يمكن لاختبارات الأجسام المضادة السريعة أن تخبر الشخص بسرعة وسهولة أنه إيجابي لمرض «كوفيد-19»، ومع ذلك، فإن هذه الاختبارات ليست حساسة للغاية، فقد تفشل في اكتشاف العدوى المبكرة ذات الأحمال الفيروسية المنخفضة. والآن، طور الباحثون في جامعة نيوكاسل البريطانية، اختباراً سريعاً يستخدم جزيئات نانوية بوليمرية مطبوعة جزيئياً، بدلاً من الأجسام المضادة، للكشف عن الفيروس.
والاختبار الجديد الذي تم الإعلان عنه في 13 أبريل (نيسان) الحالي في دورية «إيه سي إس سينسورس»، أكثر حساسية، ويعمل في ظل ظروف أكثر قسوة من الاختبارات التي تعتمد على الأجسام المضادة.
ويظل الاختبار المعياري الذهبي للتشخيص هو تفاعل النسخ العكسي للبوليميراز المتسلسل الـ«بي سي آر»، وعلى الرغم من أن هذا الاختبار حساس ومحدد للغاية، فإنه يستغرق يوماً إلى يومين للحصول على النتيجة، وهو مكلف، ويتطلب معدات معملية خاصة وموظفين مدربين.
وفي المقابل، فإن اختبارات المستضد السريعة تحتاج وقتاً من (15- 30 دقيقة)، ويمكن للأشخاص أخذها في المنزل دون تدريب، ومع ذلك، فهي تفتقر إلى الحساسية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج كاذبة.
ولا يمكن لاختبارات الأجسام المضادة أيضاً تحمل نطاقات واسعة من درجات الحرارة والحموضة، وهي المشكلات التي حلها الفريق البحثي من جامعة نيوكاسل عبر اختبار قليل التكلفة وسريع وشديد الحساسية، ويستخدم جزيئات البوليمر النانوية المطبوعة جزيئياً (nanoMIPs) بدلاً من الأجسام المضادة.
وأنتج الباحثون هذه الجزيئات النانوية ضد جزء صغير، أو ببتيد، من البروتين الشائك الخاص بالفيروس (بروتين سبايك) الذي يعطيه شكله التاجي الشهير، عن طريق إنشاء بصمات جزيئية، أو قوالب، في الجسيمات النانوية، وكان لهذه التجاويف الملزمة ذات المقياس النانوي حجم وشكل مناسبان للتعرف على الببتيد المطبوع وربطه، وبالتالي البروتين بأكمله.
وقاموا بربط الجسيمات النانوية التي ترتبط بقوة بالببتيد بأقطاب كهربائية مطبوعة، وبعد أن أظهروا أن الجزيئات النانوية يمكن أن تربط الفيروس، طوروا نموذجاً أولياً للطباعة ثلاثية الأبعاد، يكتشف ارتباط الفيروس عن طريق قياس التغيرات في درجة الحرارة. وعندما أضاف الفريق عينات من 7 مسحات من البلعوم الأنفي للمرضى إلى الاختبار الجديد، تدفَّق السائل فوق القطب، واكتشف الباحثون تغيراً في درجة حرارة العينات التي تم إثبات إيجابيتها سابقاً بواسطة اختبار الـ«بي سي آر»، وهو ما يعني أنه يعطي نتائج مقاربة في دقتها لاختبار الـ«بي سي آر». واستغرق الاختبار 15 دقيقة فقط، وأشارت النتائج الأولية إلى أنه يمكن أن يكتشف كمية من الفيروس أقل بـ6 آلاف مرة من اختبار المستضد السريع التجاري.
وعلى عكس اختبارات المستضد السريعة، صمد الاختبار الجديد في درجات الحرارة الدافئة، وهو ما يمنح الاختبار مدة صلاحية أطول في المناخات الحارة، كما صمد أيضاً أمام الحموضة المرتفعة، مما قد يجعله مفيداً لمراقبة الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي واللعاب، على حد سواء.
ومع ذلك، لإثبات أن الاختبار يحتوي على معدل سلبي خاطئ أقل من اختبارات المستضدات السريعة الحالية، يجب اختباره على عديد من عينات المرضى، وهذا ما سيقوم به الفريق البحثي لاحقاً، كما أعلنوا في دراستهم.
اختبار سريع يقترب من دقة الـ«بي سي آر» للكشف عن «كورونا»
تظهر نتائجه خلال 15 دقيقة
اختبار سريع يقترب من دقة الـ«بي سي آر» للكشف عن «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة