الثنائيات الغنائية تسيطر على الإعلانات الرمضانية في مصر

اليسا وتامر حسني
اليسا وتامر حسني
TT

الثنائيات الغنائية تسيطر على الإعلانات الرمضانية في مصر

اليسا وتامر حسني
اليسا وتامر حسني

سيطرت الثنائيات الغنائية والفنية على معظم إعلانات موسم شهر رمضان الحالي، في مصر، حيث يتم عرض إعلانات دعائية عدة تضمنت مشاركات ثنائية بين فنانين ومطربين مصريين وعرب، بالإضافة إلى إعلانات لمنتجعات سكنية شارك فيها عدد كبير من المطربين والفنانين، على غرار أغنية «افرح» التي شارك في غنائها كل من الفنان المصري تامر حسني، والفنانة اللبنانية إليسا، ويسرا، ونيللي كريم، في حين ظهر في بعض لقطاتها نجوم آخرون، مثل هدى المفتي، وأحمد داش، وميس حمدان، وأسماء جلال.
كما أعادت إحدى الشركات المصرية نوستالجيا الديوهات الغنائية الشهيرة التي جمعت سيمون وحميد الشاعري في أغنية «بتكلم جد» عام 1990، وديو هشام عباس وحميد الشاعري عام 1996 بأغنية «عيني»، بإشراكهم في الحملة الدعائية الخاصة بهم بعنوان «رمضان في جيلنا» وشارك معهم بالغناء والتمثيل كل من أحمد السقا، وهند صبري، وليلى أحمد زاهر، ومؤدي الراب أبو الأنوار.
ولفتت الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز الأنظار إليها بتعاونها مع الفنان كريم محمود عبد العزيز في إعلان لإحدى شركات الاتصال المصرية، بعنوان «رمضانا هو هو»، وحقق كليب الأغنية المغلف بإطار كوميدي واستعراضي مشاهدات مرتفعة بمصر والعالم العربي عبر موقع «يوتيوب».
في حين يعد ظهور الفنان المصري محمد منير مع الفنان الجزائري الشاب خالد، من مفاجآت الموسم الحالي، حيث ظهر الفنانان معاً رفقة عضو فريق كايروكي أمير عيد، ومؤدي الراب مروان موسى، في إعلان أحد البنوك المصرية الحكومية، بعنوان «عشان نفهم بعض». ووفق موسيقيين، فإن هذا التعاون الذي طال انتظاره «مميز ومهم جداً»، خصوصاً بعد تصريحات الشاب خالد السابقة التي أعرب فيها عن أمنيته الغناء مع منير.

                                                                  محمد منير والشاب خالد

كما شهد موسم إعلانات شهر رمضان الحالي، ثنائية غنائية بين الفنانة اللبنانية ميريام فارس، والفنان أبو، لصالح إحدى شركات العقارات بعنوان «لسة حالة حلوة» والذي شارك فيه نجوم آخرون، استكمالاً لإعلان العام الماضي الذي جمع بين ميريام فارس وآسر ياسين «حالة حلوة».
بينما قدمت روبي ومحمود العسيلي أغنية بعنوان «بعد إذنك» لصالح إحدى شركات الأجهزة الكهربائية، وهو يعد استكمالاً لإعلان العام الماضي الذي جمع بين دينا الشربيني وروبي، كما شاركت الفنانة السورية أصالة نصري، الفنان المصري بهاء سلطان في غناء أغنية «ضيف كلنا بانتظاره» وهي إعلان لصالح أحد البنوك القطرية.
وشهد إعلان لإحدى شركات الاتصالات المصرية، مشاركة ثلاث نجمات هن نيللي كريم، ودينا الشربيني، ومنى زكي بعنوان «رمضان ربيع»، وأثار الإعلان موجة من الجدل والانتقادات لاقتباسه أغنيات واستعراضات الراحلة سعاد حسني، حيث قدمت نيللي كريم، كلمات جديدة على ألحان أغنية «الجو ربيع»، من فيلم أميرة «حبي أنا»، بينما قدمت دينا الشربيني كلمات جديدة على نغمات أغنية «يا واد يا تقيل» من فيلم «خلي بالك من زوزو»، وتختتم منى زكي الإعلان بأغنية «أنا لسه صغيرة» من فيلم «صغيرة على الحب».
وبحسب الناقد الفني فوزي إبراهيم، فإن «المُعلنين يحرصون على جمع عدد كبير من نجوم الغناء والفن في إعلان واحد، لجذب أنظار المستهلكين والمشاهدين لمنتجاتهم أو خدماتهم،، خصوصاً في شهر رمضان الذي يشهد الكثير من التجمعات العائلية».
ويرى أن «طريقة اختيار الثنائيات أو الثلاثيات في الإعلانات، ينبغي أن تعتمد على وجود عوامل مشتركة بين الفنانين، وليس حشدهم من أجل التباهي، فالإكثار من النجوم في إعلان واحد من دون ضرورة فنية، قد يقلل من تأثير الإعلان».
ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»، «مما لا شك فيه أن إعلان ياسمين عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز، يشهد تناغماً فنياً، حيث أضافا بهجة مفعمة بالنوستاليجا عبر تقليد شخصيات ما زالت تعيش معنا». ولفت إلى «أهمية ثنائي الشاب خالد ومحمد منير، حيث رصد إعلانهما فكرة اختلاف الأجيال وتغير الذائقة الموسيقية لكل جيل؛ إذ أظهر الإعلان أن الجيل الحديث لا يفهم كلمات بعض الأغنيات القديمة على غرار (ديدي) و(شمندورة)، في المقابل لا يفهم الجيل القديم كلمات أغنيات مطربي الراب».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».