معركة «داعش» و«جيش الفتح» تطال الأراضي اللبنانية.. وحزب الله يسيطر على تلة موسى

الحزب اللبناني رفع أعلامه علنًا على تلال في القلمون

صورة وزعها حزب الله أمس تظهر أحد مقاتليه يضع علم الحزب على تلة موسى في الجانب السوري من القلمون أمس (إ.ف.ب)
صورة وزعها حزب الله أمس تظهر أحد مقاتليه يضع علم الحزب على تلة موسى في الجانب السوري من القلمون أمس (إ.ف.ب)
TT

معركة «داعش» و«جيش الفتح» تطال الأراضي اللبنانية.. وحزب الله يسيطر على تلة موسى

صورة وزعها حزب الله أمس تظهر أحد مقاتليه يضع علم الحزب على تلة موسى في الجانب السوري من القلمون أمس (إ.ف.ب)
صورة وزعها حزب الله أمس تظهر أحد مقاتليه يضع علم الحزب على تلة موسى في الجانب السوري من القلمون أمس (إ.ف.ب)

طالت نيران المعركة المندلعة بين تنظيم «داعش» و«جيش الفتح» في منطقة القلمون الحدودية في الساعات الماضية الأراضي اللبنانية وبالتحديد منطقة وادي حميد الجردية، فيما استمرت المواجهات العنيفة بين فصائل الجيش السوري الحر وحزب الله الذي سيطر يوم أمس على تلة موسى الاستراتيجية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان أن اشتباكات عنيفة دارت بين «جيش الفتح»، وركيزته الأساسية «جبهة النصرة»، مع تنظيم داعش، لافتة إلى أن المواجهات امتدت إلى عمق جرود عرسال ووادي حميد، على بعد 4 كلم من حاجز للجيش اللبناني. وأوضحت الوكالة أن عناصر الجيش منعوا أصحاب الكسارات والمقالع اللبنانيين من الوصول إلى وادي حميد خشية على أرواحهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات دارت بين تنظيم «داعش» وعناصر من «جبهة النصرة» في أطراف جرود الجبة بمنطقة القلمون، ما أدى لمصرع 10 مقاتلين على الأقل من التنظيم.
وأشار المرصد إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين حزب الله مدعمًا بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة، وفصائل المعارضة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في جرود رنكوس ونحلة ورأس المعرة بالقلمون، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وأكّد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، سيطرة حزب الله على تلة موسى الاستراتيجية في القلمون، لافتا إلى أنّها «أهم وأعلى تلة بالمنطقة والوصول إليها يعني تحقيق تقدم كبير في المعركة». وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «يبلغ علو التلة التي تحوي مستودعات أسلحة، 6 كلم وهي الأعلى في سلسلة لبنان الشرقية وكانت بوقت سابق خاضعة لسيطرة حركة فتح ومن ثم الجبهة الشعبية القيادة العامة وأخيرا تحت سيطرة النصرة». وأوضح عبد الرحمن أن «الكثافة والقوة النارية التي استخدمها النظام وحزب الله في الساعات الماضية أدّت للسيطرة على التلة»، مشيرا إلى أن «الحزب قد لا يتمكن من السيطرة طويلا على هذه التلة نظرا لطبيعة المنطقة الوعرة»، وأضاف: «من ينتصر في هذه المعركة هو الذي ينجح بالحفاظ على مواقع سيطرته».
ولم يستبعد عبد الرحمن أن يكون «انشغال جبهة النصرة بقتال داعش أضعف جيش الفتح بمعركته بوجه حزب الله»، مرجحا أن «تلملم النصرة وداعش صفوفهما ويعودان لمواجهة حزب الله سويا بعدما كانا على وفاق طوال الفترة الماضية في القلمون الغربي».
