رجحت دراسة أميركية، أجرتها إحدى وكالات الصحة الأميركية، مسؤولية أحد الفيروسات الغُدية عن حالات التهاب الكبد الغامضة التي أصابت الأطفال، مستبعدين في الوقت نفسه احتمالات تسبب فيروس «كوفيد - 19» في الإصابة بالالتهاب الذي أثار قلق الكثيرين حول العالم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 15 أبريل (نيسان) الماضي، ظهور حالات التهاب الكبد الغامضة لدى أطفال في بريطانيا وآيرلندا الشمالية، ليتبع ذلك ظهوره في عدد من الدول، ليكون إجمالي الدول التي سجلت ظهوره 11 بلداً، وفق إحصاء للمنظمة أواخر الشهر الماضي.
واتجهت الأنظار فور ظهور المرض إلى احتمالية أن يكون من تداعيات الإصابة بمرض «كوفيد - 19»، أو بسبب الإصابة بفيروسات التهاب الكبد الشائعة «إيه – بي – سي»، ولكن كشفت التحليلات الأولية أن القاسم المشترك بين الحالات المصابة، هو أن أغلبها مصاب بأحد الفيروسات الغُدية «أدينو فيروس 41»، ودعمت الدراسة الأميركية الجديدة لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الرأي الأخير، كما كشف بيان نشره موقعه الإلكتروني، أول من أمس.
والفيروس الغُدي من المسببات الشائعة للأمراض التي تسبب عادةً عدوى محدودة، وتنتشر من شخص إلى آخر، وتسبب في الغالب أمراض الجهاز التنفسي، ويمكن لبعض أنواعه مثل «أدينو فيروس 41» التسبب في التهاب المعدة والأمعاء لدى الأطفال، ولكن لا يُعرف عادةً بأنه يمكن أن يكون سبباً لالتهاب الكبد.
ويعتقد باحثو مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الذين أجروا الدراسة على تسعة أطفال من ولاية ألاباما، أُصيبوا مؤخراً بالتهاب الكبد، أن هذا العرض المَرضي الجديد مرشح للانضمام إلى قائمة الأعراض التي يمكن أن يسببها الفيروس الغُدي «أدينو فيروس 41».
وكان الأطفال التسعة الذين تراوحت أعمارهم بين سنة وست سنوات، وعانوا من التهاب الكبد الغامض، مصابين بالفيروس، وهم من بين نحو 170 حالة تم تسجيل إصابتها بالمرض في 11 دولة في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض في البيان: «في هذا الوقت، نعتقد أن الفيروس الغدي قد يكون سبب هذه الحالات المبلغ عنها، لكن لا تزال هناك عوامل بيئية وظرفية محتملة أخرى قيد التحقيق».
ووقعت حالات ألاباما التسع في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وفبراير (شباط) 2022، وثلاثة منهم أُصيبوا بفشل كبدي حاد، واثنان منهم بحاجة إلى زراعة كبد، وأوضح البيان أن «جميع المرضى تعافوا أو يتعافون، بمن في ذلك متلقي الزرع».
وقبل دخول المستشفى، عانى معظم الأطفال من القيء والإسهال، بينما عانى البعض من أعراض الجهاز التنفسي العلوي، وفي أثناء العلاج في المستشفى، كان معظمهم يعانون من اصفرار العين والجلد (اليرقان) وتضخم الكبد.
وفي الأسبوع الماضي، أصدر مركز السيطرة على الأمراض تنبيهاً صحياً لإخطار الأطباء وسلطات الصحة العامة بالبحث عن حالات مماثلة.
وتحقق ولاية ويسكونسن في أربع حالات، بمن في ذلك طفلان كانت لهما نتائج خطيرة، أحدهما احتاج إلى زرع كبد وحالة وفاة أخرى، كما تم الإبلاغ عن حالات في إلينوي وأماكن أخرى.
ويوصي مركز السيطرة على الأمراض، الآباء ومقدمي الرعاية باتباع إجراءات وقائية مثل نظافة اليدين، وتجنب الأشخاص المرضى، وتغطية السعال والعطس، وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم.
وتنتشر الفيروسات الغدية بشكل شائع عن طريق الاتصال الشخصي الوثيق وقطرات الجهاز التنفسي والأسطح، ويوجد أكثر من 50 نوعاً من الفيروسات الغدية، والتي تسبب الزكام بشكل شائع، ولكنّ بعضها يسبب الكثير من الأمراض الأخرى.
استبعاد مسؤولية «كوفيد - 19» عن التهابات كبد الأطفال الغامضة
دراسة أميركية رجحت أن سببها فيروس غُدي
استبعاد مسؤولية «كوفيد - 19» عن التهابات كبد الأطفال الغامضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة