زيارة إردوغان امتداد للعلاقات الاستراتيجية السعودية ـ التركية

الأمير خالد الفيصل مستقبلاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (واس)
الأمير خالد الفيصل مستقبلاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (واس)
TT

زيارة إردوغان امتداد للعلاقات الاستراتيجية السعودية ـ التركية

الأمير خالد الفيصل مستقبلاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (واس)
الأمير خالد الفيصل مستقبلاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (واس)

في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد والغذاء، تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى السعودية أمس (الخميس)، في ظل العلاقات الشاملة الاستراتيجية بين البلدين، في حين ينظر إليها اقتصاديون ورجال أعمال، على أن الزيارة امتداد للعلاقات التجارية والاستثمارية والاقتصادية، فضلاً عن السياسية بين الرياض وأنقرة.
وتوقع الدكتور عبد الرحمن باعشن، رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية بجازان بالسعودية، أن تثمر زيارة الرئيس التركي للمملكة حزمة من التفاهمات الممكنة لاستعادة وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وصولاً إلى شراكات استراتيجية تستهدف استغلال الفرص والإمكانيات المتاحة التي تزخر بها المملكة وتركيا في المجالات المختلفة.
وتوقع باعشن، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تشهد العلاقات الاقتصادية السعودية التركية خلال الفترة المقبلة تطوراً مضطرداً، مع أهمية التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة في ظل ما توفره رؤية السعودية 2030 من مشاريع طموحة في مجالات عديدة، فضلاً عن برامج الخصخصة التي تطرحها المملكة خاصة في قطاعي الصحة والتعليم حيث تمتلك تركيا تجربة ثرة في هذين المجالين.
ولفت باعشن إلى أن نتائج زيارة إردوغان ستنعكس إيجاباً على العديد من الشركات التركية التي تعمل بالمملكة في مجال مشاريع البنى التحتية، إضافة لاستعادة وجود الشركات السعودية في السوق التركية في قطاعات المقاولات والاستثمارات المالية والمصرفية، وتعزيز تفاهم مؤسس مستقبلاً بين قطاعي الأعمال في البلدين.
وأوضح باعشن أن تركيا ستكسب المملكة كشريك اقتصادي مهم كونها تأتي ضمن أكبر ثمانية شركاء تجاريين لها على مستوى العالم، في ظل الفرص التي توفرها المشاريع التنموية التي تشهدها السعودية من خلال رؤية 2030، ما يتيح الفرصة للأتراك للاستفادة من متانة وقوة الاقتصاد السعودي وقدرته على استيعاب مزيد من الاستثمارات وتوفير الفرص، مبدياً رغبة بلاده في تعزيز الاستثمارات التركية في المملكة في شتى المجالات.
ورجح باعشن أن تعزز زيارة إردوغان للسعودية، قيادات فرص تسخير جميع الإمكانات الاستثمارية وتسهيل كل المعوقات للمستثمرين في كلتا الدولتين، مع استئناف مواصلة اجتماعات مجلس الأعمال المشترك وزيارات الوفود التجارية لمناقشة الفرص الاستثمارية والتجارية وطرح رؤى الجانبين حول مستقبل العلاقات الاقتصادية والمعوقات التي تواجه المستثمرين في كلا البلدين والعمل على تذليلها، والشروع في تأسيس تحالفات وشراكات مستدامة للاستفادة من المميزات والإمكانات المتوافرة لدى الدولتين، خاصة أن المملكة وتركيا تمثلان قوة في الساحة الاقتصادية الدولية.



الخليجيون يستذكرون البابا بوصفه رمزاً للتسامح والحوار

القداس الكبير الذي ترأسه البابا فرنسيس في استاد البحرين الوطني شارك فيه 28 ألف شخص يمثلون 111 جنسية (بنا)
القداس الكبير الذي ترأسه البابا فرنسيس في استاد البحرين الوطني شارك فيه 28 ألف شخص يمثلون 111 جنسية (بنا)
TT

الخليجيون يستذكرون البابا بوصفه رمزاً للتسامح والحوار

القداس الكبير الذي ترأسه البابا فرنسيس في استاد البحرين الوطني شارك فيه 28 ألف شخص يمثلون 111 جنسية (بنا)
القداس الكبير الذي ترأسه البابا فرنسيس في استاد البحرين الوطني شارك فيه 28 ألف شخص يمثلون 111 جنسية (بنا)

يستذكر الخليجيون رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي أعلنت اليوم وفاته عن عمر ناهز 88 عاماً، بوصفه رمزاً عالمياً للتسامح والحوار بين الحضارات.

ونظراً للمكانة الروحية للبابا وتأثيره في العالم، التقى الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، مرتين، الأولى في 28 مايو (أيار) 2023، وذلك في مقره السكني في «سانتا مارتا» في لقاءٍ استثنائي يعكس دور رابطة العالم الإسلامي في تعزيز أواصر الحوار الفاعل، والتفاهم الشفاف والأمثل، والتعاون الإيجابي بين أتباع الأديان والثقافات، حيث جرى خلال هذا اللقاء تبادلُ الأحاديث ووجهات النظر حول الموضوعات ذات الصلة بالقيم المشتركة وتشييد الجسور بين الحضارات، وكذا سُبل مواجهة نزعات التطرف الديني والفكري أياً كانت هوياتها وذرائعها، ومن ذلك كل أساليب الكراهية والعنصرية والتهميش والإقصاء.

