دراسة: يمكن تجديد جهاز المناعة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض لدى الكبار

دراسة: يمكن تجديد جهاز المناعة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض لدى الكبار
TT
20

دراسة: يمكن تجديد جهاز المناعة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض لدى الكبار

دراسة: يمكن تجديد جهاز المناعة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض لدى الكبار

قد تمهد نتائج دراسة جديدة بقيادة الدكتور مايكل ديميتريو نُشرت بمجلة «Nature Aging» الطريق لأهداف علاجية جديدة محتملة لتجديد جهاز المناعة لدى كبار السن وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية.
وتحدد الدراسة الجديدة بقيادة باحثين من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، سببًا يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية من الشباب؛ وهي مشكلة مجتمعية حرجة تجلت مؤخرًا بجائحة كوفيد - 19، وذلك حسبما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وحسب الموقع، قال مؤلف الدراسة الدكتور مايكل ديميتريو الأستاذ بعلم الأعصاب بكلية الطب رئيس قسم التصلب المتعدد وعلم المناعة العصبية في UCI «من خلال هذه الدراسة اكتسبنا فهمًا جديدًا لسبب كون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، ما سيمكننا من تحديد علاجات جديدة محتملة».
من جانبه، قال المؤلف الأول للدراسة الأستاذ المساعد بقسم علم الأمراض بجامعة كاليفورنيا الدكتور هايك مخيكيان «لقد حددنا مصدرًا محتملاً للشباب في جهاز المناعة».
وفي هذا الاطار، تنخفض مناعة الخلايا التائية مع التقدم في السن، مما يزيد من شدة الأمراض المعدية والوفيات الناتجة عنها. فالخلايا التائية هي الجزء الخلفي من الجهاز المناعي وتنسق الاستجابات المناعية لمحاربة العدوى. وتؤدي إضافة سلاسل الكربوهيدرات المعقدة والمتفرعة («الجليكانات») إلى البروتينات لتثبيط وظيفة الخلايا التائية.
وفي الدراسة الجديدة أظهر الباحثون أن الجليكانات المتفرعة تزداد مع تقدم العمر في الخلايا التائية من الإناث أكثر من الذكور بسبب الزيادات المرتبطة بالعمر في مستقلب السكر المهم (N-acetylglucosamine) والإشارة بواسطة الخلية التائية السيتوكين إنترلوكين -7.
ولتوضيح الامر أكثر، قال ديميتريو «يكشف بحثنا أن عكس الارتفاع في الجليكانات المتفرعة يجدد وظيفة الخلايا التائية لدى الإنسان والفأر ويقلل من شدة عدوى السالمونيلا في إناث الفئران المسنة».
من جهته، يوضح مخيكيان «هذا يشير إلى عدة أهداف علاجية جديدة محتملة لتنشيط الخلايا التائية القديمة، مثل تغيير الجليكانات المتفرعة أو الارتفاع الناتج عن تقدم العمر في إشارات المصل N-acetylglucosamine و IL-7».
جدير بالذكر، يساهم الخلل المناعي المرتبط بالشيخوخة والمشار إليه باسم التقلص المناعي بزيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن كل من الأمراض المعدية والأورام لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق؛ في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، حوالى 89 في المائة من الوفيات السنوية بسبب الإنفلونزا بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا على الأقل، على الرغم من أن هذه الفئة العمرية لا تمثل سوى حوالى 15 في المائة من سكان البلاد. وفي الآونة الأخيرة، تم تسليط الضوء بشكل مأساوي على تعرض كبار السن للعدوى الفيروسية من خلال الظهور الأخير لفيروس كورونا المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2 (SARS-CoV-2). حيث تحدث زيادة الأمراض والوفيات لدى كبار السن أيضًا مع الالتهابات البكتيرية الشائعة مثل السالمونيلا. علاوة على ذلك، تنخفض فعالية التطعيمات مع تقدم العمر، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى لدى كبار السن. فيما تؤدي شيخوخة السكان السريعة في العالم المتقدم إلى تفاقم هذه المشكلة وتزيد من الحاجة إلى التدخلات التي تستهدف بشكل فعال التقلص المناعي.
وقد نظرت الدراسات السابقة التغيرات في النسخ في المجموعات الفرعية للخلايا التائية القديمة عالية النقاء. أما في هذه الدراسة فقد قام الباحثون بتحليل مجموعات الخلايا التائية حسب العمر والجنس مع نتائج تشير إلى اختلافات خاصة بالجنس والتي تشير إلى أن التدخلات الفعالة لعكس الخلل المناعي لدى كبار السن قد تتطلب استراتيجيات خاصة بالجنس.


