القضاء الإسرائيلي يرفض مراجعات لفلسطينيين مهدّدين بالطرد من قراهم

فلسطيني يحتج على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة (إ.ب.أ)
فلسطيني يحتج على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة (إ.ب.أ)
TT

القضاء الإسرائيلي يرفض مراجعات لفلسطينيين مهدّدين بالطرد من قراهم

فلسطيني يحتج على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة (إ.ب.أ)
فلسطيني يحتج على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة (إ.ب.أ)

انتقدت منظمات حقوقية إسرائيلية، اليوم (الخميس)، رفض المحكمة العليا في الدولة العبرية مراجعات قدّمها فلسطينيون مهدّدون بالطرد من منازلهم في منطقة صحراوية بالضفة الغربية المحتلة يعتبرها الجيش الإسرائيلي منطقة تدريب عسكرية، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
والأربعاء أصدرت أعلى هيئة قضائية في إسرائيل قراراً أيّدت فيه موقف الجيش القائل بأنّ منطقة مسافر يطّا، حيث تقع 12 قرية فلسطينية في صحراء يهودا بأقصى جنوب الضفة الغربية، هي منذ 1980 منطقة تدريب عسكري ورماية، ما يمهّد الطريق أمام احتمال طرد سكّان هذه القرى من ديارهم.
والخميس قالت منظمة «بتسيلم» غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إنّه «بعد إجراءات قضائية استمرّت أكثر من عشرين عاماً اعتبرت محكمة العدل العليا أمس (الأربعاء) أنّ النقل القسري لمئات الفلسطينيين من منازلهم وهدم قراهم، بهدف واضح هو الاستيلاء على أراضيهم هو أمر قانوني».

بدورها قالت «جمعية حقوق المواطن في إسرائيل» (أكري) إنّ «المحكمة العليا سمحت رسمياً بأن تُترك عائلات بأسرها، مع أطفالها ومسنّيها، من دون سقف فوق رؤوسهم».
وفي ثمانينات القرن الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ هذه الأرض البالغة مساحتها ثلاثة آلاف هكتار ستصبح «ميدان الرماية 918»، معلّلاً قراره بأنّ هذه المنطقة ليست مأهولة بصورة مستمرّة.
لكنّ سكّان هذه المنطقة وهم نحو ألف فلسطيني يتوزّعون على 12 قرية صغيرة معزولة يؤكّدون أنّهم يقطنون هذه المنطقة منذ القرن التاسع عشر، أي قبل عقود من احتلال الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية في 1967.
وطُرد هؤلاء السكّان للمرة الأولى من قراهم في 1999، لكن سُمح لهم لاحقاً بالعودة إليها بانتظار قرار المحكمة العليا التي رفعت إليها هذه القضية خصوصاً منظمة إسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان.
وفي قراره قال القاضي ديفيد مينتز إنّ مراجعة الصور الجوية أثبتت صحّة موقف الجيش، إذ إنّ «أصحاب المراجعات فشلوا في إثبات أنّهم كانوا يعيشون بشكل دائم في المنطقة قبل إعلانها ميدان رماية». وأضاف أنّه «بالتالي فإنّ الخلاصة هي أنّ الالتماسات يجب أن تُرفض».



دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
TT

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

مع تصاعد حملات الخطف والاعتقالات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أقرّت الجماعة بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي)، وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات بالمحافظة نفسها.

وذكرت وسائل إعلام الجماعة قبل يومين، أنه جرى دفن نحو 60 جثة مجهولة الهوية في محافظة صعدة، وأن النيابة الخاضعة لسيطرة الجماعة نسّقت عملية الدفن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ إن هذه الجثث كانت موجودة في ثلاجة هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة.

عمليات دفن سابقة لجثث مجهولة الهوية في الحديدة (فيسبوك)

ولم توضح الجماعة أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية الجثث التي جرى دفنها، سوى زعمها أن بعضها تعود لجنسيات أفريقية، في حين لم يستبعد ناشطون حقوقيون أن تكون الجثث لمدنيين مختطَفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت قبل عدة أشهر عن دفنها نحو 62 جثة مجهولة في معقلها الرئيسي، وادّعت حينها أنها كانت محفوظة منذ عدة سنوات في ثلاجات مستشفيات حكومية.

وتزامنت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة مع تأكيد عدد من الحقوقيين لـ«الشرق الأوسط»، أن معتقلات الجماعة الحوثية بالمحافظة نفسها وغيرها من المناطق الأخرى تحت سيطرتها، لا تزال تعج بآلاف المختطفين، وسط تعرض العشرات منهم للتعذيب.

وتتهم المصادر الجماعة بحفر قبور جماعية لدفن مَن قضوا تحت التعذيب في سجونها، وذلك ضمن مواصلتها إخفاء آثار جرائمها ضد المخفيين قسرياً.

وتحدّثت المصادر عن وجود أعداد أخرى من الجثث مجهولة الهوية في عدة مستشفيات بمحافظة صعدة، تعتزم الجماعة الحوثية في مقبل الأيام القيام بدفنها جماعياً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت، مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن عملية دفن جماعي لنحو 62 جثة لمجهولي الهوية في محافظة صعدة (شمال اليمن).

أعمال خطف

وكشفت تقارير يمنية حكومية في أوقات سابقة، عن مقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب.

وفي تقرير حديث لها، أقرّت الجماعة الحوثية باعتقال أجهزتها الأمنية والقمعية خلال الشهر قبل الماضي، أكثر من2081 شخصاً من العاصمة المختطفة صنعاء فقط، بذريعة أنهم كانوا من ضمن المطلوبين الأمنيين لدى أجهزتها.

قبور جماعية لمتوفين يمنيين يزعم الانقلابيون أنهم مجهولو الهوية (إعلام حوثي)

وجاء ذلك متوازياً مع تقدير مصادر أمنية وسياسية يمنية بارتفاع أعداد المعتقلين اليمنيين على ذمة الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر (أيلول)» إلى أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم في محافظة إب، متهمة في الوقت نفسه ما يُسمى بجهاز الاستخبارات الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء حملة الخطف والاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» في وقت سابق الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم. وطالبت بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة إياها مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

واستنكرت المنظمة، في بيان، قيام الجماعة وقتها بإجراءات دفن 715 جثة، وأدانت قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث وغيرها، لافتة إلى أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.