الجربا من القاهرة: «جنيف 3» سيتحدد بعد مؤتمر المعارضة السورية بالرياض

أكد أن «مؤتمر القاهرة 2» قائم.. وتغير ميزان القوى يدفع لحل سياسي دون وجود الأسد

الجربا من القاهرة: «جنيف 3» سيتحدد بعد مؤتمر المعارضة السورية بالرياض
TT

الجربا من القاهرة: «جنيف 3» سيتحدد بعد مؤتمر المعارضة السورية بالرياض

الجربا من القاهرة: «جنيف 3» سيتحدد بعد مؤتمر المعارضة السورية بالرياض

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري الأسبق أحمد الجربا، من القاهرة، أهمية مؤتمر المعارضة السورية المقترح عقده في الرياض، معتبرا أن هذا المؤتمر سيكون مفصليا وهاما في تاريخ سوريا.
وقال الجربا في تصريحات للصحافيين عقب لقائه أمس الأربعاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، إن «المعارضة السورية سوف تجتمع في الرياض، وبحضور الجامعة العربية وحضور عربي وإقليمي مهم، ليتفقوا على ورقة تكون هي الورقة الوحيدة للحل في سوريا».
وردا على سؤال بشأن مؤتمر القاهرة الثاني للمعارضة السورية، قال الجربا: «إن مؤتمر القاهرة الثاني لأطياف المعارضة السورية لا يزال قائما»، كاشفا عن «وجود تنسيق بين القاهرة والرياض للتشاور بشأن المؤتمر، وهما دولتان شقيقتان وحليفتان في الوقت نفسه»، معتبرا أن عقد مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية ثم مؤتمر الرياض «شيء جيد».
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك طلبات محددة من المعارضة السورية خلال المؤتمر المقترح في الرياض، قال الجربا: «لا توجد طلبات محددة، ولكنه سيكون اجتماعا للمعارضة للاتفاق على ورقة للحل وخريطة طريق».
وأوضح الجربا أن محادثاته مع الأمين العام للجامعة العربية هي «مسألة طبيعية في هذه الظروف التي تعيشها سوريا، خاصة أنه بعد انتهاء القمة العربية الأخيرة في مصر لم يحدث هناك لقاء بيننا وبين الأمين العام للجامعة»، مشيرا إلى أن النقاش تناول مجمل الأمور خاصة الوضع العسكري على الأرض وتغير ميزان القوى لصالح الثوار في سوريا.
وقال الجربا إن «هناك الآن محادثات سياسية في جنيف، ونرى أن تغير ميزان القوى على الأرض لصالح الثوار يشجع على أن يكون هناك حل سياسي يهدف إلى نهاية هذه الأزمة السورية القاتلة، دون وجود بشار الأسد وعائلته».
وردا على سؤال حول جهود المبعوث الأممي بشأن سوريا ستيفان دي ميستورا مع المعارضة لعقد مؤتمر «جنيف 3»، قال الجربا: «حتى الآن لا يوجد (جنيف 3)، ولكن ما يجريه دي ميستورا هي مجرد مشاورات.. والائتلاف لم ولن يشارك في تلك المشاورات»، مشيرا إلى أن «دي ميستورا يجري مشاورات منذ ستة شهور، ونحن في الائتلاف لا نرى أن هناك حاجة لعقد (جنيف 3)، ولا نرى فائدة من التعامل مع دي ميستورا بهذه الطريقة التي يعمل بها، وإذا كانت هناك حاجة لعقد مؤتمر (جنيف 3) فيجب أن تكون على أسس واضحة»، معربا عن اعتقاده أن إمكانية عقد «جنيف 3» سيتحدد بعد عقد مؤتمر المعارضة السورية في الرياض. وعما إذا كانت المعارضة السورية ستقبل بالتحاور مع النظام السوري، قال الجربا: «في (جنيف 2) جلسنا قبل سنة وأكثر من سنة، وكان النظام السوري موجودا بمشاركة أربعين دولة». وأضاف: «إننا في الائتلاف نوافق على وثيقة مؤتمر (جنيف 1)، وهي الورقة الوحيدة التي اتفق عليها المجتمع الدولي»، مؤكدا أنه لن يكون هناك وجود لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وموضحًا في الوقت ذاته أنه مع بقاء النظام والدولة والجيش وهياكلها، لكن دون بقاء عائلة الأسد، الذي من الصعب أن يقبل به الشعب السوري. وردا على سؤال عما إذا كانت الانتصارات التي حققتها المعارضة السورية على الأرض دافعا لعدم التشاور مع دي ميستورا، قال الجربا إن «هذا الأمر ليس له علاقة»، مشيرا إلى أن دي ميستورا التقى مع الكثير من المعارضة وأجرى مشاورات معهم.
وأضاف الجربا أنه «من المقبول أن يجتمع دي ميستورا مع هيئة الائتلاف أو هيئة التنسيق السورية، أما أن يلتقي مع عدد كبير من الشخصيات، وبعضهم لا نعتبره معارضة، فهذا شيء نتحفظ عليه».
وردا على سؤال حول رؤيته لواقعة إزاحة علم الثورة السورية خلال مؤتمر صحافي لرئيس الائتلاف السوري خالد خوجة، قال الجربا إن «علم الثورة السورية هو علم الاستقلال الأول، وتبنته الثورة.. وهذا بالنسبة لنا نعتبره علمنا ورايتنا»، واصفا إزاحة العلم بأنه «خطأ كبير»، وقال إنه «من المفروض أن هذا الخطأ لن يتكرر ولن نسمح بتكراره»، مشيرا إلى أن رئيس الائتلاف اعتذر عن هذا الخطأ.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.