الشروع في طرح السدود لاستثمار القطاع الخاص في السعودية

«المياه والبيئة والزراعة» تطرح 4 مواقع لتطوير المناطق المحيطة وإنشاء أنشطة ترفيهية

السعودية تعمل على تنمية السدود واستثمار المناطق المحيطة بها ترفيهياً (الشرق الأوسط)
السعودية تعمل على تنمية السدود واستثمار المناطق المحيطة بها ترفيهياً (الشرق الأوسط)
TT

الشروع في طرح السدود لاستثمار القطاع الخاص في السعودية

السعودية تعمل على تنمية السدود واستثمار المناطق المحيطة بها ترفيهياً (الشرق الأوسط)
السعودية تعمل على تنمية السدود واستثمار المناطق المحيطة بها ترفيهياً (الشرق الأوسط)

كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، عن شروعها في مبادرة لفرص استثمارية، هي الأولى من نوعها، لطرح مشروعات سدود مياه إلى الاستثمار واستغلال المناطقة المحيطة بها في التطوير والأنشطة الترفيهية.
وأعلنت الوزارة، أمس، عن طرح 4 مشروعات سدود مياه بمنطقة عسير (جنوب المملكة) للاستثمار أمام شركات ومؤسسات القطاع الخاص، بهدف تطوير المناطق المحيطة بالسدود وحمايتها، ودعم الأنشطة الترفيهية، بالإضافة إلى المحافظة على مياه السدود.
وتسعى السعودية إلى استغلال كل الممكنات الطبيعية لتحقيق الأمن المائي وضمان توفير الممكنات اللازمة لدعم الموارد المائية للبلاد في إطار تطلعات أهداف «رؤية 2030» في وقت تعمل فيه على إطلاق طاقات المناطق لرفع مستوى النشاط الترفيهي والاستفادة من المميزات الجغرافية وكذلك دعم جودة الحياة.
وأوضحت الوزارة أن الفرص الاستثمارية الأربع في المنطقة تمثلت في طرح سد وادي الفيض الواقع شمال شرقي محافظة ظهران الجنوب، وتقدر مساحته الإجمالية بـ1.1 متر مربع، وسدين بمحافظة بلقرن، هما سد عياش بمساحة إجمالية تقدر بـ879.2 ألف متر مربع، وكذلك سد شيبانة بمساحة إجمالية تبلغ 2.9 مليون متر مربع، بالإضافة إلى سد بدوه بمحافظة النماص بمساحة إجمالية 1.9 مليون متر مربع.
وأقرت المملكة، عبر مجلس الوزراء، في مارس (آذار) الماضي إسناد مهام إنشاء وتشغيل وصيانة وإعمار محطات تنقية مياه السدود والمياه الجوفية التي تزيد سعات إنتاجها اليومية على 5 آلاف متر مكعب، إلى المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. وقال محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبد الله العبد الكريم، أن قرار مجلس الوزراء سيعمل على تسخير كل قدرات «مؤسسة تحلية المياه» الفنية والهندسية والبحثية لتطوير النشاط وضمان موثوقية واستدامة الإمداد المائي في جميع مناطق المملكة.
وكشف العبد الكريم أن المؤسسة ستتولى حسب القرار إدارة وتشغيل وصيانة محطات التنقية المقامة على الآبار والسدود، في حين ستستمر مصادر المياه من الآبار والسدود تحت إدارة وإشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة، مشيراً إلى أنه سيتم توظيفها في مزيد من منظومات الإنتاج سواء الثابتة أو المتنقلة، بحيث تُراعي أفضل معايير الاستدامة، وترفع من معدل العمر الافتراضي، مع الاستمرار في استخدام تقنيات صديقة للبيئة، تُسهم في خفض استهلاك الطاقة وتحقيق تكلفة أقل في إنتاج المياه بأعلى جودة.
وشرعت السعودية في العمل على إجراءات دراسات لإنشاء ألف سد في جميع مناطق البلاد لتنضم إلى 564 سداً قائماً، تزيد سعتها التخزينية على 2.6 مليار متر مكعب من المياه.
وحسب النسخة العربية من التقرير العالمي لتنمية المياه، تهدف السعودية من وراء تبني مشروع السدود إلى أغراض متنوعة كتغذية الطبقات الحاملة للمياه وعمليات الري، والحد من الفيضانات، وسد جزء من حاجة الاستخدام الحضري، إذ أُقيمت على بعض السدود محطات تنقية بلغ عدد المنفَّذ منها والتي في طور التنفيذ 46 محطة، بطاقة إنتاجية تبلغ 749 ألف متر مكعب يومياً، يُستفاد منها في إمدادات مياه الشرب في عدد من مناطق المملكة.
وأكد التقرير قيمة المياه خصوصاً للدول ذات البيئات القاحلة التي تعاني من شح المياه والعجز المائي، مبيناً أن المملكة تعد واحدة من أكثر المناطق جفافاً وندرة في موارد المياه في العالم، كما تفتقر إلى وجود أنهار دائمة الجريان، ومعظم المياه المستخدمة تأتي من مياه جوفية غير متجددة من خلال العمليات الأحفورية.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، ميزانية عام 2025 بإيرادات متوقعة عند 1.184 تريليون ريال.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
TT

