«من أول دقيقة» لإليسا وسعد لمجرد تُحلق في الصدارة عربياً

الأغنية حققت قرابة 5 ملايين مشاهدة على «يوتيوب» خلال 24 ساعة

لقطة من الأغنية
لقطة من الأغنية
TT

«من أول دقيقة» لإليسا وسعد لمجرد تُحلق في الصدارة عربياً

لقطة من الأغنية
لقطة من الأغنية

خطفت أغنية «من أول دقيقة» للفنانة اللبنانية إليسا والفنان المغربي سعد لمجرد، الاهتمام عربياً بعد ساعات قليلة من طرحها عبر قناة إليسا بموقع «يويتوب»، وتصدرت قوائم الأكثر تداولاً ومشاهدة في أكثر من 15 دولة حول العالم.
الأغنية الجديدة التي تقدم باللهجة المصرية، تم تصويرها في العاصمة الفرنسية باريس، وأخرجها المغربي كريم بينس وكتبها الشاعر المصري أمير طعيمة، ولحنها الفنان رامي جمال، ووزعها أحمد إبراهيم، تصدرت قوائم المشاهدة عبر موقع الفيديوهات العالمي «يوتيوب» في مصر والمغرب والعراق والأردن ولبنان والإمارات وليبيا وتونس، فيما حلت ثانياً في البحرين وعمان وقطر واليمن، وجاءت في المراكز العشر الأولى في عدة دول، من بينها الكويت وهولندا والسعودية وإسبانيا والجزائر، كما أنها حلت في المركز الخامس على مستوى العالم عبر الموقع ذاته بعد ساعات من طرحها.
سعد لمجرد هو المطرب العربي الخامس، الذي يقدم مع إليسا عملاً غنائياً مشتركاً، فقد كان أول ديوهات إليسا الغنائية مع الفنان راغب علامة عام 2002، حيث قدما سوياً أغنية «بتغيب بتروح»، وفي عام 2005 قدمت الفنانة اللبنانية مع الفنان الجزائري الشاب مامي أغنية «حليلي دنيايا»، وفي عام 2009 أطلت على جمهورها بديو مع الفنان فضل شاكر بأغنية «جوا الروح»، كما قدمت مع الفنان تامر حسني أغنيتين وهما «ورا الشبابيك» عام 2018 وأخيراً «أفرح» التي عرضت في شهر رمضان الماضي.
في المقابل، قدم لمجرد أغنيات مشتركة مع الفنان المصري محمد رمضان والتونسي صابر الرباعي والمغربي زهير بهاوي.
وأعرب لمجرد عن سعادته البالغة بالتعاون مع إليسا في أغنيتها الجديدة، ووصفها بأنها فنانة ذات طاقة إيجابية حينما حل ضيفاً على برنامج «The Insider بالعربي» عبر قناة «دبي»، وقال «إليسا ليست فقط فنانة رائعة، بل هي إنسانة جميلة للغاية وذات طاقة إيجابية هائلة، وشرف كبير أن أجتمع معها في عمل فني، الأغنية كانت فكرتنا سوياً، لأننا صممنا على تقديم عمل فني مشترك». من جهته، يقول الشاعر أمير طعيمة عن كواليس أغنية «من أول دقيقة» لـ«الشرق الأوسط»، «النجاح يكون حليفي مع إليسا التي قدمت معها عدداً من الأغنيات المهمة والناجحة في مسيرتنا الفنية على غرار (حبة اهتمام)، و(أنا شبه نسيتك)، و(عكس اللي شايفنها)، و(عمر جديد)، ولكن أكثر ما أسعدني في نجاح أغنية (من أول دقيقة) هي أنها حققت رقماً قياسياً على مستوى المشاهدات في أول 24 ساعة لطرحها، إذ تجاوزت حاجز 4 ملايين مشاهدة عبر موقع (يوتيوب)، وذلك إثبات جيد على أن الفنان الذي يراهن على جمهوره لن يخسر وسيظل في المقدمة، فالأغنية الجيدة والكلمة الهادفة ستظلان عنوان نجاح لأي فنان»، على حد تعبيره.
فيما يؤكد موزع الأغنية أحمد إبراهيم أنه «تجمعه بإليسا كيمياء فنية خاصة منذ بداية تعاونهما، قبل سنوات».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «العمل على أغنية (من أول دقيقة) استمر قرابة شهرين كاملين، ما بين التحضير وتسجيل الأصوات، وتسجيل الآلات الموسيقية، فالعمل كان شاقاً ويحتاج دقة متناهية، لأنه يجمع اثنين من كبار نجوم الوطن العربي». ومن المتوقع أن تطرح إليسا ألبومها الجديد المكون من 10 أغنيات، مصرية ولبنانية، ومن إنتاجها الشخصي تباعاً، وسيشهد الألبوم تعاونها مع الشاعر المصري أيمن بهجت قمر لأول مرة، كما سيشهد الألبوم تعاونها الفني مجدداً مع الفنان مروان خوري في 3 أغنيات جديدة جميعها باللهجة اللبنانية ، بالإضافة إلى أغنية مع الفنان زياد برجي، بالإضافة إلى عدة مع شعراء وملحنين مصريين، من بينهم أحمد مرزوق وأسامة مصطفى وأمير طعيمة ومحمد يحيى ومحمد رحيم، ومن بين الأغنيات الجديدة التي ستقدمها في ألبومها أغنية بعنوان «العقد» كانت قد كشفت عن جزء من كلماتها أثناء استضافتها في برنامج «مراحل» مع الإعلامي علي العلياني خلال شهر رمضان الماضي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».