اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأحد)، روسيا بالرغبة في «تدمير» منطقة دونباس (شرق) بكاملها، واعداً ببذل كل ما في وسعه للدفاع عنها، بدءاً بمدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية.
وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو: «الجنود الروس يستعدون لشن هجوم في شرق بلادنا في مستقبل قريب. إنهم يريدون حرفياً القضاء على دونباس وتدميرها». وأضاف: «مثلما يدمر الجنود الروس ماريوبول، فإنهم يريدون تدمير مدن أخرى ومجتمعات أخرى في منطقتي دونيتسك ولوغانسك».
وقال متوجهاً إلى مواطنيه: «لا تتعاونوا مع المحتلين ويجب أن تصمدوا أمامهم»، مردداً على مسامع الغربيين أن «الحاجة إلى فرض حظر على شحنات النفط من روسيا تفرض نفسها كل يوم».
وانتقد زيلينسكي تأخر وصول السلاح إلى بلاده. وقال: «كل تأخير في السلاح، كل تأخير سياسي هو بمثابة تصريح لروسيا بإزهاق أرواح الأوكرانيين... ويجب ألا يكون الحال هكذا في الواقع».
ويعتقد خبراء عسكريون أن أوكرانيا ستحتاج إلى مزيد من الأسلحة الثقيلة المهمة في شرق البلاد لصد الهجمات.
وتابع: «مثلما تقوم القوات الروسية بتدمير ماريوبول، فإنهم يرغبون في اجتياح المدن والمجتمعات الأخرى في إقليمي دونيتسك ولوغانسك».
وشكر زيلينسكي الشركاء الذين «قدموا أقصى مساعدة ممكنة». وقال: «لكن من لديه الأسلحة والذخيرة التي نحتاجها ويؤخر إرسالها يجب أن يعلم أن مصير هذه المعركة يعتمد عليهم أيضاً».
من جهته، أكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، أمس، أن المدافعين عن ماريوبول «سيقاتلون حتى النهاية»، وذلك بعد انقضاء مهلة نهائية حدّدتها روسيا لهم لإلقاء السلاح وإخلاء المدينة الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا التي سيشكل الاستيلاء عليها انتصاراً مهماً لموسكو.
وفي خاركيف بشمال شرقي البلاد، قتل خمسة أشخاص على الأقل الأحد وأصيب 20 آخرون في ضربات جوية تسببت في اندلاع حرائق، على ما أفاد مسعفون وكالة الصحافة الفرنسية.
وسمع صحافيو الوكالة في المكان دوي قصف، ورأوا خمس حرائق تنتشر في مناطق سكنية بوسط المدينة.
وأعلنت القوات الروسية أنها قصفت مصنعاً آخر للأسلحة قرب كييف أمس لليوم الثالث توالياً، بعدما هددت بتكثيف الضربات ضد العاصمة الأوكرانية رداً على تدمير سفينة قيادة أسطولها في البحر الأسود.
ووصف الرئيس زيلينسكي مساء أول من أمس، الوضع في ماريوبول، بأنه «غير إنساني»، داعياً الغرب إلى تزويد كييف «فوراً» بأسلحة ثقيلة يطلبها منذ أسابيع. وتقول القوات الروسية إنها سيطرت على المدينة بشكل شبه كامل بعد قتال عنيف باستثناء جيب مقاوم.
ونشرت تصريحات زيلينسكي في وقت طلبت فيه وزارة الدفاع الروسية من المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في مجمع آزوفستال للمعادن، وقف القتال أمس، عند الساعة السادسة بتوقيت موسكو (03:00 ت.غ) وإخلاء المبنى قبل الساعة 13:00 (10:00 ت.غ).
وأكدت وزارة الدفاع الروسية عبر «تلغرام»، أن «جميع من يتخلون عن أسلحتهم سيتم ضمان سلامتهم... إنها فرصتهم الوحيدة».
وفي وقت مبكر من صباح أمس، تحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن غارات جوية شنها الروس على المدينة من منطقتي دونيتسك وتافريا.
وسيشكل استيلاء روسيا على هذه المدينة انتصاراً مهماً لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف من خلال ربط منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
أوكرانيا تتهم روسيا بالسعي إلى «تدمير دونباس»
أوكرانيا تتهم روسيا بالسعي إلى «تدمير دونباس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة