تنتظر مدينة جدة في مقتبل العام المقبل، الدورة الافتتاحية لأول بينالي للفنون الإسلامية في تاريخها، بحسب ما أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية، المنظمة للحدث، أمس. وعلى غرار الزخم الثقافي الذي شهدته العاصمة الرياض من ديسمبر (كانون الأول) 2021 وحتى شهر مارس (آذار) الماضي، عبر الفعاليات والأنشطة التي صحبت الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، تنتظر عروس البحر الأحمر توافد محبي الفنون لها لاستكشاف فعاليات وأنشطة بينالها الأول للفن الإسلامي. وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة السعودي مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية، إن بينالي الفنون الإسلامية سيكمل «مسيرة مؤسسة بينالي الدرعية خصوصاً بعد نجاح بينالي الدرعية للفن المعاصر، ليضيف فصلاً جديداً إلى قصة نجاح البينالي في المملكة العربية السعودية».
وبحسب البيان الصادر عن مؤسسة بينالي الدرعية فسيقدم بينالي الفنون الإسلامية برنامجاً ثقافياً يستعرض أشكال الفن والإبداع ومظاهر الجمال في الثقافة الإسلامية بين الحاضر والماضي، عبر التوعية بأهمية الفنون الإسلامية وتوثيقها، إضافة إلى زيادة الجهود المبذولة من أجل استدامة الحرف والمهارات التقليدية. وللوصول لعرض عالمي شامل، قدم البينالي الدعوة لنخبة من الفنانين من أنحاء العالم لتقديم صور وأشكال مختلفة ومتنوعة من التعبير الفني المشمول تحت رداء الفن الإسلامي الثري.
سمية فالي
ويأتي اختيار مدينة جدة لاستضافة بينالي الفن الإسلامي لما تتمتع به المدينة من تاريخ عريق وثري وأهميتها الخاصة بوصفها بوابة للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة، إضافة إلى احتضانها العديد من المعالم الإسلامية التاريخية مثل باب مكة، بجانب تنوع مشهدها التراثي والثقافي، مما يكمّل هدف البينالي المتمثّل في ربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
وعيّنت المؤسسة فريقاً من القيمين الفنيين للإشراف على فعاليات بينالي الفنون الإسلامية، يضم كلاً من الدكتور سعد الراشد، عالم آثار سعودي رائد، والدكتورة أمنية عبد البر، الباحثة بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن، والدكتور جوليان رابي، المدير الفخري للمتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لـ«مؤسسة سميثسونيان» في واشنطن العاصمة؛ وسمية فالي، المؤسسة المشاركة لشركة الهندسة المعمارية والأبحاث التجريبية «كونترسبيس».
من جانبها، قالت آية البكري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية: «ستشهد نسخة بينالي الفنون الإسلامية مشاركة لفيف من ممارسي الفنون والقيمين الفنيين لتقديم مشهد زاخر بالأعمال الفنية والتركيبية المرتبطة بسياقات مختلفة ضمن جُملة من الموضوعات. وسيكون الجمهور على موعد مع تجربة استثنائية تفتح أمامهم نافذة إلى الحضارة الإسلامية والتعرّف على تراثها وتقاليدها التي لا تزال حاضرة وبقوة في المشهد الفني الحالي».
وكانت مؤسسة بينالي الدرعية قد استضافت لمدة 3 أشهر من ديسمبر 2021م إلى مارس 2022م أول نسخة من بينالي الدرعية للفن المعاصر، الذي يُعد أكبر وأشهر معرض دولي للفنون المعاصرة في تاريخ المملكة، الذي كان بمثابة منصة بارزة لتجديد الحوار العالمي وتعزيز أوجه التبادل المعرفي والإبداعي بمشاركة أكثر من 60 فناناً رائداً من داخل المملكة وجميع أنحاء العالم.
وتتمثّل مهمة مؤسسة بينالي الدرعية في تنظيم أول نسخة من بينالي الفنون الإسلامية للاحتفاء بأشكال التبادل الثقافي والفني بين المملكة، التي شهدت فجر التاريخ الإسلامي، وجميع المجتمعات في أنحاء العالم كافة.
وتستضيف المؤسسة البينالي سنوياً، حيث تتناوب بين تنظيم بينالي الدرعية للفن المعاصر وبينالي الفنون الإسلامية.