البنتاغون ينفي معرفته بمقتل الرجل الثاني في «داعش»

طائرات التحالف لم تقصف سجدًا كان فيه العفري

البنتاغون ينفي معرفته بمقتل الرجل الثاني في «داعش»
TT

البنتاغون ينفي معرفته بمقتل الرجل الثاني في «داعش»

البنتاغون ينفي معرفته بمقتل الرجل الثاني في «داعش»

بينما أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أول من أمس، مقتل الرجل الثاني في قيادة تنظيم داعش، في ضربة جوية للتحالف على مسجد كان مجتمعا فيه مع أعضاء آخرين من التنظيم في شمال البلاد، فإن الجيش الأميركي نفى أن تكون القوات الجوية للتحالف نفذت مثل هذا الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان على موقعها الإلكتروني «استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة، تم توجيه ضربة جوية من قبل قوات التحالف الدولي إلى الرجل الثاني في عصابات (داعش) الإرهابية أبو علاء العفري». لكن القيادة المركزية للجيش الأميركي نفت بقوة أن ضربة جوية للتحالف أصابت المسجد. وقالت إنها ليست لديها معلومات تؤكد مزاعم العراق عن مقتل العفري، حسبما نقلت «رويترز».
وقالت القيادة، التي تشرف على الغارات الجوية للتحالف الدولي، بحسب ما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أمس، إنها «لا تمتلك أي معلومات يمكن أن تؤيد خبر مقتل العفري»، مشيرة إلى أن «طائراتها لم تستهدف أي مسجد شمال العراق كما ادعت بعض وسائل الإعلام».
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جيف راثك، خلال مؤتمره الصحافي أمس، قوله، إنه «لا يستطيع تأكيد خبر مقتل الشخص الثاني في تنظيم داعش الذي تناولته وسائل الإعلام أمس (أول من أمس)»، عادًا أن «أول من يعلم بمثل ذلك الخبر في الحكومة الأميركية سيكون وزارة الدفاع (البنتاغون)، لكنها لم تؤكد ذلك».
وأضاف راثك، وفقا لـ«وول ستريت»، أن «تقييمات الولايات المتحدة تدل على أن زخم (داعش) قد انحسر، وأنه فقد السيطرة على كثير من الأراضي التي كان يحتلها»، مؤكدا أن «تنظيم داعش سيتم القضاء عليه في النهاية».
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير في قسم مكافحة الإرهاب، رفض الكشف عن اسمه، قوله، إنه «حتى لو تم التأكد من مقتل العفري، فإن موته لن يكون له أي تأثير محدد على التنظيم»، عادًا أن «موت البغدادي الذي يعد خليفة (داعش)، أو تجميده، سيكون بمثابة انتكاسة قوية للجماعة المسلحة، أما المسؤولون الآخرون كالرجل الثاني أو الثالث في التنظيم فبالإمكان استبدالهم بسهولة». وينحدر أبو العلاء العفري، واسمه الحقيقي عبد الرحمن مصطفى محمد، من أصل تركماني من بلدة تلعفر بشمال غربي العراق، ومن المعتقد أنه الرجل الثاني في قيادة «داعش» بعد أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة.
ولم يتسن التأكد من صحة ما ورد في بيان وزارة الدفاع. وكانت الحكومة العراقية أعلنت من قبل عن مقتل أعضاء في تنظيم داعش، لكنهم لم يلبثوا أن عاودوا الظهور أحياء.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.