الأرباح تدعم الأسواق... والمخاوف مستمرة

رجل يمر أمام لوحة تظهر سوق الأسهم اليابانية في طوكيو (إ.ب.أ)
رجل يمر أمام لوحة تظهر سوق الأسهم اليابانية في طوكيو (إ.ب.أ)
TT

الأرباح تدعم الأسواق... والمخاوف مستمرة

رجل يمر أمام لوحة تظهر سوق الأسهم اليابانية في طوكيو (إ.ب.أ)
رجل يمر أمام لوحة تظهر سوق الأسهم اليابانية في طوكيو (إ.ب.أ)

تنفست الأسهم الأوروبية الصعداء الثلاثاء إذ دعمت أرباح شركات، مثل يو بي إس وميرسك، المعنويات بعد عمليات بيع للأسهم في الجلسة السابقة مدفوعة بمخاوف إزاء النمو العالمي.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 في المائة بعد انخفاضه بنحو اثنين في المائة يوم الاثنين بسبب مخاوف حيال التباطؤ الاقتصادي في الصين والرفع السريع لأسعار الفائدة الأميركية. وكانت أسهم قطاعي التعدين والنفط من بين أكبر الرابحين بعد انخفاضها الاثنين. وصعد سهم يو بي إس 0.2 في المائة بعد الإعلان عن أفضل أرباح صافية للربع الأول منذ 15 عاما. وقفز سهم مجموعة ميرسك للشحن 5.8 في المائة بعد رفع توقعات الشركة للعام بأكمله بعد أن جاءت أرباح التشغيل للربع الأول أعلى من التوقعات السابقة، مدفوعة بمعدلات شحن الحاويات المرتفعة.
وانخفض سهم إتش إس بي سي 1.9 في المائة بعد أن حذر أكبر بنك في أوروبا من أن المزيد من عمليات إعادة شراء الأسهم غير مرجحة هذا العام بسبب ارتفاع التضخم والضعف الاقتصادي، حتى مع انخفاض الأرباح في الربع الأول بأقل من المتوقع.
كما أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع مقتفية أثر مكاسب وول ستريت الليلة الماضية، لكن المخاوف حيال تأثير الإغلاقات بالصين لمكافحة (كوفيد - 19) على الشركات المحلية كبح ارتفاعها.
وارتفع المؤشر نيكي 0.41 في المائة ليغلق عند 26700.11 نقطة. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.11 في المائة إلى 1878.51 نقطة بعد تراجعه لفترة وجيزة في وقت سابق من الجلسة.
وقال تومويشيرو كوبوتا كبير محللي السوق في ماتسوي للأوراق المالية: «يتوخى المستثمرون الحذر بشأن تأثير التباطؤ الاقتصادي المحتمل في الصين على الشركات اليابانية، إذ يحتمل الآن إغلاق بكين». وأضاف «ارتفعت السوق بفضل المكاسب في وول ستريت وهبوط عوائد سندات الخزانة الأميركية». ورغم النشاط، ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء، حيث سعى المستثمرون إلى الأصول الآمنة وسط مخاوف إزاء النمو العالمي وارتفاع التضخم، إلا أن الرهانات على زيادات شديدة لأسعار الفائدة الأميركية أبقت المعدن الأصفر بالقرب من أدنى مستوياته في أربعة أسابيع الذي سجله في الجلسة السابقة.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1903.70 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 09:53 بتوقيت غرينيتش. ولامست الأسعار 1890.20 دولار الاثنين، وهو أدنى مستوى منذ 29 مارس (آذار). وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المائة إلى 1904.40 دولار للأوقية.
ومع توقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في كل من اجتماعيه المقبلين، ساد قلق في الأسواق من احتمال أن تعرقل الوتيرة السريعة للتشديد تعافي الاقتصاد العالمي. كما تأثرت الأسواق بالتداعيات الاقتصادية لإغلاقات الصين لمواجهة (كوفيد - 19).


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قالت منظمة التجارة العالمية، في بيان، إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص، يوم الجمعة، مما يعني أن ولايتها الثانية ستتزامن مع ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وتتوقع مصادر تجارية أن يكون الطريق أمام المنظمة، التي يبلغ عمرها 30 عاماً، مليئاً بالتحديات، ومن المرجح أن يتسم بالحروب التجارية، إذ هدد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع من المكسيك وكندا والصين.

وتحظى أوكونجو - إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي صنعت التاريخ في عام 2021 عندما أصبحت أول امرأة وأول أفريقية تتولى منصب المدير العام للمنظمة، بدعم واسع النطاق بين أعضاء منظمة التجارة العالمية. وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستترشح مرة أخرى، بهدف استكمال «الأعمال غير المكتملة».

ولم يترشح أي مرشح آخر أمام أوكونجو - إيويالا. وقالت مصادر تجارية إن الاجتماع أوجد وسيلة لتسريع عملية تعيينها لتجنب أي خطر من عرقلتها من قبل ترمب، الذي انتقد فريق عمله وحلفاؤه كلاً من أوكونجو - إيويالا ومنظمة التجارة العالمية خلال الفترات الماضية. وفي عام 2020، قدمت إدارة ترمب دعمها لمرشح منافس، وسعت إلى منع ولايتها الأولى. ولم تحصل أوكونجو - إيويالا على دعم الولايات المتحدة إلا عندما خلف الرئيس جو بايدن، ترمب، في البيت الأبيض.

وفي غضون ذلك، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات». وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنّ من أول إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات... وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية في مؤتمرها الصحافي اليومي الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة. وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل، وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده» ترمب، معربة عن اعتقادها بأن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، إذ يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين. وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي جينبينغ، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة. وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».