في الوقت الذي يشهد المسجد الحرام في مكة المكرمة كثافة كبيرة من المعتمرين والمصلين، هذه الأيام، الذين يتوافدون إليه من كل فج عميق، تظهر جلياً الخدمات التي تقدمها الحكومة السعودية لراحة قاصدي بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم في أجواء تعبدية روحانية تحفها السكينة والخشوع والطمأنينة، منها خدمة النقل الترددي من وإلى الحرم المكي، الذي ساهم في وصول المعتمرين لوجهتهم بكل يسر وسهولة.
وينتظر أسطول من الحافلات الحديثة والمجهزة وفق أعلى المعايير، المعتمرين والقادمين لأداء الصلاة، في 9 مواقف ومحطات داخل مكة، و5 خارج المدينة المقدسة، لنقلهم إلى بيت الله الحرام، بكل يسر، عبر سلك طرق مختصرة بمسارات محددة تصل مباشرة إلى الحرم المكي، بينما يتم نقل المعتمرين القادمين من الخارج من وإلى الحرم المكي ومنها إلى مقرات سكنهم، فيما يفضل القاطنون بجوار الحرم التوجه سيراً على الأقدام.
ويصطف أكثر من 30 شاباً للترحيب بالقادمين من المعتمرين إلى الموقف الواقع بطريق جدة مكة السريع، الذي يطلق عليه «الشميسي»، قبل توجيههم للحافلات المجهزة بأحدث التقنيات وأعلى المعايير العالمية، للصعود إليها والتوجه إلى الحرم المكي.
يقول أحد الشباب العاملين في إحدى الشركات المشغلة للحافلات، إن عددهم في الموقف يتفاوت من موقف إلى آخر، مشيراً إلى تجاوزهم 90 شخصاً، حيث يعملون على مدار 3 فترات يومياً للتناوب لخدمة قاصدي الحرم المكي، مشيراً إلى أن مجرد مشاركتهم في خدمة ضيف الرحمن تعد شرفاً عظيماً بالنسبة لهم.
ويحرص الشباب القائمون على خدمة الضيوف على المشاركة في توزيع وجبات الإفطار التي يتم تأمينها للمعتمرين في عدد من المواقف المخصصة لاستقبالهم، تزامناً مع اقتراب وقت أذان المغرب.
وتسلك الحافلات المخصصة لنقل المعتمرين إلى الحرم المكي مسارات محددة، تسهم في اختصار الفترة الزمنية قبل الوصول للوجهة المقدسة عند الساحة الخارجية للحرم المكي، وسط انسيابية التدفقات البشرية الكبيرة التي يشهدها الحرم المكي خلال شهر رمضان المبارك.
يأتي ذلك في ظل التناغم والتكامل بين كافة قطاعات الدولة في السعودية لتقديم الخدمة، وهو ما يلمسه المعتمر لبيت الله الحرام في كافة جوانب العمل التنظيمي لموسم العمرة، حيث تتضافر جهود جميع الإدارات لتهيئة بيئة آمنة وميسرة مع تطويع التقنيات المتطورة في سبيل تقديم كل ما من شأنه أن يسهم في توفير الراحة لضيوف الرحمن لإتمام الشعيرة وسط أجواء روحانية وإيمانية.
وفي الوقت الذي ينشغل العديد من قاصدي بيت الله الحرام من المعتمرين والزوار من خارج المدينة المقدسة وداخلها حيال إيجاد موقف لمركبته الخاصة، في ظل الازدحام التي ستكون عليه العشر الأواخر من رمضان، لا سيما صلاة القيام، وكذلك صلاة التهجد، يجد أمامه المواقف مهيأة له بشكل مجاني، مع توفر الحافلات المجهزة بأحدث التقنيات بمبالغ رمزية لإيصاله لوجهته بكل يسر وسهولة.
وتتوزع المواقف الـ5 على مداخل العاصمة المقدسة لاستقبالهم، تتراص الحافلات داخل المواقف في مسار محدد، بجانب بعضها بعضاً في انتظار المعتمرين والمصلين قبل التوجه عبر مسارات محددة إلى الحرم المكي، وسط انسيابية دخول وخروج الحافلات من المواقف والمحطات.
بينما روعيت سلامة حركة المشاة بفصل ممراتهم عن حركة المركبات، في الوقت الذي انعكس تكامل أدوار الجهات المعنية لتذليل أي عقبات قد تنشأ وتسهيل دخول ضيوف الرحمن وخروجهم أثناء العمرة والصلوات.
- تشغيل مسار حافلات مكة للمرة الأولى عبر مسارين
في الوقت الذي شهد هذا العام تشغيل مسار حافلات مكة، وذلك عبر مسارين؛ الأول يبدأ من محطة القطار لخدمة القادمين من قطار الحرمين، والمسار الآخر من منطقة العزيزية باتجاه طريق الملك عبد العزيز.
وتشمل المواقف المخصصة عند مداخل العاصمة المقدسة كلاً من موقف الشميسي (انطلاقاً من طريق جدة مكة السريع وصولاً إلى محطة الأمير متعب)، وموقف النورية (انطلاقاً من موقف طريق المدينة المنورة وصولاً إلى محطة جرول)، وموقف الشرائع (انطلاقاً من طريق الطائف «السيل» وصولاً إلى محطة باب علي)، وموقف الطائف (انطلاقاً من مواقف طريق الطائف الهدا إلى محطة جبل الكعبة الشرقية)، وأخيراً موقف الليث (انطلاقاً من موقف طريق الليث وصولاً إلى مواقف الأمير متعب ومن ثم محطة جياد المصافي).
فيما تبلغ عدد المحطات والمواقف الداخلية التي يصل إليها المعتمرون بعد استخدامهم الحافلات في المواقف الخارجية قرابة 9 مواقف، منها موقف ومحطة الأمير متعب، وموقف ومحطة كدي والرصيفة والجمرات «كدانة» وربوه منى والزاهر والشهداء ومحطة شعب.
ويقول محمد سالم أحد موظفي القطاع الخاص المتقاعدين، والقادم لأداء العمرة، إن مشروع النقل الترددي أسهم بصورة كبيرة في تخفيف معاناة الكثير من العائلات والسيدات، وتسهيل وصولهن إلى المسجد الحرام مباشرة دون مشقة السير لمسافات طويلة لبلوغ الحرم المكي.
وأضاف: «دوماً أحرص على أداء العمرة في أوقات متفاوتة من العام، وأشاهد يوماً بعد آخر خدمات مضاعفة لخدمة ضيوف الرحمن، ومشروع النقل الترددي يأتي ضمن منظومة خدمات متكاملة مقدمة لقاصدي بيت الله الحرام، وأسال الله أن يوفق كلاً من أسهم في هذا المشروع».