أحمد حلمي ينافس بـ«واحد تاني» في عيد الفطر

يعود به إلى السينما بعد غياب نحو 3 سنوات

أحمد حلمي
أحمد حلمي
TT

أحمد حلمي ينافس بـ«واحد تاني» في عيد الفطر

أحمد حلمي
أحمد حلمي

بعد ابتعاده عن شاشة السينما، مدة تقترب من ثلاثة أعوام، يعود مجدداً نجم الكوميديا المصري أحمد حلمي، للمنافسة بفيلمه الجديد «واحد تاني»، في موسم عيد الفطر السينمائي المقبل.
ونشر حلمي أفيش الفيلم على حسابه على موقع «فيسبوك»، ويظهر خلاله مرتدياً جاكت وبنطلوناً أحمر، وملفوفا بلاصق على جسده وعينيه، وعلق حلمي عليه قائلاً: «لسه خارج حالاً من الكرتونة»... (واحد تاني) فيلم عيد الفطر». الفيلم من تأليف هيثم دبور، وبطولة روبي، وعمرو عبد الجليل، ونسرين أمين، ونور إيهاب، وأحمد مالك، وإخراج محمد شاكر خضير.
واكتفى حلمي خلال الأشهر الأخيرة بالظهور في إعلانات تلفزيونية لصالح إحدى شركات المحمول المصرية، كما شارك في موسم رمضان 2020 بمسلسله الإذاعي «لف وارجع تاني»، رفقة هنا الزاهد، وأحمد حلاوة، وسلوى عثمان، بجانب ظهوره ضيف شرف في مسلسل «الاختيار 2» العام الماضي.
ويسعى النجم المصري إلى استعادة تفوقه الكوميدي بالسينما، من خلال تعاونه مع المؤلف هيثم دبور، الذي كتب الفيلم الكوميدي «وقفة رجالة» العام الماضي، بطولة ماجد الكدواني، وبيومي فؤاد، وسيد رجب، وشريف دسوقي، ومحمد سلام، وأمينة خليل، وحقق دبور من خلاله إشادات وجماهيرية لافتة.
ووفق الناقد الفني محمد رفعت، فإن السينما المصرية تمر بمأزق على مستوى الكوميديا، بسبب حرص نجوم الشباك على الظهور بمفردهم في أعمال لا تتضمن نصاً جيداً، وغير مناسبة لسنهم.
ويضيف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «رغم أن أحمد حلمي يعد من بين أكثر نجوم الكوميديا المصريين ذكاءً في التجديد واختيار أعمال مختلفة، فإنه لم يحقق النجاح المنشود في أعماله الأخيرة».

بوستر فيلم «واحد تاني»

وأثار فيلم «خيال مآتة»، آخر أعمال أحمد حلمي السينمائية عام 2019. انقساماً بين جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، رغم تحقيقه أرباحاً بلغت نحو 38 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 18.4 جنيه مصري)، وتعرض الفيلم لحملة هجوم وُصفت بأنها «قاسية»، حيث اتهمت الفيلم بأنه «سيء، وأقل من توقعات جمهور حلمي»، في المقابل اختار جزء كبير من الجمهور دعم أحمد حلمي، بعد الترويج لتعرضه لمؤامرة، وإطلاق الشائعات. بينما وصف نقاد مصريون الفيلم بأنه «دون المتوسط»، رغم إيراداته الكبيرة في أسابيع عرضه الأولى.
ويؤكد نقاد أن «حلمي لا يبرر الإخفاق ولا يلقيه على غيره»، مستشهدين باعترافه بوجود خطأ عقب عرض فيلم «صنع في مصر»، كما أنه لم يتجاهل الأصوات الغاضبة من فيلم «خيال مآتة» وعلق على أحد متابعيه بـ«تويتر»: «كنت أتمنى أن يعجبك».
ويشير رفعت إلى أن «غياب النص والسيناريو الجيد، والاعتماد على نظرية (الشللية) في عملية اختيار السيناريوهات، بالإضافة إلى أن الاستسهال من أبرز أسباب تراجع الأعمال الكوميدية السينمائية المصرية خلال السنوات الماضية».
ولفت حلمي الأنظار إليه كشخصية كوميدية من خلال برامج الأطفال التي قدمها في نهاية تسعينيات القرن الماضي، حتى اختاره المخرج شريف عرفه للمشاركة في فيلم «عبود على الحدود» 1999 ليكون أول فيلم سينمائي له ونقطة التحول في حياته.
وحققت بعض أفلام حلمي السابقة، على غرار «عسل إسود» و«ألف مبروك» و«مطب صناعي» «وظرف طارق» و«كده رضا»، إشادات لافتة وضعته في صدارة نجوم الكوميديا في مصر خلال الـ15 عاماً الماضية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».