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني» لأنها تمنع الإنفاق الضروري على الدفاع وغيرها من الأولويات.

وأضاف المرشح عن حزب «الخضر» لمنصب المستشار في مؤتمر صناعي في برلين يوم الثلاثاء: «هذه القواعد لا تتناسب مع متطلبات العصر»، وفق «رويترز».

وأشار هابيك إلى أن الحكومة الائتلافية تفاوضت بشكل غير صحيح على إصلاحات القواعد الأوروبية، دون أن يذكر كريستيان ليندنر، وزير المالية السابق المسؤول عن تلك المفاوضات.

وأدى نزاع حول الإنفاق إلى انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما قام المستشار أولاف شولتز بإقالة ليندنر، المعروف بتوجهاته المتشددة في مجال المالية العامة، ما فتح الباب لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وفي إشارة إلى مطالبات بإعفاء الإنفاق الدفاعي من القيود المفروضة على الاقتراض بموجب الدستور، قال هابيك: «لا يمكننا التوقف عند مكابح الديون الألمانية». وأضاف أن ألمانيا قد تضطر إلى تحقيق مزيد من المدخرات في موازنتها لعام 2025 للامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي المالية، حتى إذا التزمت بالحد الأقصى للاقتراض بنسبة 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كما ينص دستور البلاد.

وبعد أشهر من النقاشات، وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2023 على مراجعة قواعده المالية. وتمنح القواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) الدول أربع سنوات لترتيب شؤونها المالية قبل أن تواجه عقوبات قد تشمل غرامات أو فقدان التمويل الأوروبي. وإذا اقترن مسار خفض الديون بإصلاحات هيكلية، يمكن تمديد المهلة إلى سبع سنوات.

وأشار هابيك إلى أن القواعد الجديدة قد تسمح بزيادة الاقتراض إذا أسهم ذلك في زيادة النمو المحتمل.

وردّاً على انتقادات هابيك، قال ليندنر إن الدول الأوروبية بحاجة إلى الالتزام بحدود إنفاقها، مشيراً إلى «قلقه الشديد» بشأن مستويات الديون المرتفعة في فرنسا وإيطاليا. وأضاف ليندنر لـ«رويترز»: «الوزير هابيك يلعب باستقرار عملتنا». وأكد قائلاً: «إذا شككت ألمانيا في قواعد الاتحاد الأوروبي المالية التي تفاوضت عليها بشق الأنفس أو خالفتها، فإن هناك خطراً في انفجار السد».