجم بوتين بقوة كقائد يسعى لاستعادة أمجاد بلاده الغابرة.
وهكذا، فإن الساحة الحمراء لم تشهد بعد العرض العسكري لفوج المنتصرين في الحرب أي عروض عسكرية مهيبة قبل إقرار يوم عطلة ومناسبة وطنية كبرى في هذا التاريخ في عام 1965، في تلك السنة، حرص الجيش الأحمر على عرض أبرز إنجازاته العسكرية أمام العالم.
أقيم العرض التالي في الميدان الأحمر فقط في عام 1985، في ذلك الوقت كانت الدولة العظمى قد بدأت للتو في مخاض الإصلاحات الكبرى التي أريد منها ضخ دماء جديدة وإعادة بناء نظام الدولة سياسياً واقتصادياً، لكن بعد ذلك، تم العرض التالي في عام 1990، ثم في عام 1995 وفي المرتين جرى الاحتفال بيوم النصر مع أحداث أخرى، ولكن بدون استعراض للقوات العسكرية.
أما التطور الأبرز بعد غياب العروض الكبرى عن الساحة الحمراء لسنوات، فقد جاء في عام 2008، كان بوتين قد أطلق سياسة الاعتراض على «الهيمنة الغربية»، وأمر باستعراض أنياب روسيا العسكرية في يوم النصر. وبات العرض العسكري الكبير مناسبة تقام سنوياً، وتعرض فيها روسيا أحدث الطرازات من الأسلحة والمعدات التي لوح بها بوتين أكثر من مرة في خطاباته الحماسية.
ومع ترقب الخطاب الأكثر أهمية خلال السنوات الأخيرة، يضع العالم تاريخ التاسع من مايو هذا العام كنقطة فاصلة في الحرب الجارية، ليس فقط مع أوكرانيا بل مع «الغرب كله».


مقالات ذات صلة

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب) play-circle

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

أكد مساعد الرئيس الروسي، الأحد، أن الطريق نحو التوصل لتسوية للصراع الأوكراني ليست سهلة؛ ولذلك فالمفاوضات بين بوتين والمبعوث الأميركي ويتكوف «تأخذ وقتاً طويلاً».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (رويترز)

الكرملين يرحب بإنهاء صفة «التهديد المباشر" في الاستراتيجية الأميركية

رحب الكرملين بالخطوة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمراجعة استراتيجية الأمن القومي والتوقف عن وصف روسيا بأنها «تهديد مباشر».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف أثناء هجوم صاروخي روسي يوم أمس (رويترز)

انقطاع الكهرباء والمياه في مدينة كريمنشوك الأوكرانية بعد هجوم روسي

قال فيتالي ماليتسكي، رئيس بلدية كريمنشوك، اليوم (الأحد)، إن القوات الروسية شنت غارة جوية خلال الليل على البنية التحتية في المدينة الواقعة في وسط أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس بوتين محاطاً بيوري أوشاكوف (على يمينه) وكيريل دميترييف خلال المحادثات مع ويتكوف وكوشنر في موسكو الأربعاء (سبوتنيك - أ.ف.ب)

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب»

واصلت الولايات المتحدة وأوكرانيا محادثاتهما الماراثونية الصعبة في ميامي، أمس، لليوم الثالث على التوالي، مؤكدتين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على موسكو،

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا نيران تتصاعد من ناقلة النفط «كيروس» التابعة لـ«أسطول الظل» الروسي بعد استهداف أوكراني في البحر الأسود (أ.ف.ب) play-circle

بلغاريا تجلي طاقم ناقلة نفط يشتبه بانتمائها إلى «أسطول الظل» الروسي

أطلقت السلطات البحرية البلغارية عملية لإجلاء طاقم ناقلة النفط «كايروس» قبالة ميناء أختوبول على البحر الأسود التي يعتقد أنها جزء من «أسطول الظل» الروسي.

«الشرق الأوسط» (صوفيا)

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أن الطريق نحو التوصل إلى تسوية للصراع الأوكراني ليست سهلة؛ ولذلك فالمفاوضات بين بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف «تأخذ وقتاً طويلاً».

ونقل تلفزيون «آر تي» عن أوشاكوف قوله إن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنسيق النقاط الصعبة التي يجب أن تحدد شكل ومصدر وثيقة مستقبلية بشأن أوكرانيا.

لكن أوشاكوف شدد على أن العمل على صياغة الاقتراحات والنصوص للوثيقة المتعلقة بأوكرانيا ما زال في مراحله المبكرة.

وحذّر مساعد بوتين من مصادرة أي أصول روسية، قائلاً إن أي مصادرة محتملة للأصول الروسية سيتحملها أفراد محددون ودول بأكملها.

على النقيض، قال كيث كيلوغ المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، الأحد، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب هناك «قريب جداً»، وإنه يعتمد على حل قضيتين رئيسيتين عالقتين؛ هما مستقبل منطقة دونباس، ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وقال كيلوغ، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل، في «منتدى ريغان للدفاع الوطني» إن الجهود المبذولة لحل الصراع في «الأمتار العشرة النهائية»، التي وصفها بأنها «دائماً الأصعب».

وأضاف كيلوغ أن القضيتين الرئيسيتين العالقتين تتعلقان بالأراضي، وهما مستقبل دونباس في المقام الأول، ومستقبل محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي الكبرى في أوروبا، وتقع حالياً تحت السيطرة الروسية.

وأكد: «إذا حللنا هاتين المسألتين، فأعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام... كدنا نصل إلى النهاية». وتابع: «اقتربنا حقاً».


تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.