محمد الشرنوبي: انتقاد دوري في «فاتن أمل حربي» كان متوقعاً

قال لـ «الشرق الأوسط»: إن المسلسل لا يسيء إلى الدعاة

محمد الشرنوبي ونيللي كريم في لقطة من المسلسل
محمد الشرنوبي ونيللي كريم في لقطة من المسلسل
TT

محمد الشرنوبي: انتقاد دوري في «فاتن أمل حربي» كان متوقعاً

محمد الشرنوبي ونيللي كريم في لقطة من المسلسل
محمد الشرنوبي ونيللي كريم في لقطة من المسلسل

قال الفنان المصري محمد الشرنوبي، إن انتقاد دوره في مسلسل «فاتن أمل حربي»، كان متوقعاً، لأن المسلسل يناقش قضية اجتماعية مهمة جداً؛ وأوضح في حواره مع «الشرق الأوسط»، أن شخصية «الشيخ يحيى»، لا تشبه أي شخصية تعرف عليها أو قابلها من قبل في حياته؛ لكنها من وحي خيال مؤلف العمل، ولفت إلى استعانة صناع المسلسل بالدكتور سعد الدين الهلالي، لمراجعة كل ما له صلة بالدين الإسلامي في المسلسل.
وأكد الشرنوبي أنه لم يقف كثيراً عند النقد الذي تعرض له «الشيخ يحيى» في المسلسل، قائلاً: «رغم أنه يجب الالتفات لانتقادات الجمهور، فإن النقد في حد ذاته، لا بد أن يصدر عن دراية ودراسة، فالجدل الذي أُثير حول المسلسل كان متوقعاً؛ لكن لم نتوقع أن تكون الانتقادات بهذا القدر الكبير، لأن المسلسل يناقش قضية مجتمعية مهمة، ومع ذلك فأنا لم أتخوف كثيراً من تقديم الدور»، حسب وصفه.
وأوضح الشرنوبي: «تحمست لأداء دور (الشيخ يحيى)، بعدما شعرت أنه ينطوي على تحدٍّ كبير، لاعتقادي أن أي عمل فني يسلط الضوء على رجل الدين، يتعرض للهجوم والانتقادات قبل عرضه، رغم أن الشخصية لا توجد بها أي إساءة لرجل الدين، فهو شيخ طيب ومسالم يقف مع الحق»، على حد تعبيره. وعن تعاونه الأول مع نيللي كريم بطلة المسلسل، يقول: «أعمالها ناجحة وتحقق مشاهدات كبيرة، والجمهور يثق في اختياراتها، والعمل معها مختلف، فهي فنانة تعي جيداً أن الفن له دور بارز في تسليط الضوء على القضايا المهمة».

الفنان المصري محمد الشرنوبي (حسابه على فيسبوك)

وبعيداً عن المسلسل، تحدث الشرنوبي عن تجربته المسرحية الأولى «ياما في الجراب يا حاوي»، التي عُرضت أخيراً، في موسمي الرياض وجدة، ويقول: «رقصت لأول مرة على المسرح في هذه المسرحية، إنها استعراضية غنائية، أكسبتني خبرات عدة في الرقص والغناء والتمثيل، هذا بالإضافة إلى العمل مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، الذي يعد بالنسبة لجيلي، حلماً كبيراً، فهو هدف ثابت لأي فنان شاب، فعندما جمعتنا البروفات معاً لمدة ثلاثة أشهر، قبل الوقوف معه على خشبة المسرح أمام الجمهور، كان أمراً رائعاً وحلماً كبيراً ومتعة فنية».
ويطمح الفنان المصري في الوجود بشكل مكثف على خشبة المسرح خلال الفترة المقبلة، قائلاً: «إن المسرح يعطي للفنان خبرة كبيرة، ويمنحه رداً مباشراً من الجمهور على أدائه، وهذا الأمر من أهم المكافآت التي يحصل عليها الفنان في حياته، فقد كنت منبهراً برد فعل الجمهور، وأنا أنظر إليه، لذلك أتمنى تقديم عروض مسرحية أخرى، رغم شعوري بالقلق والتوتر قبيل مواجهة الجمهور، فالفنان على خشبة المسرح يحمل مسؤولية غير موجودة في التصوير السينمائي والتلفزيوني، فهو يحتاج إلى تركيز مطلق طوال العرض».
وينتظر الفنان المصري الشاب عرض فيلمَي «بضع ساعات في يوم ما»، من إخراج عثمان أبو لبن، وفيلم «جارة القمر»، من إخراج هادي الباجوري، خلال الفترة المقبلة إلى جانب تحضيره عملاً غنائياً.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».