بريطانيا: الفيروسات الغدية قد تكون وراء التهاب الكبد الغامض لدى الأطفال

حالات التهاب الكبد تأتي مع تصاعد انتشار الفيروس الغدي في الأشهر الأخيرة (أرشيفية - رويترز)
حالات التهاب الكبد تأتي مع تصاعد انتشار الفيروس الغدي في الأشهر الأخيرة (أرشيفية - رويترز)
TT

بريطانيا: الفيروسات الغدية قد تكون وراء التهاب الكبد الغامض لدى الأطفال

حالات التهاب الكبد تأتي مع تصاعد انتشار الفيروس الغدي في الأشهر الأخيرة (أرشيفية - رويترز)
حالات التهاب الكبد تأتي مع تصاعد انتشار الفيروس الغدي في الأشهر الأخيرة (أرشيفية - رويترز)

أصدر مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة تفاصيل جديدة في تحقيقهم المستمر المرتبط بسلسلة غير عادية من حالات التهاب الكبد الغامضة لدى بعض الأطفال. وأعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية أمس (الاثنين) أن التقرير الجديد يساعد في تفسير سبب تركيزهم على رابط محتمل بين هذا الالتهاب وعائلة الفيروسات الغدية، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
منذ بداية العام، تم التعرف على ما لا يقل عن 111 طفلاً في المملكة المتحدة مصابين بالتهاب الكبد الحاد الذي لا يبدو أنه ناتج عن مجموعة فيروسات التهاب الكبد التي تكون عادةً السبب الأكثر احتمالاً. تم الإعلان عن الكثير من الحالات في الولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.
ما يقرب من ثلاثة أرباع الأطفال البالغ عددهم 53 الذين خضعوا لاختبار للكشف عن الفيروس الغدي في المملكة المتحدة عادت نتائجهم إيجابية. من ناحية أخرى، تم العثور على الفيروس المسبب لـ«كورونا» في سدس الأطفال الذين تم اختبارهم فقط -بما يتماشى مع مستويات الانتقال في المجتمع.
https://twitter.com/UKHSA/status/1518883645657952257?s=20&t=lCMitl7jQu9RDLCnjZzVMg
وتشكل الفيروسات الغدية عائلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تنتشر من شخص لآخر، وتسبب مجموعة من الأمراض بما في ذلك نزلات البرد والتهاب الأمعاء. نادراً ما يتم الإبلاغ عنها كسبب لالتهاب الكبد الحاد لدى الأشخاص الأصحاء.
لكن حالات التهاب الكبد هذه تأتي مع تصاعد انتشار الفيروس الغدي في الأشهر الأخيرة، جنباً إلى جنب مع الفيروسات الشائعة الأخرى التي زادت مع نهاية إجراءات وسلوكيات الوقاية من «كورونا».
بعد الانخفاض بشكل كبير خلال الوباء، عادت حالات الإصابة بالفيروسات الغدية الموثقة إلى الارتفاع وأصبحت الآن في مستويات أعلى مما شهدته المملكة المتحدة قبل وباء «كورونا».
https://twitter.com/UKHSA/status/1518883653245448194?s=20&t=lCMitl7jQu9RDLCnjZzVMg
على الرغم من أن التحقيقات تدور حول الفيروس الغدي، إلا أنه لا يزال من غير الواضح كيف يمكن أن يسبب التهاب الكبد. يقول الخبراء إن الفيروس قد يكون مجرد عامل واحد يؤدي إلى هذه الحالات عندما يحدث جنباً إلى جنب مع شيء آخر.
قالت وكالة الصحة البريطانية في بيانها التقني أمس: «قد يكون هناك عامل مساعد يؤدي إلى تسبب فيروس غدي طبيعي بإنتاج أعراض إكلينيكية أكثر حدة عند الأطفال الصغار... مثل زيادة القابلية للإصابة بسبب انخفاض التعرض في أثناء الوباء أو إصابة سابقة بـ(كورونا) أو عدوى أخرى، أو سموم لم يتم اكتشافها بعد. وبدلاً من ذلك، قد يكون هناك ظهور سلالة جديدة من الفيروسات الغدية ذات الخصائص المتغيرة».
وأشار الخبراء إلى أنه قد يكون هناك احتمال آخر يظهر مع الوقت. قد يكون الأطفال الذين أُصيبوا عادةً بأعراض طفيفة عندما كانوا صغاراً يعانون من ردود أفعال أكثر حدة للفيروسات الآن بعد أن أصبحوا أكبر سناً.
ويركز علماء المملكة المتحدة على نوع معين من الفيروسات الغدية بسبب بيانات عينات الدم، لكنهم سيحتاجون إلى النظر إلى تركيبته الجينية قبل تأكيده.
ووفقاً لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، فإن الحالات كانت في الغالب لأطفال أقل من 5 سنوات، بمتوسط عمر 3 سنوات، ولا يتم التحقيق إلا في «عدد صغير من الأطفال فوق سن العاشرة». تعافى العشرات ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات في المملكة المتحدة، لكنّ 10 أطفال احتاجوا إلى عمليات زرع كبد.
قالت منظمة الصحة العالمية، يوم السبت، إنه تم تحديد 169 حالة على الأقل من حالات التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال في 11 دولة، بما في ذلك 17 عملية زرع كبد على الأقل ووفاة واحدة.


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.