الذكاء الصناعي ينتهك أداء الممثلين في بريطانيا

الذكاء الصناعي يشكل تهديداً لفرص العمل (أ.ب)
الذكاء الصناعي يشكل تهديداً لفرص العمل (أ.ب)
TT

الذكاء الصناعي ينتهك أداء الممثلين في بريطانيا

الذكاء الصناعي يشكل تهديداً لفرص العمل (أ.ب)
الذكاء الصناعي يشكل تهديداً لفرص العمل (أ.ب)

يُطلق صندوق اتحاد الفنون التمثيلية في المملكة المتحدة حملة بشأن حقوق الممثلين إزاء الذكاء الصناعي. على أمل إقناع الحكومة بسن قوانين من شأنها منع الشركات من استخدام توليف أداء الذكاء الصناعي، اعتماداً على أصوات الممثلين والتماثل بهم، من دون الحصول على إذن منهم لذلك.
ووفقاً لقانون المملكة المتحدة حالياً، فإن حقوق الممثلين تمتد إلى القدرة على الموافقة على تسجيل الأداء، والحق في التحكم باستخدام التسجيلات وأي نسخ منها.
لكن تقنية الذكاء الصناعي تخرج عن نطاق هذه الحماية لأنها «تعمل على استنساخ الأداء من دون توليد (تسجيل) أو (نسخة) طبقاً للنقابة». بالإضافة إلى ذلك، وفي مسح استقصائي شمل 430 من أعضاء نقابة الممثلين، قال 79 في المائة ممن اضطلعوا بأعمال مجال الذكاء الصناعي، إنهم لم يشعروا بأنهم «يفهمون فهما كاملاً» لحقوقهم قبل توقيع عقودهم.
وفي الوقت نفسه، قال 93 في المائة من فناني الصوتيات الذين شاركوا في المسح، إنهم قلقون من أن الذكاء الصناعي يشكل تهديداً لفرص العمل. ووفقاً للنقابة، يزداد استخدام الذكاء الصناعي في القطاع السمعي والسمعي المرئي، من الكتب الصوتية إلى الصور الرمزية الرقمية.
إن حملة النقابة الجديدة، تحت عنوان «أوقفوا سرقة الذكاء الصناعي للبرنامج»، يدعمها الممثل تالولا رايلي «سانت ترينيان»، والسياسي اللورد كليمنت جونز، الرئيس المشارك للمجموعة البرلمانية العامة لشؤون الذكاء الصناعي، وفنانة الأداء الصوتي الكندية بيف ستاندينغ.
وقد فازت ستاندينغ بتسوية مالية بعد رفعها دعوى قضائية ضد شركة «تيك توك»، قائلة إن الشركة استخدمت صوتها في خدمة تحويل النص إلى كلام من دون الحصول على إذن منها، بناء على التسجيلات التي زودتها لشركة أخرى قبل سنوات.
وقالت ستاندينغ: «تعاقدوا معي سنة 2018 لمهمة تحويل النص إلى كلام من أجل تطبيق للترجمة. لكن التسجيلات نفسها استخدمت سنة 2020 في أول صوت ناطق باللغة الإنجليزية على تطبيق (تيك توك)، الذي لم يكن عميلاً لدي حينها. الخوف من مواجهة شركة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات كان مهيباً بعض الشيء، ولكن اتضح أنه كان خطأ فحسب، وكان يلزمني الدفاع عن نفسي، فقد نُشرت ملفاتي الصوتية التي أملكها، والمحمية بحقوق الطبع والنشر، ولم يكن لدى (تيك توك) الإذن بإعادة استخدامها».
واستطردت ستاندينغ قائلة: «تقدمت بالشكوى بعد مشورة المحامي. ومن ثَم توصلنا إلى اتفاق ودي للغاية مع (تيك توك) خلال العام الماضي، فاستقرت الأمور بيننا. ولأنني مؤدية صوتية، أشعر بأنه قرار تجاري ذكي أن أفهم الذكاء الصناعي وأشارك فيه، والآن أعمل فقط مع الشركات حيث أتحكم بالأجواء والكيفية التي يُرخص فيها صوتي. إن الذكاء الصناعي موجود ليبقى، وهو لن يختفي قريباً».
وحذرت النقابة من أن الفنانين الذين يقدمون أصواتهم وتماثلهم لأغراض الذكاء الصناعي «لا يحصلون على تعويضات منصفة»، أو في بعض الأحيان لا ينالون أي تعويضات على الإطلاق، وأن المؤدين غالباً ما يُطلب منهم التوقيع على اتفاقيات عدم الإفصاح التي تحجب طبيعة الوظيفة.
يقول بول فلمينغ، الأمين العام للنقابة: «إن انفجار الذكاء الصناعي عبر صناعة الترفيه، من مصادر القلق الكبيرة والمزدادة لفناني الأداء الصوتي، وغيرهم من المؤدين. ونحن نعمل جاهدين لحماية أعضائنا، بينما يحاول أرباب العمل زيادة الأرباح من خلال استبدال أنظمة الذكاء الصناعي بالمهنيين المهرة. وفي غياب إجراء حكومي لتحديث القانون البريطاني، يمكننا أن نرى عواقب بائسة على المؤدين، والضرر الدائم الذي يلحق بصناعتنا الرائدة في العالم. فالعمال في كل مكان يحتاجون إلى العمل لمكافحة الذكاء الصناعي، من آلات التسجيل النقدية (الكاشير)، وحتى الأفلام الروائية، ومن مراكز الاتصال إلى ألعاب الفيديو، لضمان أن تعزز التكنولوجيا الجديدة من حياتهم العملية، وليس فقط تحسين الأرباح النهائية لرؤساء الشركات».
وأضافت الممثلة تالولا رايلي، عضو في النقابة المذكورة: «إن التقدم في تكنولوجيا الذكاء الصناعي، يتجه نحونا بسرعة فائقة، ومن المهم أن ندرك نحن العاملين في صناعة الترفيه، التغيرات المحتملة في سبل معيشتنا. ولأنني مؤدية صوتية، فمن الضروري أن يكون صوتي وصورتي يخصاني وحدي، مهما كانت سهلة ورخيصة أساليب نسخ هذه المواد رقمياً. وأعتقد أنه تجب مكافأة المؤدين بشكل عادل على المحتوى الذي نصنعه».
* خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

الاقتصاد بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا، «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول 2030.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» (رويترز)

«إنفيديا» تكثف التوظيف في الصين مع التركيز على سيارات الذكاء الاصطناعي

ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن شركة «إنفيديا» أضافت نحو 200 شخص في الصين هذا العام لتعزيز قدراتها البحثية والتركيز على تقنيات القيادة الذاتية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة يوم الأربعاء، حيث لم تُظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق روبوت دردشة يشجع مراهقاً على قتل والديه (رويترز)

بسبب تحديدهما وقتاً لاستخدام الشاشة... «تشات بوت» يشجع مراهقاً على قتل والديه

رفعت دعوى قضائية في محكمة في تكساس بعدما أخبر روبوت محادثة (تشات بوت) شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً، بأن قتل والديه كان «استجابة معقولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين: روسيا تتعاون مع دول «بريكس» لتكوين تحالف في الذكاء الاصطناعي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، إن روسيا ستطور الذكاء الاصطناعي مع شركائها في مجموعة «بريكس» ودول أخرى.

«الشرق الأوسط» (موسكو )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.