علاجات «كوفيد» لا تكفي للقضاء على الجائحة

غالبيتها تقلل من شدة الأعراض

عنبر عناية مركزة لمرضى «كورونا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
عنبر عناية مركزة لمرضى «كورونا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

علاجات «كوفيد» لا تكفي للقضاء على الجائحة

عنبر عناية مركزة لمرضى «كورونا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
عنبر عناية مركزة لمرضى «كورونا» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

بات العديد من وسائل العلاج الخاصة بـ«كوفيد» متوفراً لكن الفترات الزمنية الضيقة لتناولها وانعدام المساواة في الوصول إليها كما ضعف فعاليتها في مواجهة متحورات جديدة، تحد من قدرتها على القضاء على الوباء. تعمل العقاقير المضادة للفيروسات، التي تثبط قدرة الفيروس على التكاثر في خلايا الجسم، على علاج العدوى في مراحلها المبكرة، وتقلل من شدة الأعراض ومدتها.
الأسبوع الماضي أوصت منظمة الصحة العالمية «بشدة» بعقار «باكسلوفيد» المضاد للفيروسات من إنتاج شركة «فايزر» أمام عقارات منافسة مثل «مولنوبيرافير» من تصنيع «ميرك». استندت التوصية إلى تجارب جديدة أظهرت أن «باكسلوفيد» قلل من مخاطر دخول المستشفى بنسبة 85 في المائة، بينما أثبت مولنوبيرافير أنه أقل فعالية بشكل ملحوظ.
وحتى الصين التي رفضت اللقاحات الأجنبية، وافقت بشروط على «باكسلوفيد» في فبراير (شباط)، فيما تأمل شركة فايزر أن تنتج أكثر من 120 مليون جرعة هذا العام. وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع إنها ستضاعف عدد المراكز التي يمكن عبرها للأميركيين الحصول على العقار الذي سيخصص لمرضى معرضين للخطر. وتتناول نائبة الرئيس كامالا هاريس التي ثبتت إصابتها بـ«كوفيد» غداً الثلاثاء، عقار باكسلوفيد. ولكن حتى مع تعزيز وتيرة الإنتاج، لم يتم وصف العقار بكميات كبيرة في العديد من الدول.
وفي فرنسا حيث يعد «باكسلوفيد» مضاد الفيروسات الوحيد الذي نال موافقة السلطات، فإن 3500 علاج فقط أعطيت من بين 100 ألف علاج وزعت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. وقال مدير معهد الصحة العامة بجامعة جنيف أنطوان فلاهو إن علاجات كوفيد «أساسية» لإنقاذ أرواح وخفض الضغط على المستشفيات. وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن «هذه العقاقير الفعالة لم تُستخدم بشكل كاف، وهو ما تكشفه أعداد الوفيات التي لا تزال تسجل». أضاف: «لا تزال العقبة الرئيسية لوجيستية».
ويتعين بدء العلاج بـ«باكسلوفيد» بعد خمسة أيام من ظهور الأعراض، وهي فترة زمنية قصيرة يجب أن تسير فيها الأمور بشكل سلس. وقال فلاهو: «على الناس التفكير في إجراء فحص البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) في حال ظهور أعراض أو مخالطة شخص يعتقد أنه مصاب، وعلى الطبيب أن يصف الدواء المناسب، وعلى الصيدلية أن توفره خلال الفترة الزمنية القصيرة الضرورية». وينبغي عدم إعطاء مضادات الفيروسات لمرضى يتناولون أدوية أخرى لأنها يمكن أن تحد من امتصاص الجسم لها.
يمكن استخدام الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة، التي تستهدف الشوكة البروتينية لفيروس كورونا، إما كإجراء وقائي للأشخاص غير المحصنين المعرضين للخطر أو لمرضى في المستشفيات يحتاجون إلى دفعة من الأجسام المضادة. وثبت أنها تقلل من خطر الاستشفاء والوفاة بنسبة تصل إلى 80 في المائة، ولكن يجب أن تُعطى من طريق الحقن أو إدخالها في الوريد في المستشفى. وتشمل العلاجات الرئيسية بالأجسام المضادة عقار إيفوشلد من تصنيع أسترازينيكا ورونابريف من تصنيع روش، وكيسفودي من تصنيع غلاكسو سميث كلاين وفير.
غير أن تلك العلاجات تتطلب أيضاً مهلة زمنية قصيرة وتواجه صعوبة في مواكبة المتحورات الجديدة. وقال فلاهو إن «الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة التي كانت فعالة ضد المتحورة دلتا لم تعد فعالة ضد أوميكرون بي إيه.1 والأجسام المضادة التي ظلت فعالة ضد بي إي.1 لم تعد فعالة ضد (بي إيه.2). وقال: «من النادر في الطب أن تتطور المعرفة بمثل هذه الوتيرة»، مضيفاً أن ذلك يعقد وصف تلك الأدوية.
تخلت العديد من البلدان بشكل أساسي عن رونابريف بسبب فقدان الفعالية ضد «أوميكرون». والجمعة قالت السلطات الصحية الفرنسية إنها لن تسمح بعد الآن باستخدام العقار كسيفودي للمرضى المصابين بالمتحورة «بي إيه 2» بسبب فعالية الدواء «المنخفضة بشكل كبير» ضد المتحورة المتفرعة والمسؤولة عن الغالبية العظمى من الإصابات في البلاد.
في تلك الأثناء ضاعفت الولايات المتحدة الجرعة الموصى بها من إيفوشيلد للرد على ضعف فاعليتها. كما كانت الحال بالنسبة للقاحات المضادة لـ«كوفيد»، حظيت البلدان الغنية بفرص أكبر في الوصول إلى العلاجات، مقارنة بالدول الفقيرة. وأثار عدم المساواة هذا مرة أخرى نقاشاً حول رفع التنازل عن حقوق الملكية الفكرية، وهذه المرة مع إحراز مزيد من التقدم. العام الماضي وافقت شركتا «فايزر» و«ميرك» على السماح لبعض الشركات المصنعة لتركيبات الأدوية، بتصنيع أدوية أرخص ثمناً، بموجب برنامج تدعمه الأمم المتحدة.
ووقعت شركة «فايزر» اتفاقاً الشهر الماضي مع 35 شركة لتصنيع تركيبات الأدوية في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية لإرسال باكسلوفيد إلى 95 دولة. لكن منظمة الصحة العالمية دعت «فايزر» الأسبوع الماضي إلى بذل مزيد من الجهود قائلة إنها «قلقة للغاية»، من أنه فيما يتعلق بالعلاجات فإن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط «ستدفع مرة أخرى إلى أسفل قائمة الانتظار». كما دعت المنظمة شركة فايزر إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن الأسعار وسط تقارير عن أن تكلفة العلاج الكامل بعقار باكسلوفيد تصل إلى 530 دولاراً في الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»
TT

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

أكدت السلطات البريطانية جهوزية ترتيبات تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، غداً السبت.
وحاولت السلطات الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه بأنه مسلح، قرب قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي خلال الحفل.
وقال وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، إنّ الحفل الذي يتوّج 3 أيام من الاحتفالات، سيكون «من أهم العمليات الأمنية» التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أنّ «أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها، ومستعدة لمواجهتها، كما فعلت الشرطة ببراعة» مساء الثلاثاء.
وينتظر أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة.
وعلى مدى أسبوع سيُنشر 29 ألف رجل أمن، في حين ستستخدم الشرطة في وسط لندن تقنية التعرّف على الوجوه، وتلجأ لنشر القناصة على الأسطح. وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب أي مظاهرات سياسية مناهضة للمناسبة.
وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة.