في الوقت الذي يقدر فيه رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وجود «احتمال كبير» لأن يعلن عضو كنيست آخر في صفوف الائتلاف انشقاقه عن الائتلاف الحكومي خلال الأيام القريبة، أعلن حليفه رئيس كتلة «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، أن «بياناً سوف يصدر في غضون أسبوع، سيزلزل الائتلاف ويجعل قادته يفقدون التوازن الحالي لديهم في الكنيست».
وقال سموترتش، وهو أحد غلاة التطرف في السياسة الإسرائيلية، الذي أدى دوراً حاسماً في انشقاق عضو الكنيست عن حزب «يمينا»، عيديت سيلمان، إن هناك أكثر من مرشح للانشقاق القريب عن الائتلاف الحكومي. وسيهبط هذا الائتلاف من 60 نائباً حالياً إلى 59 وربما 58 نائباً من مجموع 120.
وأكدت صحيفة اليمين المقربة من نتنياهو «يسرائيل هيوم»، أمس الأحد، أن المعارضة، خصوصاً حزب «الليكود»، تمارس ضغوطاً كبيرة على أعضاء كنيست من حزبي اليمين في الائتلاف، «يمينا» و«تيكفا حداشا»، لكي ينشقوا عن الائتلاف، بهدف تسريع إسقاط الحكومة برئاسة نفتالي بنيت. وخلال محادثات مع مقربين منه، أعرب نتنياهو عن التفاؤل الكبير لنجاح خطته.
وحال صدور تقديرات نتنياهو وسموترتش، بدأت عملية تكهن حول المرشحين للانشقاق، أولهم نير أوروباخ، من حزب «يمينا»، وهو معروف كرجل متدين يتعرض لضغوط شديدة تشبه الضغوط التي تعرضت لها سيلمان قبل انشقاقها، إذ يرابط مجموعة من نشطاء اليمين أمام بيته طيلة الأسبوع ويسمعونه شعارات وشتائم لاذعة. وخلال عيد الفصح العبري، الأسبوع الأخير، توفي والداه، الأب والأم معاً، بشكل مفاجئ. وهناك من يرسل له رسائل لئيمة تقول فيها إن وفاة الوالدين هي إشعار من الله تعالى بأنه غاضب عليه بسبب دعمه لحكومة تستند إلى «الحركة الإسلامية».
وهناك من يرشح نائباً آخر من «يمينا»، هو أبير كارا. لكن هناك من يشير إلى وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، وهي شريكة نفتالي بنيت في تأسيس وقيادة حزب «يمينا». والسبب في وضعها ضمن المرشحين للانشقاق عن الحكومة، أنها شاركت، مساء السبت، في احتفالات «الميمونة» التي يقيمها اليهود الشرقيون بعد انتهاء عيد الفصح. فقد حضرت شاكيد احتفالين في ليلة واحدة؛ الأول مع بنيت، والثاني مع رئيس لجنة العاملين في الصناعات الجوية، يائير كاتس، نجل أحد وزراء «الليكود» السابقين، الذي حضره عدد كبير من زعماء حزب «الليكود». واستقبلت شاكيد بحفاوة بالغة في هذا الاحتفال، أملاً بتشجيعها على الانشقاق عن الائتلاف. وعقب نتنياهو على مشاركة شاكيد في معقل «الليكود»، قائلاً إنه «يوجد في العيد هذه السنة مؤشر أمل. وأنا أسير في الشوارع وألتقي أشخاصاً مفعمين بالأمل، مع ابتسامة. وفي السنة الأخيرة لم تكن لديهم هذه الابتسامة. وأحاطت بنا حشود أنشدت وصرخت (عُد) (إلى رئاسة الحكومة). وهذا يملأني بالأمل حيال المستقبل. إننا عائدون».
لكن مصدراً مقرباً من بنيت حاول تطمين شركائه في الائتلاف، بأن تفاؤل نتنياهو يبدو متسرعاً وسابقاً لأوانه. ولم يستبعد انسحاب أحد نواب «القائمة الموحدة للحركة الإسلامية» والانشقاق عن الائتلاف، حيث يوجد نائبان غاضبان على سياسة الحكومة منح قوات الأمن مطلق الحرية لاقتحام المسجد الأقصى، وقد هددا صراحة بالانشقاق، كتعبير عن الاحتجاج.
المعروف أن فقدان الائتلاف الحكومي لأكثريته البرلمانية، لا يكفي لسقوط الحكومة. فحسب القانون الجديد، الذي تم تمريره في زمن حكومة نتنياهو، لم يعد ممكناً إسقاط حكومة بمجرد قرار الأكثرية البرلمانية نزع الثقة عنها. عليها أن توفر أولاً 61 نائباً يؤيدون نزع الثقة، يعلنون عن تشكيل ائتلاف حكومي بديل ويحددون بالاسم رئيس حكومة يتمتع بتأييدهم. ولكن نتنياهو لا يتمتع بوجود أكثرية كهذه. ولديه اليوم ائتلاف يضم 54 نائباً فقط، هم نواب «الليكود» والحزبين الدينيين اليهوديين و«الصهيونية الدينية». أما «القائمة المشتركة للأحزاب العربية الوطنية» بقيادة النواب أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، فتقف في المعارضة وتؤيد سقوط حكومة بنيت وتتهمها بأنها أسوأ من حكومات نتنياهو، لكنها لا توافق على تأييد مشروع لحزب «الليكود» يطلب نزع الثقة عن الحكومة.
وفي هذه الحالة، ستبقى حكومة بنيت في الحكم، كحكومة أقلية، وتكون في هذه الحالة ضعيفة وعاجزة عن تمرير العديد من القوانين التي ترغب بها. وستضطر إلى خوض معارك برلمانية منهكة. ولكنها لا تسقط إلا إذا توفرت أكثرية لإجراء انتخابات مبكرة.
اليمين يبشر بزلزال قريب في السياسة الإسرائيلية
اليمين يبشر بزلزال قريب في السياسة الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة