مجلس الأمن: «القيادة الرئاسي» في اليمن خطوة مهمة للاستقرار والتسوية السياسية

دعا الحوثي للعمل مع المبعوث الخاص

مجلس الأمن: «القيادة الرئاسي» في اليمن خطوة مهمة للاستقرار والتسوية السياسية
TT
20

مجلس الأمن: «القيادة الرئاسي» في اليمن خطوة مهمة للاستقرار والتسوية السياسية

مجلس الأمن: «القيادة الرئاسي» في اليمن خطوة مهمة للاستقرار والتسوية السياسية

رحب مجلس الأمن، أمس (الأربعاء)، بقرار نقل السلطات إلى مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، آملاً في أن يكون «خطوة مهمة» نحو الاستقرار والتسوية السياسية الشاملة في البلاد. وأشاد بمساهمة مجلس التعاون الخليجي في دعم السلام وتعزيز الحوار السياسي بين القوى اليمنية، مطالباً جماعة الحوثي المدعومة من إيران بالعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار.
وأصدر أعضاء المجلس بياناً بالإجماع سلطوا فيه الضوء على إعلان 7 أبريل (نيسان) الماضي حول «النقل السلمي لصلاحيات الحكومة اليمنية الشرعية من الرئيس عبد ربه منصور هادي»، مرحبين بـ«إنشاء وتولي المسؤوليات - وفقاً لنقل السلطات هذا - من مجلس القيادة الرئاسي للحكومة اليمنية التي تعكس مجموعة أوسع من الفاعلين السياسيين». وأملوا في أن يشكل ذلك «خطوة مهمة نحو الاستقرار وتسوية سياسية شاملة بقيادة يمنية وملكية يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، بعد بدء الهدنة في 2 أبريل الماضي»، مشيرين «بارتياح» إلى ما سموه «نية مجلس القيادة الرئاسي للحكومة اليمنية تشكيل فريق تفاوضي للمحادثات التي تقودها الأمم المتحدة». وإذ جددوا دعمهم لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، رحبوا بـ«المشاركة البناءة للحكومة اليمنية، وشجعوا مجلس القيادة الرئاسي المشكل حديثاً على مواصلة ذلك من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة». وأشاروا إلى زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء في 11 أبريل الماضي للمرة الأولى منذ توليه منصبه، داعين الحوثيين إلى «الانخراط والعمل مع المبعوث الخاص في جهوده لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار والتفاوض على حل سياسي شامل». وشددوا على «أهمية مشاركة المرأة بنسبة 30 في المائة على الأقل تماشياً مع نتائج مؤتمر الحوار الوطني، على النحو المشار إليه في قرار مجلس الأمن رقم 2624».
وجدد أعضاء مجلس الأمن التعبير عن «قلقهم البالغ» حيال الأزمة الإنسانية في اليمن. وشجعوا المانحين على «التمويل الكامل لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية ودعم جهود الحكومة اليمنية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد»، مرحبين بحزمة الدعم الاقتصادي البالغة ثلاثة مليارات دولار التي أعلنتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والتزام المملكة العربية السعودية الإضافي بقيمة 300 مليون دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة. وأعربوا عن دعمهم الكامل لمجلس القيادة الرئاسي للحكومة اليمنية في تلبية الحاجات الإنسانية والاقتصادية العاجلة للشعب اليمني. وأشادوا بمساهمة مجلس التعاون الخليجي وأعضائه في دعم السلام وتعزيز الحوار السياسي ومعالجة الأزمة الإنسانية.


مقالات ذات صلة

«الخارجية» الأميركية: واشنطن «لا تعترف حالياً بأي كيان كحكومة سورية»

المشرق العربي المبعوث الأممي غير بيدرسون في جلسة مجلس الأمن نهاية فبراير الماضي حول الوضع بسوريا (موقع الأمم المتحدة)

«الخارجية» الأميركية: واشنطن «لا تعترف حالياً بأي كيان كحكومة سورية»

الولايات المتحدة «قدمت أخيراً توجيهات إلى البعثة السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشأن تصنيف تأشيرات أعضاء بعثتها»

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

إسرائيل رداً على غوتيريش: «لا يوجد نقص في المساعدات» في غزة

نفت إسرائيل وجود «نقص في المساعدات بقطاع غزة»، بعدما اتّهمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعدم الوفاء بالتزاماتها.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 3 أبريل 2025 (رويترز)

غوتيريش: إسرائيل حوّلت غزة إلى «ساحة قتل»

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن قطاع غزة أصبح «ساحة قتل»، منتقداً إسرائيل بسبب منعها دخول المساعدات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة في مخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: 400 ألف نزحوا في قطاع غزة منذ استئناف إسرائيل الضربات

أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 400 ألف فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس.

«الشرق الأوسط» (غزة )
المشرق العربي أشخاص يتفقدون الدمار في دير البلح وسط قطاع غزة في 7 أبريل 2025 بعد غارات جوية إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب)

رؤساء وكالات بالأمم المتحدة يدعون لتجديد عاجل لوقف إطلاق النار في غزة

دعا رؤساء 6 وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، إلى تجديد عاجل لوقف إطلاق النار في غزة، محذرين من نقص حاد في المساعدات وارتفاع عدد القتلى المدنيين.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

محادثات مصرية - أميركية بشأن توترات البحر الأحمر

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
TT
20

محادثات مصرية - أميركية بشأن توترات البحر الأحمر

مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)
مقاتلة أميركية تنطلق من على متن الحاملة «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أرشيفية - رويترز)

تصدرت «توترات البحر الأحمر» أجندة محادثات مصرية - أميركية بين وزيري دفاع البلدين، اللذين ناقشا تأثير هجمات الحوثيين على قناة السويس، بحسب إفادة رسمية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء الثلاثاء.

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أجرى اتصالاً هاتفياً مع القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، عبد المجيد صقر، «لتأكيد متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين»، مشيراً إلى أن الوزيرين استعرضا «سبل تعزيز المصالح المشتركة»، وفقاً للإفادة الأميركية.

وقال البنتاغون إن «الوزيرين ناقشا أهمية أمن البحر الأحمر، وتطرقا للأفعال المتهورة من جانب جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، التي كان لها تأثير سلبي على قناة السويس والاقتصاد العالمي». بينما لم يصدر بيان مصري رسمي بشأن المحادثة.

ومطلع الشهر الحالي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حسابه على منصة «تروث سوشيال»، إنه ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي «التقدم العسكري الهائل الذي أحرزناه ضد الحوثيين الذين يدمرون السفن في اليمن. كما ناقشنا أيضاً غزة، والحلول الممكنة، والاستعداد العسكري، وما إلى ذلك».

وقالت «الرئاسة» في إفادة رسمية للمتحدث باسمها السفير محمد الشناوي، إن الاتصال تناول «تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وجهود الوساطة لاستعادة الهدوء للمنطقة، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على الملاحة في البحر الأحمر، ويوقف الخسائر الاقتصادية لكل الأطراف».

وبدأت الولايات المتحدة في 15 مارس (آذار) الماضي هجمات عسكرية على الحوثيين، بعد أيام قليلة من إعلان الجماعة المدعومة من إيران عزمها استئناف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل وتمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، منهين فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي مع وقف إطلاق النار في غزة. وقال ترمب إن «الضربات جاءت رداً على هجمات الجماعة على سفن الشحن في البحر الأحمر».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»، ما دفع شركات الشحن العالمية، لتغيير مسارها متجنبة المرور في البحر الأحمر.

وشنت جماعة «الحوثيين» اليمنية المدعومة مع إيران أكثر من 100 هجوم على سفن الشحن منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في أواخر 2023، وفق «رويترز».

سفينة حاويات تابعة لشركة «MSC» (إ.ب.أ)
سفينة حاويات تابعة لشركة «MSC» (إ.ب.أ)

وتحدثت القاهرة مراراً عن تضررها من استمرار التوتر في البحر الأحمر، وقال السيسي الشهر الماضي إن «الخسائر في إيرادات قناة السويس بلغت 800 مليون دولار شهرياً بسبب الوضع في المنطقة».

وبينما أكد الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج أن القاهرة تؤيد أي جهود من شأنها الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر، لا سيما مع تأثر قناة السويس سلباً بحالة عدم الاستقرار في الممر الملاحي؛ فإنه يشدد على أن «مصر ترفض الدخول في أي تحالفات عسكرية».

وقال فرج لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تطالب بالمساعدة في تأمين الملاحة في البحر الأحمر، لكنها ترفض الدخول في أي تحالفات عسكرية، وسبق ورفضت الانضمام لتحالف (حارس الازدهار) الأميركي»، مشيراً إلى أن «استعادة الأمن في البحر الأحمر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوقف الحرب في غزة، بدليل توقف الهجمات على السفن خلال الهدنة».

وتشكك أصوات يمنية في مزاعم الحوثيين، إذ ترى أن الجماعة لا تؤثر في مسار الحرب الإسرائيلية، وتتهمها بجني دعاية واستقطاب داخلي في اليمن جراء هذه الهجمات.

وشكّلت الولايات المتحدة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تحالف «حارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تنضم له.

بدوره، أوضح مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة تدرك أن هجمات الحوثي مرتبطة بالحرب في غزة»، وقال: «في ضوء هذا التفسير لن تدخل القاهرة طرفاً في نزاع مباشر مع (الحوثي)، ولن تشارك في تحالفات وأعمال عسكرية ضده».

وفي رسائل تمت مشاركتها عن طريق الخطأ مع صحافي أميركي في مجلة «ذي أتلانتيك» الشهر الماضي، كشفت عن خطط الحرب الأميركية على الحوثي، قال أحد المسؤولين الأميركيين الذي نُقلت عنه أقواله في المحادثة إن ترمب وافق على خطط اليمن، لكن «سنوضح قريباً لمصر وأوروبا ما نتوقعه في المقابل».

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري السفير حسين هريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حديثاً أميركياً عن محاولات لإشراك مصر بطريقة أو بأخرى فيما يجري في البحر الأحمر»، مرجحاً أن يكون الاتصال بين وزيري دفاع البلدين في هذا الإطار.

وأوضح هريدي أن «مصر رغم أنها أكثر المتضررين من توترات البحر الأحمر فهي ترفض الدخول في تحالفات عسكرية كونها تدرك أن المشكلة ليست في اليمن بل في استمرار الحرب على قطاع غزة».

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أشار في مؤتمر صحافي الشهر الماضي، إلى أن «قناة السويس خسرت نحو 65 في المائة من إيراداتها، ما يفوق 8 مليارات دولار»، وأضاف: «موقفنا واضح وهو ضرورة تخفيض التوتر والتصعيد والتوقف الكامل عن استهداف السفن وضمان حرية الملاحة»، مشيراً إلى أن «العسكرة والتصعيد لا يخدمان أي طرف في المنطقة، من المهم المحافظة على حرية الملاحة والابتعاد عن العسكرة والتعامل مع جذور المشكلة من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 -2023 إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023- 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.