«إثراء» يوقع مذكرة تفاهم مع «دار الفنون الإسلامية» لإطلاق «معرض الهجرة»

يوثق لأكبر حدث كان له دور مؤثر في تغيير مجرى التاريخ الإسلامي

«مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)»... (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)»... (الشرق الأوسط)
TT

«إثراء» يوقع مذكرة تفاهم مع «دار الفنون الإسلامية» لإطلاق «معرض الهجرة»

«مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)»... (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)»... (الشرق الأوسط)

وقع «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)» مذكرة تفاهم مع «متحف دار الفنون الإسلامية» بجدة، بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الطرفين والعمل على تطويره من جوانب عدة تتناول الحضاري والفني والثقافي، وذلك بمقر المركز في الظهران.
وترتكز المذكرة التي وقعها مدير «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)»، المهندس عبد الله الراشد، وعن «متحف دار الفنون الإسلامية» بجدة المهندس أنس صيرفي، على تبادل مجموعة من القطع والمخطوطات والمقتنيات ذات الارتباط بالحدث الأهم في التاريخ الإسلامي، تمهيداً لإطلاق معرض «الهجرة: على خُطى الرسول صلى الله عليه وسلم».
وأبان المهندس الراشد أن المذكرة تأتي في إطار تعزيز العلاقات والروابط الثقافية ولجلب أفضل مجموعات الفن الإسلامي إلى «إثراء»، عبر إعارة العديد من القطع المهمة لمعرض «الهجرة: على خُطى الرسول صلى الله عليه وسلم»، بما في ذلك العديد من المنسوجات والمقتنيات التي تعود لحقب تاريخية مهمة من المدينة المنورة تهدف إلى إثراء تجربة الزائر.
بدوره؛ أكد المهندس صيرفي، أن معرض «الهجرة» يُوثق لأكبر حدث كان له دور مؤثر في تغيير مجرى التاريخ الإسلامي، بالإضافة إلى أنه أسس لحضارة امتدت على مدى 1400 عام.
يُذكر أن «متحف دار الفنون الإسلامية» بجدة، يُعد المتحف الأول من نوعه في السعودية، بوصفه متحفاً مختصاً في الفن الإسلامي، ويضم مجموعة من المقتنيات والأعمال الفنية التي تختزل الزمن وتمثل مدارس عدة لحقب مختلفة من فنون الحضارة الإسلامية ذات القيمة التاريخية والثقافية.



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».