«خوارزمية» تساعد على تعديل انطباعات الآخرين

«خوارزمية» تساعد على تعديل انطباعات الآخرين
TT

«خوارزمية» تساعد على تعديل انطباعات الآخرين

«خوارزمية» تساعد على تعديل انطباعات الآخرين

عندما يلتقي شخصان، فإنهما يصدران أحكاماً سريعة بعضهما عن بعض، بدءاً من عمر الشخص الآخر ومستوى ذكائه أو حتى مصداقيته، وذلك استناداً إلى صورة الوجه التي تشكل الانطباعات الأولى، والتي على الرغم من عدم دقتها في كثير من الأحيان، فإنها يمكن أن تكون قوية للغاية، وتشكل علاقاتنا، وتؤثر على كل شيء من قرارات التوظيف إلى الأحكام الجنائية.
وللمساعدة على معرفة كيف سيراك الآخرون، بما يمنحك الفرصة لتعديل بعض التفاصيل التي قد تعطي انطباعاً خاطئاً عنك، قام باحثون أميركيون من معهد ستيفنز للتكنولوجيا، بالتعاون مع جامعة برينستون وجامعة شيكاغو، بتدريب خوارزمية للذكاء الاصطناعي، يمكنها معرفة الانطباعات الأولى التي ستتشكل بناءً على صورة وجهك، وكشفوا عن تفاصيل هذا الإنجاز أول من أمس في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس». وتوصل الباحثون لهذه الخوارزمية بعدما طلبوا من آلاف الأشخاص إعطاء انطباعاتهم الأولى عن أكثر من 1000 صورة تم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر للوجوه، وتم استخدام الردود بعد ذلك لتدريب شبكة عصبية على إصدار أحكام سريعة مماثلة حول الأشخاص، بناء على صور وجوههم فقط.
ويقول جوردان دبليو سوتشو، عالم الإدراك وخبير الذكاء الاصطناعي بكلية إدارة الأعمال بمعهد ستيفنز، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد بالتزامن مع نشر الدراسة، إنه «بالنظر إلى صورة لوجهك، يمكننا استخدام هذه الخوارزمية للتنبؤ بالانطباعات الأولى للأشخاص عنك، والقوالب النمطية التي قد ينقلونها إليك عندما يرون وجهك».
ويتوافق عديد من نتائج هذه الخوارزمية مع الحدس المشترك أو الافتراضات الثقافية، فمثلاً الأشخاص الذين يبتسمون يُنظر إليهم على أنهم أكثر جدارة بالثقة، وينظر الناس للأشخاص الذين يرتدون النظارات على أنهم أكثر ذكاء، وفي حالات أخرى كان من الأصعب قليلاً أن نفهم بالضبط لماذا تنسب الخوارزمية سمة معينة إلى شخص ما.
وعن قيمة هذه الخوارزمية، يوضح سوتشو أن الأشخاص الذين يرعون بعناية شخصيتهم العامة، يمكنهم -على سبيل المثال- مشاركة الصور التي يعتقدون أنها تجعلهم يبدون أكثر ذكاء وثقة وجاذبية، والخوارزمية يمكنها دعم هذه العملية.
ولم ينكر الباحثون أن هذه الخوارزمية تثير بعض القلق؛ حيث يمكن استخدامها للتلاعب بالصور، لجعل مرشح سياسي يبدو على غير الحقيقة أكثر جدارة بالثقة، أو جعل خصمه يبدو غير ذكي أو مريب.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».