مقالات ذات صلة

أكثر من 80 % من الناس لا يشربون كمية كافية من الماء

صحتك أكثر من 80 % من الناس لا يشربون كمية كافية من الماء

أكثر من 80 % من الناس لا يشربون كمية كافية من الماء

الماء مكوِّن يرتبط بكل شيء حيّ على سطح الأرض.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك صورة الجسد تتشكل بداية من سن السابعة

صورة الجسد تتشكل بداية من سن السابعة

كشفت أحدث دراسة تناولت صورة الجسد ونُشرت في مجلة علم النفس التجريبي للأطفال، عن احتمالية أن تكون بداية إدراك صورة الجسد...

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الحزام الناري... توصيات صحية للوقاية منه

الحزام الناري... توصيات صحية للوقاية منه

هل كنت تعتقد أن الجدري المائي (Chickenpox) الذي أُصبت به في طفولتك قد انتهى للأبد؟ للأسف، هذا ليس صحيحاً تماماً

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك سبر أغوار التهاب المفاصل الروماتويدي

سبر أغوار التهاب المفاصل الروماتويدي

يعدّ التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية. وهذا يعني أن الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة عن طريق الخطأ؛ ما يسفر عن التهاب يسبب تورماً في المفاصل

مورين سالامون (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك لقاح الحصبة (رويترز)

عدد حالات الحصبة في أوروبا وآسيا الوسطى يسجل رقماً قياسياً

قالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، الخميس، إن عدد حالات الإصابة بالحصبة المُبلغ عنها بأوروبا وآسيا الوسطى في 2024 كان الأعلى منذ 27 عاماً.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

اللبنانية الأولى نعمت عون تأمل أن يكون للنساء حصّة وازنة في التعيينات المقبلة

السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون تلقي كلمتها في الأمم المتحدة
السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون تلقي كلمتها في الأمم المتحدة
TT
20

اللبنانية الأولى نعمت عون تأمل أن يكون للنساء حصّة وازنة في التعيينات المقبلة

السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون تلقي كلمتها في الأمم المتحدة
السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون تلقي كلمتها في الأمم المتحدة

أكَّدت اللبنانية الأولى نعمت عون الالتزام باستكمال ورشة الإصلاحات وحَملات التَّوعية فيما خص حقوق المرأة التي بدأتها الحكومة بتعيين 5 وزيرات لتولِّي حقائب وزارية.

وأملت أن يكون للمرأة حصّةٌ وازنة في التَّعيينات التي تتَّجه الحكومة إلى إقرارها في الأشهر المقبلة، ممَّا يشكِّلُ فرصة حقيقية لتعزيز موقعِها في مراكز القرار.

ودعت الأمم المتحدة إلى دعم جهود لبنان في إزالة العوائق التي تقفُ في وجه المرأة اللبنانية، مشدِّدة على طموحها في إعادة لبنان إلى دوره الريادي في المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط.

