كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن وجود نبرة حوثية جديد أبداها قادة الميليشيات أثناء زيارة المبعوث الأممي لليمن خلال الأسبوع الماضي، وصفتها المصادر بـ«التفاؤلية» نحو جهود السلام.
كما أظهرت جماعة الحوثي الانقلابية التي تسيطر على صنعاء منذ عام 2014 قلقاً متزايداً من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد الذي يضم 8 من القيادات اليمنية القوية، بحسب المصادر المطلعة على فحوى زيارة المبعوث الأخيرة إلى صنعاء.
وأضافت المصادر التي رفضت الإفصاح عن هويتها في ردها على سؤال حول نتائج زيارة المبعوث الأممي لصنعاء، لأول مرة منذ تعيينه، بالقول: «هناك نبرة جديدة في صنعاء أكثر تفاؤلاً»؛ مشيرة إلى وجود «قلق متزايد من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي».
ويرى العقيد محمد جابر، مستشار رئيس هيئة الأركان اليمنية لشؤون القبائل، أن قلق الحوثي أمر متوقع وطبيعي، بعد تشكيل المجلس الرئاسي الجديد، مبيناً أن هذه الجماعة لم تفرض سيطرتها إلا بسبب تفرق وتشتت قوى الشرعية في السابق. وذكر جابر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين قاموا بتمويل إعلاميين وناشطين لمهاجمة المجلس الرئاسي الجديد ومحاولة زرع الفتنة بين مكوناته، وتابع: «هذا أكبر دليل على قلقهم ومخاوفهم. الشعب اليمني بأكمله متفائل بالقيادة الجديدة». وأضاف: «الآن وبعد عودة مؤسسات الدولة وقياداتها للداخل، أصبحت الأمور مختلفة، المجلس الرئاسي سوف يغير المعادلة؛ لا سيما إذا مارس أعماله من الداخل. خلال يوم واحد من عودتهم تحسن الريال اليمني بشكل سريع. هذه لحظات تاريخية وفرصة بعد سنوات من الفرص الضائعة والإنهاك والصراعات العدمية».
وكان الرئيس السابق قد أصدر مرسوماً رئاسياً في 7 أبريل (نيسان) الحالي، بنقل صلاحياته الرئاسية كاملة إلى مجلس قيادة رئاسي جديد، برئاسة رشاد العليمي، وعضوية 7 من القادة الفاعلين على الأرض.
يأتي ذلك، في ظل وصول رئيس وأعضاء البرلمان للعاصمة المؤقتة عدن، وينتظر أن يصل بعدهم تباعاً مجلس القيادة الرئاسي؛ حيث من المنتظر أن يؤدي رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الجديد اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، والبدء في ممارسة أعمالهم من الداخل.
وكان المبعوث الأممي لليمن، السويدي هانس غروندبرغ، قد أعلن عن «ضوء في نهاية النفق» بعد زيارته للعاصمة اليمنية صنعاء، ولقائه قيادات الحوثيين، والمؤتمر الشعبي العام الموجودين في الداخل.
وأضاف خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن: «هناك بصيص من الأمل في نهاية النفق، فبعد حوالي 3 أشهر من المفاوضات الثنائية، وافقت الأطراف على مبادرة الأمم المتحدة بشأن هدنة في جميع أنحاء البلاد مدتها شهرين وقابلة للتجديد، وهي الهدنة الأولى التي تمتد لتشمل جميع أنحاء البلاد منذ 6 أعوام». وتحدث غروندبرغ أيضاً عن مؤشرات إيجابية أخرى في مجال بناء الثقة، بعد إحراز تقدم في ملف تبادل المحتجزين، مؤكداً أن الهدنة فرصة لتوجيه اليمن في اتجاه جديد، يعزز مسار السلام، ويمنع الانزلاق مجدداً إلى القتال.
وفي أول خطاب له، قال الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إن يد المجلس ممدودة للسلام العادل والشامل، وفي الوقت نفسه لن يتوانى عن الدفاع عن أمن اليمن وشعبه، وهزيمة أي مشروعات دخيلة تستهدف هويته العروبية، وتحويله إلى شوكة في خاصرة المنطقة والخليج؛ خدمة لأجندة ومشروع إيران.
من جانبه، شدد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، على ضرورة فتح الطرق والممرات من وإلى مدينة تعز، باعتبارها إحدى أولويات الهدنة الأممية، ومطلباً إنسانياً يخفف عن الملايين من السكان المحاصرين داخل المدينة منذ 7 سنوات.
وجدد بن مبارك خلال لقائه المبعوث الأممي أول من أمس، التزام الحكومة بالهدنة وتثبيتها، إلا أنه حذر من مغبة استغلال الحوثيين لها لإعادة حشد القوات، وتنفيذ استحداثات عسكرية تهدد بانهيار وقف إطلاق النار المؤقت.
نبرة حوثية نحو السلام
الانقلابيون موَّلوا مؤسسات إعلامية لزرع الفتنة بين أعضاء «الرئاسي»
نبرة حوثية نحو السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة