منذ بدء الحرب... فرار نحو 5.4 مليون شخص من أوكرانيا

لاجئة أوكرانية تحمل طفلها بعد عبور الحدود مع بولندا (أ.ف.ب)
لاجئة أوكرانية تحمل طفلها بعد عبور الحدود مع بولندا (أ.ف.ب)
TT

منذ بدء الحرب... فرار نحو 5.4 مليون شخص من أوكرانيا

لاجئة أوكرانية تحمل طفلها بعد عبور الحدود مع بولندا (أ.ف.ب)
لاجئة أوكرانية تحمل طفلها بعد عبور الحدود مع بولندا (أ.ف.ب)

فر نحو 5.4 ملايين أوكراني من بلدهم منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، وفق تعداد نشرته اليوم (الخميس) مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتراجعت الوتيرة بشكل ملحوظ منذ مارس (آذار) إلا أن الأمم المتحدة تتوقع أن يزيد عددهم بنحو ثلاثة ملايين بحلول نهاية السنة الحالية.
وحسب المفوضية، بلغ عدد الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم منذ بدأ الغزو الروسي، 5 ملايين و372 ألفاً و854 شخصاً، بزيادة قدرها 55 ألفاً و635 شخصاً مقارنةً بالحصيلة المعلنة أمس (الأربعاء).
وتشكل النساء والأطفال 90% من هؤلاء اللاجئين، إذ يُمنع على الرجال بين سن الثامنة عشرة والستين مغادرة البلاد بسبب إمكانية استدعائهم للخدمة.
وأجبرت المعارك نحو ثلثي الأطفال الأوكرانيين على ترك منازلهم، باحتساب أولئك الذين لا يزالون في أوكرانيا.
وتقدّر الأمم المتحدة عدد النازحين داخل أوكرانيا بأكثر من 7.7 ملايين.

قبل هذا النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا يبلغ أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم (جنوب) التي ضمّتها روسيا في عام 2014 -ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
عبر نحو 60% من اللاجئين الأوكرانيين، أي مليونان و968 ألفاً و716 شخصاً إلى بولندا، ويكمل عدد كبير منهم طريقه إلى دول أوروبية أخرى.
وأعلن حرس الحدود البولنديون اليوم وصول ما مجموعه ثلاثة ملايين شخص من أوكرانيا.

في موازاة ذلك، عبّر أكثر من 904 آلاف شخص الحدود البولندية إلى أوكرانيا، غالبيتهم من الأوكرانيين الراغبين بالالتحاق بالجيش ومن السكان العائدين إلى ديارهم، وفق ما أعلن حرس الحدود البولنديون.
وقبل الأزمة، كانت بولندا تستقبل نحو 1.5 مليون أوكراني جاء معظمهم للعمل.
حتى 27 أبريل (نيسان)، غادر ما مجموعه 801 آلاف و453 أوكرانياً بلادهم ودخلوا إلى رومانيا، ووصل جزء كبير منهم عبر مولدافيا ثم تابعوا رحلتهم إلى بلدان أخرى.
بلغ عدد من لجأوا إلى روسيا 641 ألفاً و752 شخصاً حتى 27 أبريل.

وذكرت مفوضية اللاجئين أيضاً أن بين 18 و23 فبراير، عبر 105 آلاف شخص من الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك ولوغانسك (شرق أوكرانيا) إلى روسيا.
منذ بدء النزاع وبحلول 24 أبريل استقبلت المجر 507 آلاف و849 أوكرانياً.
استقبلت مولدافيا، الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة وهي من الأفقر في أوروبا ولكن الأقرب إلى ميناء أوديسا الأوكراني، 439 ألفاً و290 لاجئ، وفقاً لإحصاءات مفوضية اللاجئين.
وغالبية هؤلاء انتقلوا إلى دول أوروبية أخرى.
دخل 363 ألفاً و940 أوكرانياً إلى سلوفاكيا، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، منذ بداية الحرب وحتى 26 أبريل.
استقبلت بيلاروسيا، حليفة روسيا، 24 ألفاً و857 أوكرانياً، حتى 27 أبريل.
توضح مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنه بالنسبة إلى البلدان المتاخمة لأوكرانيا والتي تعد جزءاً من منطقة شنغن (المجر وبولندا وسلوفاكيا)، فإن الأرقام التي قدمتها المفوضية السامية هي لأشخاص عبروا الحدود ودخلوا البلاد.
وتقدر المفوضية أن «عدداً كبيراً من الناس واصلوا طريقهم إلى دول أخرى».
إلى ذلك، تشير إلى أنها لا تحتسب الأشخاص من البلدان المجاورة الذين يغادرون أوكرانيا للعودة إلى ديارهم.
https://twitter.com/Refugees/status/1516777211507843072?s=20&t=BXPQHBw10b7ESgWbI-_wyA


مقالات ذات صلة

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

أوروبا لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ نهج أوروبي مشترك بشأن العودة المحتملة للاجئين السوريين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوريون في برلين يحتفلون بسقوط الأسد (رويترز)

ألمانيا تبدأ مراجعة سياساتها الخارجية والداخلية حول سوريا واللاجئين

بدأت ألمانيا تراجع سياساتها الخارجية والداخلية فيما يتعلق بسوريا والسوريين الذين وصلوا لاجئين إليها فور سقوط نظام الأسد، والحكومة تنتظر «أفعال هيئة التحرير».

راغدة بهنام (برلين)
المشرق العربي زحام للسوريين أمام بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) انتظاراً لدخول بلادهم (إعلام تركي)

تركيا تدعو لمصالحة وطنية وتؤكد دعمها «سوريا الجديدة»

في حين يتدفق مئات السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا للعودة إلى بلادهم أكدت أنقرة أنها ستعمل على ضمان عودتهم بأمان وعلى إعادة إعمار سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.