سوق الزل... وجهة سعودية للتبضع بين جنبات التاريخ

تزدحم في رمضان استعداداً للعيد

تجذب السوق السياح من كل العالم (تصوير: بشير صالح)
تجذب السوق السياح من كل العالم (تصوير: بشير صالح)
TT

سوق الزل... وجهة سعودية للتبضع بين جنبات التاريخ

تجذب السوق السياح من كل العالم (تصوير: بشير صالح)
تجذب السوق السياح من كل العالم (تصوير: بشير صالح)

سوق... يشعر من يتجول بين دكاكينها العتيقة أنه في الماضي، ففي تفاصيل أروقتها قصص لا تنتهي وتاريخ طويل وأجيال من التجار الذين تعاقبوا على مدار أكثر من 120 عاماً، في وسط العاصمة السعودية الرياض، وبجانب قصر الحكم الذي كانت هذه السوق هي أهم موارده الاقتصادية.
وتمثل سوق الزل في مدينة الرياض الصورة الحقيقية للتراث السعودي، حيث يعود تاريخه إلى عام 1319 هـ (1901م)، ويحيط بالسوق قصر المصمك وشارع الثميري وجامع الإمام تركي بن عبد الله.
وتكتسب السوق تميزاً لا يوجد في مكان آخر في مدينة الرياض، إذ أصبح أكبر تجمع لمحلات بيع الملبوسات الرجالية كالمشالح والبشوت والأشمغة المطرزة يدوياً والسجاد والتراثيات والأحذية الشعبية والبخور والعطورات الشرقية بجميع أنواعها، إضافة إلى وجود حراج مستقل داخل السوق يتم من خلاله عرض السلع القديمة.
ويزداد الإقبال على هذه السوق في رمضان بشكل كبير، نظراً لرغبة الناس بتزيين بيوتهم ببعض الزينات التراثية التي تكون مرتبطة بالشهر، أو استعداداً لعيد الفطر، حيث تمتلئ السوق بكل ما يحتاجونه من مستلزمات وملابس وزينة بالإضافة إلى العطور والعود والبخور، والذي يفضل الأهالي أخذه بالعادة من هذه السوق تحديداً.

يتسابق الزوار لشراء القطع التراثية

ورغم بساطة السوق فإن ما يميزها هو تفاصيل مبانيها التي بقيت كما هي منذ بدايتها ليشهد الزائر شعوراً مختلفاً من التسوق ليتبضع بين جنبات التاريخ، ويرى ما كان عليه حال الأجداد، ويشاهد الزبائن من كافة أطياف المجتمع يأتون لشراء حاجياتهم التي قد لا تكون موجودة إلا في هذه السوق المميزة.
ويقول أبو أحمد أحد بائعي البخور في السوق إن حركة السوق في رمضان تزداد بشكل كبير حيث يكثر الزبائن الذين يريدون تزيين بيوتهم بزينة رمضان بالإضافة إلى الاستعداد للعيد كون السوق تحتوي على كل المستلزمات التي يحتاجونها للاستعداد للعيد.
ويذكر عبد الله العتيبي أحد الزوار، أنه كان يتردد على هذه السوق منذ طفولته، حيث يعد هو المكان المفضل للهروب إلى الماضي واستكشاف تفاصيل الحياة قديماً، بالإضافة إلى شراء المستلزمات التي يحتاجها، وأهمها الاستعداد للعيد حيث يحرص كل عام على أن يشتري كل ما يحتاجه من هذه السوق.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.