معرض للفنانة المصرية منى فتحي يضم 60 لوحة

استلهام «رسائل لونية» من الطبيعة بلغة سيريالية

حشد للوجوه في تناول رمزي (الشرق الأوسط)
حشد للوجوه في تناول رمزي (الشرق الأوسط)
TT

معرض للفنانة المصرية منى فتحي يضم 60 لوحة

حشد للوجوه في تناول رمزي (الشرق الأوسط)
حشد للوجوه في تناول رمزي (الشرق الأوسط)

تحرر السيريالية النفس، وتلهمها الأحلام والانفعالات والقدرة على التعبير عن المكنونات بعيداً عن الأشكال البصرية الظاهرة ومن دون أي انشغالات جمالية سطحية، وفي معرضها «رسائل لونية» في قاعة صلاح طاهر، بدار الأوبرا المصرية تخوض منى فتحي تجربة فنية جديدة؛ إذ تتنقل عبرها ما بين التعبير التجريدي الكلاسيكي والمنظور السيريالي المتجرد من قواعد الرسم التقليدية.
تتعدد في لوحاتها العناصر من دلالات وتكوينات مستخدمة ألوانا متنوعة وتقنيات متعددة تحث المتلقي على البحث عما وراء تلك الرموز المبهمة المليئة بالغموض والتساؤلات، تقول منى فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «أعشق الألوان، ويستهويني للغاية مزجها مع الخامات الأخرى على مسطح اللوحات، وفي بعض الأحيان أضع اللون على اللوحة مباشرة من الأنبوبة». وتضيف: «أحيانا أشعر أن الألوان بشر، أستمتع بالحوار مع كل لون على حدة؛ فلكل لون بصمته وإحساسه المختلف عن الآخر، لكن في النهاية تتفاعل الألوان مع بعضها البعض، وهو ما يتيح للملتقي اكتشاف دلالات جديدة داخل العمل الفني، وفي إطار ذلك أستخدم الألوان بكل أنواعها مثل الألوان الخشب المائية، والسوفت، والأويل باستيل والجواش، والأكرليك، والزيت والصبغات المختلفة».

                                                                      أشكال داخل التكوينات اللونية
تنساب الألوان بتشكيلاتها المختلفة لتصنع لكل لوحة إيقاعها الخاص وقصتها المختلفة، فما بين الألوان المعتدلة والدافئة يلتقي المشاهد بمجموعات من الإيقاعات اللونية بتجريديتها الزخرفية وتناسقها السلس ورموزها الفلسفية، إلى جانب تعبيراتها عن مشاعر الفنانة ورؤيتها للطبيعة من حولها فيما يمثل انعكاساً لمؤثرات وتجارب شخصية عديدة مرت بها.
تقول فتحي: «تخرجت في كلية الزراعة جامعة عين شمس، وعملت كيمائية في إحدى الشركات الغذائية الشهيرة بمصر، قبل أن أتفرغ للفن، وقادني تعاملي مع المعمل والميكروسكوب والتركيبات الكيميائية والخلايا النباتية والحيوانية إلى اتساع آفاق خيالي وتفكيري بسبب تعايشي مع عوالم أخرى شديدة الثراء والغرابة والجمال».
لا يقل أهمية عن ذلك، كثرة سفرها وترحالها بين أمكنة مصرية تتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والمقومات الحضارية، والتراث العريق، لتضعنا أمام عالم كبير وواسع من المفردات والحكايات، التي تتدفق من الذاكرة إلى مسطح الورق: «سافرت طويلاً في رحلات فنية إلى طور سيناء، وسانت كاترين وغيرها من المدن النائية الملهمة، وهناك تأثرت بالجبال، والبحر، والسماء، والوديان، وشاهدت الملاجئ الطبيعية لمعظم النباتات النادرة مثل الأعشاب العطرية والنباتات الطبية، وخلال ذلك أيضاً التقيت بتكوينات وألوان شعرت كما لو أنها تبعث لي برسائل ضمنتها في دوري داخل لوحاتي، وربما تصل مرة أخرى إلى المتلقي».
ولكن، لم يأت تعبيرها عن ذلك بشكل مباشر أو صريح، حيث ابتعدت عن رقابة العقل ودهاليزه لتقترب من السيريالية، التي تستمد أشكالها ورؤاها من نبضات عوالم الأحلام والعقل الباطن بكل غموضه، وإن كانت تعكس في الوقت نفسه الملاحظة الدقيقة للفنانة للأشياء في الطبيعة والبيئة المحيطة، إلى جانب قدرتها للاحتفاظ بتلك الأشياء في الذاكرة لتعيد صياغتها وتقديمها على غير حقيقتها، وفي غير مواضعها الأصلية في الطبيعة.

                                   لوحات المعرض تستند إلى التجريب والتنوع اللافت (الشرق الأوسط)
وينطبق ذلك على ما تتضمنه الأعمال من ناس، ونباتات، وطيور، وحيوانات، وحتى الفراغات، فنجد الحمار الوحشي على سبيل المثال يجاور الفارس على حصانه أمام البحر الممتد، وحشود من الوجوه البشرية تتخللها أسماك متباينة الألوان والأحجام كما نلتقي في الأعمال بأعشاب وزهور حية، بينما تسبح وتحلق في الفضاء بحرية كتل الأشكال الكبيرة، التي يحيط بها عدد كبير من المفردات الصغيرة المتناثرة من حولها وداخلها ما يساهم في التركيب البنائي للوحة، وكسر حدة استواء السطح وتشابهه.
إلى ذلك، نجد أنفسنا أمام تجربة فنية تضم نحو 60 لوحة، تستند في جانب كبير منها إلى التجريب والتنوع اللافت، وتراوح ما بين المشهد الطبيعي والتكوينات الملونة الراسخة، والمعالجات التجريدية المختلفة، واللمسات السيريالية البارزة، وخلال ذلك كله يطل علينا اللون بقوة في لوحات المعرض، متخذاً دور البطولة، إلى حد الاعتقاد بأننا أمام إحدى تجارب التجريد اللوني، غير أننا سرعان ما ننتبه إلى الشخوص، والأشكال، والعناصر المتوارية خلف هذه التكوينات اللونية، ذلك أن الفنانة لم تتخلَ عنها تماما لتطرق بها أبواب عالم السيريالية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.