العملية الأميركية في سوريا تمثل تحولا في استراتيجية واشنطن

المعلومات أكدت أنها كانت تستهدف اعتقال القيادي في تنظيم «داعش» المتطرف أبو سياف

العملية الأميركية في سوريا تمثل تحولا في استراتيجية واشنطن
TT

العملية الأميركية في سوريا تمثل تحولا في استراتيجية واشنطن

العملية الأميركية في سوريا تمثل تحولا في استراتيجية واشنطن

بعد أن كانت واشنطن أعلنت مقتل 12 عنصرا في العملية الاميركية التي نفذها كوماندوز، والتي تمت في شرق سوريا ليل الجمعة/السبت، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض اليوم (الأحد) عن ارتفاع حصيلة القتلى من تنظيم "داعش" الى 32، بينهم اربعة قياديين؛ هم مساعد أبو عمر الشيشاني والمسؤول العسكري في التنظيم، والذي لم يحدد المرصد هويته، ومسؤول عن قطاع الاتصالات، وقيادي رابع لم يحدد مسؤوليته سوري الجنسية، بينما المسؤولون الثلاثة الآخرون من دول المغرب.
وقد اعتلى قائمة القتلى المسؤول عن ملف النفط في التنظيم؛ المتطرف أبو سياف.
ووفقا لما نشر موقع شبكة "سي. إن.إن" الأميركية اليوم، كشف المرصد انه حصل على معلومات موثقة تؤكد وجود عناصر في تنظيم داعش من جنسيات عربية وشمال أفريقية، متهمة بتزويد التحالف بالمعلومات لتنفيذ عملية الإنزال.
ولقي المتطرفون حتفهم في قصف لطائرات التحالف العربي – الدولي وفي عملية إنزال نفذتها قوات التحالف في حقل العمر النفطي القريب من بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
ومثلت العملية التي شنت في دير الزور والتي أدت لمقتل القيادي الداعشي ابو سياف، تحولا في استراتيجية واشنطن التي كانت تعتمد أساسا على الضربات الجوية لاستهداف متطرفي المنطقة.
وبحسب المعلومات التي أتيحت، من مصادرها في البيت الأبيض ووزارة الدفاع "البنتاغون"، فإن العملية كانت تستهدف اعتقال القيادي في "داعش" "أبو سياف"، أحد أبرز المسؤولين عن إدارة الموارد المالية للتنظيم، إلا أنها انتهت بمقتله ونحو 10 مسلحين آخرين.
وهذه العملية التي أمر بها وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، بناءً على تعليمات من الرئيس باراك أوباما، تمت قيادتها من قبل مجموعة تابعة لقوات "دلتا"، تضم ما يزيد على 20 عنصراً، وشارك في تنفيذها أكثر من 100 فرد من مختلف الوحدات القتالية، بمن فيهم الطيارون الذين تولوا عملية الإنزال.
من جانبها، عرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية اليوم، تفاصيل جديدة عن عملية مقتل "أبو سياف". فكتبت، "وفقا لوزير الدفاع اشتون كارتر، عثرت قوات "الكوماندوز في منزل "أبو سياف" على أجهزة الكمبيوتر المحمولة، الهواتف الخلوية، الملفات، عدد من التحف الأثرية، العناصر التاريخية، بما في ذلك انجيل آشوري والقطع النقدية القديمة".
وأضاف أشتون، "لم يقتل ولم يصب أي من أفراد القوات الأميركية خلال العملية".
وقتل "أبو سياف" أثناء مقاومته لمحاولة اعتقاله، وحاول الاقتراب من القوات، ولم يُعرف على الفور ما إذا كان يرتدي سترة ناسفة أم لا. واستطرد كارتر بقوله، "إن أبو سياف كان أحد المشاركين في قيادة العمليات العسكرية لتنظيم داعش، كما كان له دور في إدارة العمليات المالية للتنظيم، بالاضافة الى أن زوجته، التي تُلقب بـأم سياف، والتي اعتقلت خلال العملية وتم نقلها إلى العراق، كان لها دور هي الأخرى ضمن قيادة التنظيم".
من جانبها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تأكيدات مسؤول أميركي عسكري بأنه "إذا كان جرى القبض على أبو سياف حيا، كانت الخطة أن نستجوبه في العراق ومن ثم نرسله إلى الولايات المتحدة لمحاكمته".
كما نقلت الصحيفة تصريحا للمحلل والكاتب ديفيد تومسون صاحب كتاب "الجهاديون الفرنسيون" عبر البريد الالكتروني، أكد من خلاله أن "أبو سياف" حمل جنسية تونسية ووصل إلى العراق عام 2003 ليكون أول العناصر المتطرفين هناك". واستطرد تومسون، "لقبه أقرانه بالعراقي، ما أحدث ملابسة حول جنسيته".
ووفقا لوكالة "رويترز" للأنباء فإن الملقب بأبو سياف انتقل إلى العراق سنة 2003 وشارك في عمليات قتالية. وهو من سكان مدينة الموصل بمحافظة نينوي العراقية، حيث أوكل زعيم "داعش" البغدادي له مسؤولية جمع أموال النفط في سوريا، إضافة إلى الإشراف على إعدام الرهائن الغربيين في سوريا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.