مواقف اللبنانية الأولى جاءت خلال كلمة ألقتها ليل أمس في الدورة الـ69 لمؤتمر «وضع المرأة» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، في حضور الوفد اللبناني المرافق الذي ضمّ المستشارة الدِّبلوماسية لرئيس الجمهورية السفيرة جان مراد، ومديرة مكتب اللبنانية الأولى هلا عبيد، وعضوة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ناتالي زعرور. كما حضر القائم بأعمال بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم.

وقالت نعمت عون في كلمتها: «إنَّ مشاركةَ الوفد اللبناني في الدورة الـ69 للجنة (وضع المرأة) تعكِسُ إيمان لبنان بمبادئ خطة عمل بيجينغ، وإصرارَه على تطبيقِها». كما لفتت إلى أن الرجل اللبناني «يَحرصُ على الدِّفاع عن شرف أمه وأخته وزوجته وابنته، وينسى أحياناً أن الحفاظ على هذا الشَّرف لا يكتمل إلّا بمنح المرأة حقوقها الكاملة، وليس أقلها التعليم والتفكير الحرّ والصحة والعمل».

وتابعت: «جِئتُكُم من لبنان ليس فقط كسيّدةٍ أولى ترأس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، بل كزوجة، وأمّ، وجدّة، وموظَّفة، وربَّة منزل، ضحَّت من أجل أسرتها وطموحها، كما تُضحِّي جميع نساء لبنان، على الرغم من عدم اكتمال الأطر اللازمة لحماية حقوق المرأة! ومع ذلك تَصمُد نساء بلادي حتى في وجه الحروب التي حصدت آخرُها أرواح آلاف النساء والأطفال، وتركت وراءها إعاقات جسدية ونفسية، دون أن تؤثر على إرادتِها في الحياة!»، وأكملت: «وتَصمدُ نساء بلادي في وجه الفقرِ الذي يطال شريحة كبيرة من الشَّعب، مع كل ما يتفرّعُ عنه من تحديات».

وشرحت السيدة الأولى أنه على الرغم من الصمود شبه المنفرد، تحقَّقت خطوات إصلاحية في الماضي. عددت منها تعزيز الضمانات الاجتماعيَّة، إلى مكافحة العنف الأُسري والتحرّش الجنسي، عبر قوانين دعمتها الهيئة الوطنيَّة بالتعاون مع الجهات المعنية. وأضافت: «واليوم، أُجدِّد الالتزام بإكمال ورشةِ الإصلاحات وحملات التَّوعية التي بدأتها الحكومة بتعيين 5 وزيرات لتولِّي حقائب وزارية تؤثر تأثيراً مباشراً على حياةِ المرأة، ومنها التربية والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية والبيئة والشباب والرياضة، وحتى السياحة التي هي الشريان الاقتصادي الأول في لبناني».

وذكرت السيدة الأولى أن الحكومة تتجه في الأشهر المقبلة لإجراء تعيينات لأكثر من نصف المراكز القيادية في الدولة، ويؤمل أن يكون للمرأة حصّة وازنة فيها، مما يشكّل فرصة حقيقية لتعزيز موقعها في مراكز القرار.

ودعت عون الأمم المتحدة، ممثَّلة في الأمين العام أنطونيو غوتيريش، إلى دعم جهود لبنان في إزالة العوائق التي تقف في وجه المرأة اللبنانية. وتوجَّهت إلى جميع الوفود المشاركة، لتعزز التعاون وتبادل الخبرات مع لبنان.

وختمت قائلة: «لا سلام، ولا أمن، ولا ديمقراطية، ولا ازدهار، من دون مجتمع يعترف بحقوقِ نسائه». كما شرحت أن الانتخابات البلدية والنيابية التي اقتربت، «تشكّل فُرصة لاختيار مسؤولين ومسؤولات يُؤمنون بدور المرأة ويعملون من أجله، كما من أجل إعادة لبنان إلى دوره الريادي في المساواة بين الجنسين بمنطقةِ الشرقِ الأوسط، بما يكرِّس رسالتَه الحضارية في نشر السلام والدفاع عن كرامةِ الإنسان».