وأصدر «جيش الفتح» في القلمون يوم الثلاثاء الماضي بيانا سماه «البيان رقم 1» أعلن فيه الحرب على تنظيم داعش في المنطقة، متهما إياه بـ«الخيانة وتكفير المسلمين وهدر دمائهم».
وتحدث مدير «مكتب القلمون الإعلامي» ثائر القلموني لـ«الشرق الأوسط» عن «قصف مدفعي وصاروخي عنيف رافق المواجهات في تلة موسى ومحيطها»، لافتا إلى أن «الثوار أعدوا كمينا للحزب في محيط نقطة تلة موسى أدّى إلى مقتل العشرات منهم». وأضاف: «بعد الكمين عاد الحزب إلى القصف العنيف لمحاولة سحب جثث مقاتليه».
ولفت بالأمس بث وسائل الإعلام التابعة لحزب الله صورا ومقاطع فيديو لمقاتلين من الحزب خلال رفعهم أعلامه الصفراء على تلال في القلمون، وهي المرة الأولى التي يرفع فيها حزب الله أعلامه علنا وعلى عدسات الكاميرا في مناطق داخل سوريا.
وأعرب عدد من أهالي بلدة عرسال اللبنانية المتاخمة لمنطقة القلمون السورية عن مخاوفهم من امتداد المعركة إليهم بعد الخبر الذي بثته وسائل إعلام حزب الله عن «حالات فرار من قبل المسلحين باتجاه عرسال هربا من هجوم الجيش السوري ومقاتلي الحزب».
ونفى خالد سلطان، صاحب أحد المتاجر في وسط عرسال المعلومات التي تحدثت عن فرار مسلحين من جبهة القلمون إلى داخل البلدة اللبنانية نفيا قاطعا، مؤكدا أنه «لا تواجد على الإطلاق لمسلحين داخل عرسال، حيث الوضع لا يزال طبيعيا». وأعرب سلطان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن تخوفه من «أن يكون هناك ما يتم تحضيره للبلدة»، التي تستضيف أكثر من 80 ألف لاجئ سوري.
وأوضح سلطان أن المعلومات التي ترد من القلمون تفيد بـ«انسحاب تكتيكي للمقاتلين من بعض النقاط تحت وطأة الكثافة النارية»، لافتا إلى أن «جبهة النصرة لا تزال الطرف المسيطر على معظم النقاط في القلمون».
ونفت مصادر ميدانية أخرى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك حالات فرار للمسلحين من القلمون إلى عرسال، لافتة إلى أن «معظم العمليات التي تحصل هي عمليات كر وفر».
وتحدثت وسائل إعلام حزب الله عن «تحقيق الجيش السوري ومقاتلي حزب الله تقدما كبيرا في جرود القلمون، استعادوا خلاله مرتفعات شكلت مراكز استراتيجية بالنسبة للمجموعات الإرهابية ونقاطًا لإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي اللبنانية»، لافتة إلى أن «الجيش السوري وحزب الله يبسطان سيطرتهما على أكثر من 50 في المائة من جرود رأس المعرة في القلمون».
وقالت قناة «روسيا اليوم» بأن «مقاتلي حزب الله تمكنوا من السيطرة على تلة موسى الاستراتيجية في القلمون القريبة من الحدود السورية اللبنانية»، وتحدثت عن معارك عنيفة بين تنظيم «داعش» ومقاتلي «جبهة النصرة» في المناطق الجبلية الحدودية القريبة من بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سوريا، استخدم خلالها الأسلحة الصاروخية والمدفعية، ما دفع الجيش اللبناني إلى الانتشار في المنطقة.
وأشارت القناة المذكورة إلى أن «الغموض يكتنف المعارك التي تدور في القلمون بين المسلحين من جهة والجيش السوري ومقاتلي حزب الله من جهة أخرى»، لافتة إلى أنّه بينما يقول «جيش الفتح» الذي يقود المعارك في القلمون من جانب المسلحين إنه تمكن من محاصرة وقتل عدد من مقاتلي حزب الله، تؤكد مصادر الحزب أن مقاتليه وقوات الجيش السوري طردوا المسلحين من المنطقة بعد معارك عنيفة.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.