«العيدية» في السعودية منافسة محمومة بين النقدية والرقمية

استخدام الورود في تزيين «العيدية» وتقديمها
استخدام الورود في تزيين «العيدية» وتقديمها
TT

«العيدية» في السعودية منافسة محمومة بين النقدية والرقمية

استخدام الورود في تزيين «العيدية» وتقديمها
استخدام الورود في تزيين «العيدية» وتقديمها

تبقى «العيدية» إحدى أهم وسائل رسم ابتسامة على محيّا الصغار والكبار، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، بل أصبحت عنصراً أساسياً مرتبطاً بذاكرة الإنسان وصورته عن العيد.
ومع مرور الزمن، تطورت طرق وأساليب توزيع «العيدية»، فتحولت من عملات نقدية تُسلم يداً بيد، إلى عملات مرصوصة في صحون فاخره مزينة بالورود الجذابة، وعلب مزخرفة تحمل عبارات تهنئة، وصولاً إلى عملات رقمية تحول عبر تطبيقات إلكترونية بنكية.
ظهرت «العيدية» الرقمية حين اجتاح فيروس «كورونا» العالم وتسبب في فرض الحكومات قيوداً وحظر تجول للحد من انتشاره، حينها بدأ أفراد المجتمع باستخدامها لتحويل العيدية النقدية والحفاظ في الوقت نفسه على السلامة العامة.
ومع إعلان الدول ومنها السعودية نجاحها في إحكام السيطرة على الفيروس، استعادت «العيدية» النقدية مكانتها، وحرص أفراد المجتمع على تجهيزها وإرفاقها بألعاب وحلوى لتوزيعها على الأطفال الذين لا يزالون يفضلون تلقيها بهذه الطريقة.
وتبقى النقدية منها الأكثر قيمة في نظر الأطفال؛ والعادة أن تكون النقود جديدة، إذ تشهد فترة الأعياد طلباً كبيراً على النقد من جميع الفئات لا سيما فئات «الخمسة والعشرة والمائة».
تقول أمل الحمدي لـ«الشرق الأوسط»: «لا تزال ذاكرتي تحتفظ بفرحة تسلم (العيدية) من والدي وكبار العائلة. وعندما أنجبت ابنتي، شعرت بفرحة (العيدية)، ولأضيف البهجة بشكل أكبر، وأدخل الفرحة إلى قلوب جميع أبناء العائلة، حرصت على تقديمها بطريقة مبتكرة، فزيّنتها بالورود. في السابق، كنت أستعين بمحلات خاصة لتجهزها لي، أما اليوم، فقد اكتسبت الكثير من الخبرة، وأصبحت أجهزها بنفسي قبل العيد بأيام». وأضافت قائلة: «إن طريقة تزيينها وتقديمها تخلقان أجواء من البهجة والفرح والسعادة للكبار والصغار، ورغم الجهد الذي أقوم به في التزيين، فإن الأطفال يهتمون بالعملة النقدية أكثر من شيء آخر، ويجمعونها ليتنافسوا فيما بينهم، مَن جمع عيدية أكثر من الآخر، وهذا هو سر فرحتهم. أما فكرة تحويلها إلى رقمية، فلم ترُقْ لهم، لأنهم في هذه السن الصغيرة لا يدركون معناها وقيمتها».
من جهته، أوضح أحمد الناصر أن ظروف الحجر والإجراءات الاحترازية المشددة بمنع التجمعات الكبيرة التي فرضتها الجائحة في السنتين الماضيتين حوّلت الكثير من أفراد المجتمع إلى استخدام نظام تحويل «العيدية» عبر التطبيقات الإلكترونية، بيد أن فرحة الأطفال كانت ناقصة، فيما كان الأكبر سناً بقليل من الذين يملكون حسابات بنكية مستمتعين بحصولهم على «العيدية» رغم الظروف الاستثنائية.
وقال عبد الله الغامدي: «لديّ أبناء يدرسون خارج المملكة، و(العيدية) الرقمية تفيدني كثيراً في تحويل مبلغ مالي لهم، ولكن بناتي الصغيرات الموجودات معي في السعودية، لا يفهمن معنى الرقمية، ولا يشعرن بالفرح إلا إذا تسلمنها باليد، شرط أن تكون النقود جديدة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.