وللهدف ذاته جاء اللقاء الثاني بين العيسى والبابا في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

الدكتور محمد العيسى خلال لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان 28 مايو 2023 (الشرق الأوسط)

زيارة تاريخية للخليج

لكنّ الحدث الأبرز خليجياً في العلاقة مع البابا الراحل، كان من خلال الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

في 3 فبراير (شباط) 2019 قام البابا فرنسيس، بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة ليصبح أول بابا يزور شبه الجزيرة العربية. وجاءت الزيارة بناء على دعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمشاركة في مؤتمر لحوار الأديان.

وترأس البابا خلال زيارته الإمارات قداساً في الخامس من فبراير بمدينة زايد الرياضية حضره قرابة 120 ألف شخص.

وبالنسبة للإمارات، فهي تحتضن أكثر من مليون مسيحي غالبيتهم من الكاثوليك، ويشكلون نحو تُسع السكان، ويتمتعون بالحياة الكريمة والاحترام والمساواة، في بلد أصبح مثالاً في التسامح والتعددية الثقافية.

وشهدت أبوظبي بناء أول كنيسة في الإمارات عام 1965، على قطعة أرض تبرعت بها الإمارة، وحملت اسم «سانت جوزيف الكاثوليكية». لكنّ أول قداس أقيم في أبوظبي ونظم كان عام 1958 في قصر الحصن، وفي إمارة دبي المجاورة بنيت أول كنيسة عام 1967، وحملت اسم «القديسة مريم». وهناك 45 كنيسة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.

الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين مرحباً بالبابا فرنسيس خلال زيارته التاريخية للبحرين في 4 نوفمبر 2022 (بنا)

البابا في البحرين

وخلال الفترة من 3 - 6 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 قام البابا الراحل بزيارة للبحرين، التقى خلالها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكبار المسؤولين في البلاد.

وجاءت زيارة بابا الفاتيكان استمراراً لسياسته المتعلقة بتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي بعد زيارة تاريخية للإمارات في 2019.

وألقى البابا كلمة أمام «منتدى حوار البحرين: الشرق والغرب للتعايش البشري»، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين، ومقره في دولة الإمارات، كما التقى مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، حيث كانا قد وقّعا وثيقة مشتركة بشأن التعايش بين الأديان خلال رحلة فرنسيس إلى الإمارات.

وترأس البابا خلال زيارته البحرين القداس الكبير بعنوان «من أجل العدل والسلام»، في استاد البحرين الوطني، وشارك في القداس رؤساء الكنائس المسيحية في البحرين والمنطقة، وأكثر من 28 ألف شخص يمثلون 111 جنسية، ووجه البابا كلمة أكد فيها على مبادئ السلام والمحبة للجميع.

جدير بالذكر أن البحرين تحتضن 18 كنيسة تمثل الطوائف كافة، وشهدت البحرين بناء أول كنيسة مسيحية عام 1906 وهي الكنيسة الإنجيلية الوطنية، التي تعد أقدم كنيسة في البحرين والخليج العربي، فيما شيدت أول كنيسة كاثوليكية في البحرين والخليج العربي عام 1939 وهي كنيسة «القلب المقدس»، وشهد عام 2021 افتتاح أكبر كنيسة كاثوليكية في المنطقة، وهي كنيسة «سيدة العرب»، التي حصلت على الأرض المقام عليها بمنحة من الملك حمد بن عيسى لتشييد الكاتدرائية عليها في منطقة عوالي ومساحتها 9000 متر مربع، وتتسع لأكثر من 2300 شخص، فيما تتسع الساحة الخارجية إلى أكثر 6000 شخص من الزوار والمصلين.

وجاءت آخر محطات زيارته التي استمرت أربعة أيام للبحرين في كنيسة «القلب المقدس» التي بنيت عام 1939 على أرض تبرع بها حاكم البلاد في ذلك الوقت.

ديوانية الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت (كونا)

المسيحيون في الكويت

تُعد الكويت الدولة الخليجية الثانية بعد البحرين التي يضم مجتمعها جزءاً مسيحياً يتشكل من 262 فرداً. وينحدر غالبية المسيحيين في كل من الكويت والبحرين من أصول تعود لجنوب شرقي تركيا ومن العراق وفلسطين.

وفي الثامن من يناير (كانون الثاني) 1999 تم ترسيم عمانويل غريب كاهناً وقساً راعياً للكنيسة الوطنية الإنجيلية في سابقة من نوعها ليصبح الخليجي الوحيد الذي يصل لذلك المركز.

وقام القس عمانويل بتأسيس ديوانية «الكنيسة الإنجيلية الوطنية» في الكويت لتبادل الحديث ومناقشة آخر التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وشيدت الكنيسة على أرض اشترتها البعثة الأميركية عام 1914 لبناء مستشفى للرجال.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن الحريات الدينية لعام 2014 وجود أكثر من 200 مسيحي كويتي موزعين على ثماني عائلات، بالإضافة إلى نحو 450 ألف مقيم مسيحي.