خطة الدبيبة لتطوير قطاع النفط... ضرورة داخلية أم رسالة للخارج؟

(تحليل سياسي)

عبد الحميد الدبيبة خلال إطلاق حملة لتطوير قطاع النفط (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة خلال إطلاق حملة لتطوير قطاع النفط (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
TT

خطة الدبيبة لتطوير قطاع النفط... ضرورة داخلية أم رسالة للخارج؟

عبد الحميد الدبيبة خلال إطلاق حملة لتطوير قطاع النفط (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة خلال إطلاق حملة لتطوير قطاع النفط (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)

أعلنت حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة عن «خطة وطنية» لتطوير قطاع النفط والغاز، بما يمكّن من رفع زيادة إنتاجيته وتصديره، في وقت تشهد البلاد حالياً حالة من «الاستقطاب» والنزاع على السلطة. ويرى مناوئون للدبيبة أن هذا التحرك يأتي في إطار «المناكفات السياسية»، ويستهدف بعث «رسالة طمأنة للداخل الليبي وللقوى الغربية، ممثلة بالاتحاد الأوروبي وأميركا»، في ظل احتياجهم لمزيد من الطاقة على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا. وتتضمن الخطة، التي استعرضتها الحكومة خلال احتفالية عقدت مساء أول من أمس، اعتماد ترتيبات مالية طارئة للمؤسسة الوطنية للنفط للعام الجاري، تقارب 38 مليار دينار، بقصد زيادة الإنتاج اليومي ليصل إلى 1.4 مليون برميل نفط بنهاية العام.
ويأتي الإعلان عن هذه الخطة بعد أشهر من تصريحات عدة لمصطفى صنع الله، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، حذر فيها من «تراجع إنتاج النفط الليبي، وفقدان بلاده أهم مورد للدخل، بسبب عدم توافر الموارد المالية اللازمة للصيانة».
وقال مسؤول بقطاع النفط الليبي لـ«الشرق الأوسط»، إن مؤسسة النفط سبق أن طالبت الحكومة بصرف الميزانية المخصصة للصيانة لكنها لم تستجب، مشيراً إلى أن هذه الحملة التي أطلقها الدبيبة «ورغم أهميتها لإنقاذ القطاع، لكنها تخفي أهدافاً سياسية».
وسبق لصنع الله التأكيد على أن أرقام إنتاج النفط الحالية، التي تقدر بنحو 1.2 مليون برميل يومياً «يمكن أن تتدنى في أي لحظة بسبب قلة التمويل، الذي تسبب في نقص صيانة الحقول والآبار وخطوط النقل، وتهالك البنية التحتية للقطاع»، مكرراً شكواه من أن حكومة الدبيبة «لم تُسيّل الميزانية المطلوبة لإجراء الصيانات المطلوبة».
وقال الدبيبة، في تصريحات نقلها مكتبه الإعلامي، إن «قطاع النفط عانى تحديات خلال السنوات العشر الماضية من إغلاق الحقول والموانئ، ومغادرة الشركات للبلاد، بالإضافة إلى التحديات الأمنية، التي واجهت العاملين بالقطاع، وتأخر أعمال الصيانة والعمرات اللازمة»، موضحاً أن حكومته «حريصة على النفط الذي يُعد المورد الوحيد لليبيين، وعلى زيادة معدلات إنتاجه تزامناً مع ارتفاع أسعاره العالمية»، لافتاً إلى أنها شكلت لجنة «تُعنى بقطاع النفط وتذليل العقبات، التي تواجهه لتحقيق زيادة الإنتاج ليصل إلى مليون و400 ألف برميل في اليوم». وتتكون هذه اللجنة من وزارات المالية والتخطيط والخدمة الوطنية، وديوان المحاسبة ومصرف ليبيا المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط، وكل الشركات والمؤسسات التابعة لها.
وتقع المنشآت النفطية في عموم ليبيا رهينة خلافات سياسية وفئوية، من خلال تعطيل العمل في بعض المنشآت النفطية، وهو ما تسبّب في تراجع معدلات الإنتاج اليومي، دون المائة ألف برميل يومياً، قبل أن يواصل الصعود إلى مليون وأكثر. وكثيراً ما اضطر رئيس المؤسسة الوطنية إلى إعلان عن حالة «القوة القاهرة»، إثر قيام جهات بإيقاف العمل في حقول النفط، رافضاً جعل هذه الممارسات «وسيلة لتسييس قوت الليبيين لأغراض جهوية، أو لتحقيق مكاسب ومصالح أفراد، دون مراعاة لأبجديات العمل المهني، ولن نسمح لهؤلاء بلعب دور في قطاع النفط الوطني».
وفي ظل الصراع السياسي على السلطة، وما يرافقه من صراع على عوائد النفط، الذي يمثل 98 في المائة من إيرادات الدولة الليبية، وجّه المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، خطاباً إلى مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، طالبه فيه بالاحتفاظ بإيرادات بيع النفط في الحسابات السيادية للمؤسسة الوطنية للنفط لدى مصرف ليبيا الخارجي، وعدم إحالتها إلى حساب الإيرادات العامة مؤقتاً.
ويعوّل نواب وسياسيون مؤيدون لحكومة باشاغا على اصطفاف المؤسسات السيادية خلف الحكومة الجديدة، في تكرار لسيناريو شهدته البلاد خلال أعوام سابقة، بسبب وجود حكومتين متنازعتين بغرب وشرق ليبيا. فيما اشتكت وزارة النفط والغاز الليبية من تجاهلها، وعدم دعوتها للمشاركة في الخطة الوطنية لتطوير القطاع، وقالت إن من صميم المهام المناطة بها وضع السياسات والمخططات الاستراتيجية المتعلقة بصناعة النفط والغاز، وتكاملها مع السياسات العامة للدولة.
وأضافت الوزارة، في بيانها، أمس، أن من بين اختصاصاتها العمل مع القطاعات المختلفة على استثمار الثروة النفطية، وحسن استغلالها وتطويرها، وتأمين احتياجات السوق المحلية من المشتقات البترولية والغاز، إضافة إلى زيادة القدرة الإنتاجية بما يتفق والمعايير المحلية والعالمية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».