مظاهرات أميركية خوفاً من «العودة إلى الوراء»

حاكم أوكلاهوما الجمهوري يوقّع على قانون متشدد ضد الإجهاض

الرئيس جو بايدن وزوجته وكمالا هاريس وزوجها خلال حفلة استقبال لأعضاء فريق الولايات المتحدة الذي شارك في أولمبياد طوكيو الصيفي للعام 2020 وأولمبياد بكين الشتوي للعام 2022 في حديقة البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس جو بايدن وزوجته وكمالا هاريس وزوجها خلال حفلة استقبال لأعضاء فريق الولايات المتحدة الذي شارك في أولمبياد طوكيو الصيفي للعام 2020 وأولمبياد بكين الشتوي للعام 2022 في حديقة البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

مظاهرات أميركية خوفاً من «العودة إلى الوراء»

الرئيس جو بايدن وزوجته وكمالا هاريس وزوجها خلال حفلة استقبال لأعضاء فريق الولايات المتحدة الذي شارك في أولمبياد طوكيو الصيفي للعام 2020 وأولمبياد بكين الشتوي للعام 2022 في حديقة البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس جو بايدن وزوجته وكمالا هاريس وزوجها خلال حفلة استقبال لأعضاء فريق الولايات المتحدة الذي شارك في أولمبياد طوكيو الصيفي للعام 2020 وأولمبياد بكين الشتوي للعام 2022 في حديقة البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)

تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع واشنطن ونيويورك وبوسطن ولوس أنجليس وسياتل للتعبير عن «غضبهم» وخوفهم من «عودة إلى الوراء» بعد تسريب مسوّدة قرار للمحكمة العليا ينص على إلغاء تشريع فيدرالي سارٍ منذ زمن يحمي حق النساء في وضع حد للحمل.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أن ولايات عدة في البلد وتشهد حملات مرتبطة بحقوق الإنجاب. وتسعى الولايات التي يقودها جمهوريون إلى تشديد القيود، وفي بعض الأحيان منع الإجهاض بعد مرور ستة أسابيع على الحمل، أي قبل أن تدرك نساء كثيرات أنهن حوامل.
ومن هذه الولايات أوكلاهوما (جنوب) التي أعلن حاكمها الجمهوري، الثلاثاء، أنّه وقّع قانوناً يحظر إجراء أي عملية إجهاض بعد ستّة أسابيع من الحمل، في تشريع يُعدّ من الأكثر صرامة في البلاد.
وفي إطار الجدل حول هذه القضية، دعا الرئيس جو بايدن، الثلاثاء، الأميركيين إلى التصويت في الانتخابات التشريعية في الخريف بما يضمن الدفاع عن الحق «الأساسي» في الإجهاض، إذا شككت فيه المحكمة العليا للولايات المتحدة.
وأعلن رئيس المحكمة الأميركية العليا جون روبرتس، الثلاثاء، أن مسوّدة القرار التي تحدث عنها الموقع الإلكتروني الإخباري «بوليتيكو» مساء الاثنين صحيحة، لكنّها لا تعكس الموقف النهائي لهذه الهيئة من هذه القضية.
وكانت هذه الصحيفة الرقمية ذكرت، أنّ المحكمة الأميركية العليا تعتزم إلغاء الحُكم التاريخي الذي أصدرته في 1973 واعتبرت فيه أنّ حقّ النساء في الإجهاض مكرّس في دستور الولايات المتّحدة.
وقالت، إن معلوماتها تستند إلى مسودّة قرار وافق عليها أعضاء المحكمة بالأكثرية ومؤرّخة في 10 فبراير (شباط) وصاغها القاضي المحافظ صامويل آليتو، لكنّ هذا النصّ لا يزال موضع نقاش بين أعضاء المحكمة بانتظار صدوره بصيغته النهائية قبل نهاية يونيو (حزيران).
وإذا أقرّت المحكمة العليا هذا القرار بصورة نهائية، فستعود الولايات المتحدة إلى الوضع الذي كان سارياً قبل 1973 عندما كانت كلّ ولاية حرّة في أن تسمح بالإجهاض أو أن تحظره.
ففي 1973، أصدرت المحكمة العليا في ختام نظرها في قضية «رو ضدّ ويد» حُكماً شكّل سابقة قضائية؛ إذ إنّه كفل حقّ المرأة في أن تنهي طوعاً حملها ما دام جنينها غير قادر على البقاء على قيد الحياة خارج رحمها، أي لغاية نحو 22 أسبوعاً من بدء الحمل.
والقانون الذي وقّعه حاكم أوكلاهوما الثلاثاء يجيز للنساء أن يجهضن بعد مرور ستة أسابيع على حملهن إذا ما كانت هناك دواعٍ طبية محدّدة، لكن هذا الاستثناء لا يشمل الحمل الناجم عن جرائم اغتصاب أو سفاح قربى.
ومنذ أقرّت تكساس في سبتمبر (أيلول) 2021، قانوناً مشابهاً فرض قيوداً مشدّدة على الإجهاض، أصبحت أوكلاهوما مقصداً لآلاف النساء اللواتي أتين من الولاية المجاورة لإجراء هذه العملية. ويحظر القانون الذي أقر في تكساس إجهاض أي جنين حالما يصبح نبض قلبه محسوساً في الموجات فوق الصوتية، أي بعد أربعة أسابيع تقريباً من حصول الإخصاب.
وسارع حكام ديمقراطيون لولايات بينها كاليفورنيا ونيو مكسيكو وميتشيغان إلى الإعلان عن مساعٍ لتكريس الحق في الإجهاض بقوانين حتى في حال ألغته المحكمة العليا.
وانعكست هذه الانقسامات في الشارع، بين غضب المدافعين عن الحقّ في الإجهاض بأصواتهم والمعارضين له الذين شعروا أنهم حققوا انتصاراً.
وقالت لين هارت (70 عاماً) التي أجهضت بشكل غير شرعي عندما كانت مراهقة، وكانت أمام مقرّ المحكمة العليا في واشنطن، إنها «مرعوبة”، معتبرة أن «المحكمة محافظة جداً”.
وعبرت هذه السيدة عن أملها في أن تتمكن حفيداتها من الحفاظ على حقّهنّ في الإجهاض بشكل آمن وقانوني.
من جهتها، رأت تارا كورودا (47 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية، «أنا في حالة صدمة... لدي ابنتان صغيرتان، وأنا هنا أيضاً من أجلهما (...) لحماية مستقبلهما». وكانت ترفع لافتة كًتب عليها «جسدي، خياري».
وحولها تجمع عدد كبير من الصحافيين أمام درجات المبنى الأبيض الذي يقع مقابل الكابيتول، مقر الكونغرس في قلب واشنطن.
من جهته، قال أرشي سميث (22 عاماً) العضو في مجموعة «تقدمية» ضد الحق في الإجهاض، إن النص الذي نشرته «بوليتيكو» ليس «سوى مسودة لذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به». وأضاف «بالنسبة للحركة المؤيدة للحق في الحياة هذه مجرد خطوة أولى في الاتجاه الصحيح».
ورأى الشاب الذي كان بين قلة من مؤيدي الإجهاض في التجمع «لا يكفي جعله غير قانوني» على الرغم من «أننا نود ذلك»، بل يجب «جعله غير ضروري» و«إنشاء ثقافة العيش في أميركا».
وقالت سيدة مؤيدة لحق الإجهاض عبر مكبر الصوت «سننقل هذه المعركة إلى الكونغرس».
وجرت مظاهرات مماثلة شارك فيها آلاف الأشخاص في شوارع واشنطن ونيويورك وبوسطن ولوس أنجليس وسياتل.
وقالت مادلين أوكاسيو المناهضة للحق بالإجهاض في فلوريدا «آمل ألّا تردع هذه المظاهرات القضاة»، معبّرة عن «بهجتها» بعد سنوات من النضال الشرس. ولم يتقبّل جزء من الشعب الأميركي، خصوصاً في الأوساط الدينية قرار 1973، وخاض حملات لسنوات لإلغائه؛ إذ كان نشطاء عاديون يتجمّعون قرب العيادات، في حين يعتمد ممثلوهم في الهيئات التشريعية المحلية آلاف قوانين المناهضة.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.