الصومال يستعد لانتخاب رئيس جديد وسط ترحيب دولي

سعدية ياسين أول امرأة لمنصب نائب رئيس البرلمان

عدن محمد نور يتحدث عقب انتخابه رئيساً لمجلس النواب الصومالي في مقديشو الخميس (أ.ف.ب)
عدن محمد نور يتحدث عقب انتخابه رئيساً لمجلس النواب الصومالي في مقديشو الخميس (أ.ف.ب)
TT

الصومال يستعد لانتخاب رئيس جديد وسط ترحيب دولي

عدن محمد نور يتحدث عقب انتخابه رئيساً لمجلس النواب الصومالي في مقديشو الخميس (أ.ف.ب)
عدن محمد نور يتحدث عقب انتخابه رئيساً لمجلس النواب الصومالي في مقديشو الخميس (أ.ف.ب)

تمهيدا لاختيار رئيس جديد للصومال، انتخب المشرّعون الصوماليون عدن محمد نور رئيساً جديداً لهم، وسجّلت البرلمانية سعدية ياسين اسمها كأول امرأة في البلاد تتولى منصب نائب رئيس البرلمان، فيما أعلنت حركة الشباب المتطرفة مسؤوليتها عن مقتل جنديين بورونديين يعملان في القوات التابعة للاتحاد الأفريقي.
ونفى مساعدون للرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، انسحابه من خوض الانتخابات الرئاسية الجديدة للفوز بولاية ثانية. ونقلت وسائل إعلام محلية عن فريق حملته الانتخابية أنه لم يترك السباق الرئاسي، ونفوا إشاعات تداولت بالخصوص، بعد فوز المعارضة بقيادة مجلسي البرلمان. وانتُخب الشيخ نور، المعروف باسم مادوبي (66 عاما)، رئيسا لمجلس النواب بغالبية 163 من 252 صوتا بعد جولتين من التصويت، كخطوة مهمة نحو تشكيل الحكومة الجديدة الذي يجب أن يتم بحلول 17 مايو (أيار) المقبل حتى يستمر الصومال في تلقي دعم للميزانية من صندوق النقد الدولي. ومادوبي، الذي ترأس سابقا مجلس النواب بين عامي 2007 و2010، لا يُعرف بأنه متحالف مع أحد الغريمين على رأس السلطة في البلاد، فرماجو، ورئيس وزرائه حسين روبلي، اللذين توترت العلاقات بينهما في الأشهر الأخيرة.
كما شهدت الانتخابات سابقة تاريخية، بانتخاب النائبة سعدية ياسين سماتر كأول امرأة نائبة لرئيس مجلس النواب في تاريخ الصومال. وتعرف سعدية عضوة البرلمان من إقليم بونتلاند (شمال شرق)، كمنتقدة صريحة للحكومة الحالية. ورحّب بيان مشترك لشركاء الصومال الدوليين بالانتخابات التي اعتبرها «ناجحة» لشغل مناصب قيادية في مجلسي الشيوخ والشعب في هذه اللحظة الحاسمة للصومال. وبعدما اعتبر أن انتخاب القيادة النيابية «إنجاز كبير بعد التأخيرات والعقبات التي طال أمدها في اختيار أعضاء مجلس النواب»، حثّ البيان على الانتهاء من انتخاب الرئيس الآن على وجه السرعة وبطريقة سلمية ومصداقية، حتى يتمكن قادة الصومال المنتخبون من معالجة الأولويات الوطنية لصالح جميع مواطنيها. كما هنأت السفارة الأميركية في بيان مقتضب، القادة المنتخبين حديثا في برلمان الصومال، مشيرة إلى توليهم المسؤولية في «هذا الوقت الحرج»، وحثّت على الانتهاء السريع والسلمي والموثوق لانتخاب الرئيس، باعتباره الخطوة النهائية في العملية الانتخابية.
وأرسل فرماجو برسالة تهنئة إلى نور أشاد خلالها بشفافية سير العملية الانتخابية، معرباً عن أمله في أن «يقود البلاد إلى الاستقرار والأمن والوحدة والتنمية الشاملة». كما وجه روبلي رسالة تهنئة مماثلة إلى نور، علما بأنه كان قد طلب من جنود الاتحاد الأفريقي تولي مسؤولية حماية النواب أثناء اختيارهم قيادة البرلمان الجديدة، بعد تحذير مسؤولي الشرطة والمخابرات من التدخل في الانتخابات المتأخرة جدا.
وجرت عملية التصويت في خيمة نصبت في محيط مطار مقديشو الدولي الخاضع لإجراءات أمنية مشددة بعد تعرضه لهجمات عدة شنتها حركة الشباب الإرهابية التي تقود تمردا منذ أكثر من عشر سنوات. وعلى البرلمان أن يحدد موعدا للانتخابات الرئاسية التي سيشارك فيها أعضاؤه، علما بأنه بموجب النظام الانتخابي المعقّد في الصومال والذي شهد حتى الآن تأخيرا تجاوز العام عن موعد استكمال تجديد المؤسسات، تنتخب مجالس الولايات ومندوبو عدد كبير من العشائر أعضاء البرلمان الذين يعيّنون بدورهم الرئيس. في غضون ذلك، أعلنت حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة في بيان مسؤوليتها عن أول هجوم يستهدف قوات حفظ السلام الأفريقية بعد تغيير اسمها. وقالت مصادر ووسائل إعلام محلية إن جنديين على الأقل من جنود الاتحاد الأفريقي من بوروندي لقيا مصرعهما في انفجار بالقرب من بلدة جوهر في منطقة شبيلي الوسطى، على بعد حوالي 91 كيلومترا شمال العاصمة مقديشو. ومدّد مجلس الأمن الدولي بنهاية شهر مارس (آذار) الماضي، بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) حتى نهاية عام 2024، وأعاد تسميتها باسم البعثة الانتقالية في الصومال (أتميص).



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.