سنوات السينما

سنوات السينما
TT

سنوات السينما

سنوات السينما

‫The Masque of the Red Death‬
- قناع الموت الأحمر
- 1964
- 1-2
- جيد ★★★
في هذا الفيلم السابع بين ثمانية أفلام، قام روجر كورمن بإخراجها عن روايات لإدغار ألان بو، يوجد ذلك النوع من الصراع بين الخير والشر، الذي يتجاوز الكلمات والمفارقات السطحية. صراع يعالجه كاتبا السيناريو: ر. رايت كامبل وتشارلز بيومنت، في تفاصيل منطوقة وبصرية لتجسيد أبعاد وجدانية تمتد لتتناول كنه ذلك الصراع وطبيعته. هذا من دون أن يتحوّل الفيلم إلى أي خطابة. كل ما يقع هو توفير شخصيات خيّرة لديها إيمان إلهي ثابت، بشخصيات شريرة وشيطانية يقودها أمير اسمه بروسبيرو (ڤنسنت برايس) يعيش في قلعة إيطالية في القرن الثاني عشر.
خارج القلعة هناك وباء سيأتي على البلدة الفقيرة التي يغزوها بروسبيرو، كلما أراد خطف نسائها أو مؤونتها من الطعام. لكن في هذه المرّة يترك البلدة حال معرفته بأن وباء قاتلاً سيغشاها ويأمر بحرقها، هذا من بعد أن يختطف فتاة جميلة اسمها جوليانا (جين آشر). حين يتصدّى والدها (نايجل غرين) وخطيبها (ديفيد وستون) معارضين، يأمرهما بمبارزة كل ضد الآخر، على أن يصفح عن أحدهما إذا ما قتل الآخر. حين يمتنعان يقبض عليهما ويسوقهما إلى قلعته. سيغلق بروسبيرو أبواب القلعة منعاً لانتقال الوباء، لكنه سيستقبل أثرياء ورجال ونساء الأعيان الجلاورة للعيش في قلعته وإقامة حفلات الهرج والشرب. جوليانا تصبح همّه الأول ما يثير غضبة امرأته وأحد أتباعه (باتريك ماكغي). بين الأتباع أيضاً قزم اسمه هوب (سكِب مارتن) الذي سيقتل ألفريدو في مشهد فريد في فكرته.
جوليانا هي الضمير الغائب لبروسبيرو تحمل طيبة لم يعتدها، وحين تطبع على خدّه قبلة يداخله شيء غريب يعبّر عنه برايس بتعبير صامت وقصير. في الواقع، الجزء الأخير من الفيلم يحمل بعض ما حمله فيلم إنغمار برغمن The Seventh Seal («الختم السابع»، 1957)، من حيث خيالاته وعمق دلالاته في وقت واحد.
«قناع الموت الأحمر» هو فيلم رعب، رغم أنه لا يحتوي على وحوش بأنياب ولا بقاتل خفي بنصل حاد يترصد ضحاياه. الرعب فيه (كما كتب مرّة الناقد توم ميل) «ثقافي»، وأضيف أنه ذهني يحمل في طيّاته قدرة الممثل برايس والمخرج كورمن معاً على تقديم طرح جاد للأفكار الدينية والعاطفية التي يحتويها الفيلم، مع تمثيل لا يتكرر من برايس، واكتشاف لموهبة لم أكن أعرفها قبل مشاهدتي هذا الفيلم متمثّلة بسكِب مارتن.
هذا الفيلم هو أفضل أفلام كورمن؛ بين ما اقتبسه من أعمال ألان بو، لكنه في الوقت ذاته أفضل من معظم ما حققه كورمن من أفلام أخرى، غالبها سريع وتجاري.
روجر كورمن (96 سنة حالياً) منتج اشتهر بأفلام الأكشن والرعب الرخيصة. أنتج 483 عملاً سينمائياً وأخرج من بينها 53 فيلماً. الأفلام الأولى لجاك نيكولسن وبرايان دي بالما ومارتن سكورسيزي وفرنسيس فورد كوبولا وبيتر فوندا كانت من إنتاجه.

ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
ممتاز ★★★★ تحفة ★★★★★


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.