استبعاد مسؤولية «كوفيد - 19» عن التهابات كبد الأطفال الغامضة

دراسة أميركية رجحت أن سببها فيروس غُدي

امرأة وأبنها خلال موعد لإجراء تجربة لقاح في كوماك بنيويورك 30 نوفمبر 2021 (أ.ب)
امرأة وأبنها خلال موعد لإجراء تجربة لقاح في كوماك بنيويورك 30 نوفمبر 2021 (أ.ب)
TT

استبعاد مسؤولية «كوفيد - 19» عن التهابات كبد الأطفال الغامضة

امرأة وأبنها خلال موعد لإجراء تجربة لقاح في كوماك بنيويورك 30 نوفمبر 2021 (أ.ب)
امرأة وأبنها خلال موعد لإجراء تجربة لقاح في كوماك بنيويورك 30 نوفمبر 2021 (أ.ب)

رجحت دراسة أميركية، أجرتها إحدى وكالات الصحة الأميركية، مسؤولية أحد الفيروسات الغُدية عن حالات التهاب الكبد الغامضة التي أصابت الأطفال، مستبعدين في الوقت نفسه احتمالات تسبب فيروس «كوفيد - 19» في الإصابة بالالتهاب الذي أثار قلق الكثيرين حول العالم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 15 أبريل (نيسان) الماضي، ظهور حالات التهاب الكبد الغامضة لدى أطفال في بريطانيا وآيرلندا الشمالية، ليتبع ذلك ظهوره في عدد من الدول، ليكون إجمالي الدول التي سجلت ظهوره 11 بلداً، وفق إحصاء للمنظمة أواخر الشهر الماضي.
واتجهت الأنظار فور ظهور المرض إلى احتمالية أن يكون من تداعيات الإصابة بمرض «كوفيد - 19»، أو بسبب الإصابة بفيروسات التهاب الكبد الشائعة «إيه – بي – سي»، ولكن كشفت التحليلات الأولية أن القاسم المشترك بين الحالات المصابة، هو أن أغلبها مصاب بأحد الفيروسات الغُدية «أدينو فيروس 41»، ودعمت الدراسة الأميركية الجديدة لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الرأي الأخير، كما كشف بيان نشره موقعه الإلكتروني، أول من أمس.
والفيروس الغُدي من المسببات الشائعة للأمراض التي تسبب عادةً عدوى محدودة، وتنتشر من شخص إلى آخر، وتسبب في الغالب أمراض الجهاز التنفسي، ويمكن لبعض أنواعه مثل «أدينو فيروس 41» التسبب في التهاب المعدة والأمعاء لدى الأطفال، ولكن لا يُعرف عادةً بأنه يمكن أن يكون سبباً لالتهاب الكبد.
ويعتقد باحثو مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الذين أجروا الدراسة على تسعة أطفال من ولاية ألاباما، أُصيبوا مؤخراً بالتهاب الكبد، أن هذا العرض المَرضي الجديد مرشح للانضمام إلى قائمة الأعراض التي يمكن أن يسببها الفيروس الغُدي «أدينو فيروس 41».
وكان الأطفال التسعة الذين تراوحت أعمارهم بين سنة وست سنوات، وعانوا من التهاب الكبد الغامض، مصابين بالفيروس، وهم من بين نحو 170 حالة تم تسجيل إصابتها بالمرض في 11 دولة في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض في البيان: «في هذا الوقت، نعتقد أن الفيروس الغدي قد يكون سبب هذه الحالات المبلغ عنها، لكن لا تزال هناك عوامل بيئية وظرفية محتملة أخرى قيد التحقيق».
ووقعت حالات ألاباما التسع في الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وفبراير (شباط) 2022، وثلاثة منهم أُصيبوا بفشل كبدي حاد، واثنان منهم بحاجة إلى زراعة كبد، وأوضح البيان أن «جميع المرضى تعافوا أو يتعافون، بمن في ذلك متلقي الزرع».
وقبل دخول المستشفى، عانى معظم الأطفال من القيء والإسهال، بينما عانى البعض من أعراض الجهاز التنفسي العلوي، وفي أثناء العلاج في المستشفى، كان معظمهم يعانون من اصفرار العين والجلد (اليرقان) وتضخم الكبد.
وفي الأسبوع الماضي، أصدر مركز السيطرة على الأمراض تنبيهاً صحياً لإخطار الأطباء وسلطات الصحة العامة بالبحث عن حالات مماثلة.
وتحقق ولاية ويسكونسن في أربع حالات، بمن في ذلك طفلان كانت لهما نتائج خطيرة، أحدهما احتاج إلى زرع كبد وحالة وفاة أخرى، كما تم الإبلاغ عن حالات في إلينوي وأماكن أخرى.
ويوصي مركز السيطرة على الأمراض، الآباء ومقدمي الرعاية باتباع إجراءات وقائية مثل نظافة اليدين، وتجنب الأشخاص المرضى، وتغطية السعال والعطس، وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم.
وتنتشر الفيروسات الغدية بشكل شائع عن طريق الاتصال الشخصي الوثيق وقطرات الجهاز التنفسي والأسطح، ويوجد أكثر من 50 نوعاً من الفيروسات الغدية، والتي تسبب الزكام بشكل شائع، ولكنّ بعضها يسبب الكثير من الأمراض الأخرى.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.