«الشؤون الاجتماعية» تقدم مساعدات لـ200 ألف أسرة لبنانية استوفت «الشروط»

TT

«الشؤون الاجتماعية» تقدم مساعدات لـ200 ألف أسرة لبنانية استوفت «الشروط»

بعد طول انتظار دام عامين، بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون والتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء في مارس (آذار) الماضي بتنفيذ برنامجين للمساعدة الاجتماعية هما برنامج «أمان» (ضمن شبكة دعم للحماية الاجتماعية) والبرنامج الوطني للأسر الأكثر فقراً، وتجري حالياً عملية الزيارات المنزلية والدفع للأسر المستفيدة بالتوازي للبرنامجين.
ويوضح وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار في حديث لـ«الشرق الأوسط» الفرق بين البرنامجين، مشيراً إلى أن الأموال الموجودة بالنسبة لبرنامج «الأكثر فقراً» هي عبارة عن هبة من البنك الدولي، أما أموال برنامج «أمان» فهي دين. وسُجِّلت في برنامج «أمان» 580 ألف أسرة لبنانية على منصة شبكة الأمان الاجتماعي «دعم» التي تديرها «IMPACT» تحت إشراف التفتيش المركزي، وبدأت الزيارات المنزلية في شهر فبراير (شباط) الماضي لـ200 ألف أسرة تستوفي الشروط، على أن يتم اختيار 150 ألف أسرة منها للاستفادة من مساعدة مالية شهرية لمدة سنة بالدولار الأميركي، في حين يتابع برنامج الأغذية العالمي تنظيم عملية الزيارات المنزلية من خلال شركات خاصة لضمان تغطية سريعة وواسعة تشمل كل الأراضي اللبنانية، وهو مستمر بالعمل بوتيرة سريعة ليحقق الغاية تصاعدياً.
وتصل قيمة المساعدة الشهرية في برنامج «أمان» إلى 25 دولاراً كمبلغ ثابت للأسرة الواحدة و20 دولاراً عن كل فرد، على أن يستفيد 6 أفراد كحد أقصى، أما المساعدات التي تصرف ضمن البرنامج الوطني للأسر الأكثر فقراً فأقل. من هنا يشرح الحجار أن «الفروقات بين البرنامجين بالنسبة للدعم العائلي ترتبت، وسيكتشف المسجلون في برنامج «الأكثر فقراً» خلال الدفعات المقبلة أن المبلغ سيرتفع بعدما أجرينا نوعاً من التوحيد، وعدلنا الفرق نحو الأفضل».
وفي حين يؤكد الحجار أن البرنامجين يطُولان الأسر الأكثر فقراً، يرد على السؤال عن الجدوى من وجود برنامجين يطُولان الشريحة نفسها من المواطنين، وسبب عدم توحيدهما لتسهيل عملية التسجيل على المواطنين وعدم إيقاعهم في أي لغط. بالإشارة إلى «أن الأمور كانت على هذا الشكل قبل تعيينه في منصبه في الوزارة، ولم يتمكن من دمج البرامج فاضطر للتعامل معها على صيغتها الموجودة»، مشدداً بالمقابل على رغبته بأن «يكون لدينا في المستقبل برنامج موحد وداتا موحدة، ما يخفف الأخطاء واللغط لدى المواطنين».
وبدأ صرف المبالغ للمسجلين في برنامج «أمان» مطلع شهر مارس الحالي وبمفعول رجعي عن شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير، ويوضح الحجار أن «الهدف من «أمان» الوصول إلى 150 ألف أسرة، وحتى نهاية الشهر الحالي نكون قد وصلنا إلى الثلث الأول من العدد وما فوق».
أما بالنسبة لبرنامج «الأكثر فقراً»، فيأمل الحجار أن تصل المساعدات قريباً إلى 75 ألف أسرة، مشيراً إلى أن الأرقام ترتفع تصاعدياً والبرنامج سيبقى مستمراً.
ويضيف: برنامج «أمان» يغطي المساعدات للأسر المسجلة لمدة سنة وأتمنى كوزير شؤون اجتماعية أن يتجدد البرنامج لحين تحقيق لبنان النمو الاقتصادي.
من جهة أخرى، تحدثت تقارير صحافية عن استفادة 7000 أسرة من البرنامجين، وأصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية بياناً توضيحياً بهذا الشأن أكدت فيه أن خطأً تقنياً غير مقصود وقع ونتج عنه استفادة 1072 أسرة من البرنامجين وحصلت على دفعة نقدية واحدة فقط من كل من البرنامجين. وبناءً عليه ستتوقف التحويلات النقدية لهذه الأسر لمدة شهرين كخطوة طبيعية لتصحيح هذا الخطأ.
ويلفت الحجار أن الخطأ التقني الحاصل سببه قيام المواطنين بالتسجيل في البرنامجين، موضحاً أن «الـ1072 أسرة التي حصلت على المبلغ من برنامج «أمان» سيتوقف الدفع لها لمدة شهرين على أن يستأنف الدفع بعد ذلك ضمن برنامج «الأكثر فقراً»، وبالتالي لا يوجد أي هدر للمال. ويتابع: «الأسبوع المقبل ستبدأ عملية المتابعة لبرنامج «أمان أونلاين» والتي ستتيح للمواطنين متابعة الزيارات للأسر وعدد تلك التي تلقت المساعدات، الأمر الذي يؤكد للمواطنين شفافية الأمور».
ويأمل الحجار في أن يؤدي «التقدم الحاصل مع صندوق النقد الدولي وتقدم المسارات أمام خطة التعافي في الحكومة، إلى الحصول من البنك الدولي على قرض بـ300 مليون دولار تسمح بمساعدة 300 ألف أسرة إضافية»، ويقول: «ننتظر تاريخ 26 من الشهر الحالي الذي ستعقد خلاله جلسة البنك الدولي، وعلى أساسها سيكون لدينا الجواب النهائي عن الموافقة أو عدمها للحصول على القرض».
وتسجل على منصة «دعم» 580 ألف عائلة تستفيد 150 ألف منها، ويتمنى الحجار: «موافقة البنك الدولي وحصولنا على القرض لِنَزُفّ للشعب اللبناني برنامجاً جديداً بمسمى جديد»، طالباً من المواطنين المسجلين في البرنامجين الحاليين مساعدة الدولة وتسهيل عملها وعدم تسجيل أسمائهم في البرنامج الجديد لتسهيل العمل.
كذلك يكشف الحجار أن الوزارة أشرفت على إنهاء برنامج جديد سيتم التقدم به قبل نهاية شهر مايو (أيار) المقبل لمجلس الوزراء لتوقيعه، وهو دعم بقيمة نحو 20 مليون دولار، موجه لذوي الاحتياجات الخاصة ويطول شريحة مهمة من اللبنانيين»، معرباً عن رغبته في أن تتمكن الوزارة خلال أيام من زف هذا الخبر لذوي الاحتياجات الخاصة، ويختم بالقول: «سنتابع الملف في حال كنا في حكومة تصريف الأعمال، أو نترك للوزير الجديد مشروعين إيجابيين».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.